فوضى البوح .. بقلم : أمل عثمان

فوضى البوح .. بقلم : أمل عثمان

شاعرات وشعراء

الاثنين، ٧ نوفمبر ٢٠١١

ثمة جروح مزمنة في الروح
لا يسكّن آلامها
إلا سحر السَير
في أزقة دمشق القديمة!
البعض يمر بكِ ... و البعض يمر منكِ
حبيبتي! لا عجب أنك عديمة الظل
لأنك العالية التي تطل على العابرين والسماء
لا تنامين ولا تحلمين
تٌحدثين تغيراً في ثنايا الروح.
حين تُغلق حوانيت المدينة
أمشي إضراباً في الليل .. اكتب على الظلام والهواء رموزاً وطلاسم
ألقي فيها قصاصات غضبي وحزني
فأنتِ كل القصائد التي تتلى في أزمنة الوحدة .. والخوف ..والحزن
منذ اللحظة الأولى التي أحببتكِ
وأنا أحاول أن أتعلم لغة صمتكِ
لأخاطبكِ بلا صوت فهل تسمعينني؟
فقد دربتُ الشعور على التفكير  قبل البوح
فما بين الصمت والكلام مسافة لا يتقنها إلا العاشقون.
أحاول التماس صوتكِ
في الأزقة والحارات
أطارد طيفكِ
ألتقط رائحة الكلمات
فحيث تكونين, هناك حفنة ضوء
تجعل أرواحنا تتجول – خلسة من أماكننا- في أماكنكِ التي نهوى
من أي الأبواب أخطو إليك!
كم مرة تستطيعين أن تولدي
يدّعون أنك كذبة حمقاء
لا تصغي لهم!
فحالات الزمان عليكِ شتى, وحالكِ واحد في كل حال
وحبّكِ تراتيل ترسم الحاضر والذكريات
على جدران الليل والريح
سأخرج في مظاهرة ضد الخرائط
المتروكة لضرورات إيقاعية أو لرمية نرد في لعبة بلا قواعد أو لضرورات إيقاعية
تضيق البلدان ويتسع صدركِ
أنتِ أيكتي
والباقي قطع سكر
إني أفتقدكِ رغم وجودكِ
الروح التي لم يكن لجسد أن يتسعها انطفأ بريقها من دونكِ
يكفي أن تقرع حبات المطر نافذتي لأتذكر عصافيرك التي تشعر بالدفء وأغصانك التي لا تعصفها الريح
وأشتم بعدها رائحة الحب بعد توقف الهطول.
يوم ناديت بأعلى شوقي لم تستجيبي لأني وصلت متأخرة وظننتِ أني لن آتي.