بالصور.. البرازيليون يحتفلون بشوارع ريو استعدادا لكرنفال السامبا

بالصور.. البرازيليون يحتفلون بشوارع ريو استعدادا لكرنفال السامبا

شعوب وعادات

الأحد، ٢٥ يناير ٢٠١٥

يستعد البرازيليون لكرنفال ريو، الذي يعتبر من أشهر الكرنفالات الراقصة بالعالم، بحفلات في شوارع المدنية تعرف بـ "بلوكو" يدور فيها المحتفلون وهم يرقصون خلف فرق موسيقية حول ضواحي مدينتهم.. وتبدا احتفالات "بلوكو" استعدادا للانطلاق الرسمي لكرنفال ريو في 13 فبراير/شباط المقبل.

بدأت فكرة الكرنفال قبل مئات السّنين عندما قام أتباع الدّيانة الكاثوليكيّة في إيطاليا بارتداء ملابس باهرة مهرجانيّة ليوم واحد قبل أربعاء الرماد؛ أوّل يوم من عيد الفصح والصّوم الكبير حيث يمتنعون فيه عن أكل اللّحوم. فجاء اسم Carnevale ليعني حرفيّا الابتعاد عن اللّحوم. ومع مرور الزّمن، أصبح الكرنفال احتفالًا مشهورًا انتشر في بلدان كاثوليكيّة أخرى في أوروبا أوّلًا، ولاحقًا في بلدان حول العالم نتيجة امتداد الحكم الأوروبيّ فيها. وتوسّع الكرنفال اليوم حتى أصبح احتفالًا موسميًّا سنويًّا يبدأ عادة مع الأحد الأخير الذي يسبق أربعاء الرماد أو أبكر من ذلك بعدّة أيام وليال.
الكرنفال حدث ذو أبعاد ضخمة، ويعتبر أشهر عيد في البرازيل؛ فباستثناء الصّناعات الأساسيّة وعمّال الكرنفال أنفسهم، تقفل البلد كليّا لمدّة أسبوع وتتفرّغ للاحتفالات الكثيفة والاستعراضات الشّعبيّة التي تجوب الشّوارع ليل نهار، فمدينة ريو دي جانيرو السّاحليّة جذبت ما يقارب 2 مليون زائر في عام 2013، وتعتبر مدينة ريو عاصمة الكرنفال العالميّة؛ حيث تُقام فيها أكبر الكرنفالات وأكثرها إبداعًا والمتجلّية بالرّقص والأزياء والموسيقى التي تقودها مدارس السّامبا، إذ تنظّم مسيرات رسميّة ليشاهدها الجمهور. إذا أردتم أن تعايشوا الإيقاع الجماهيريّ الضّخم لا تفوّتوا كرنفال ريو لعام 2015.

وفي بعض المدن الأصغر تجدون مسيرات البلوكوس Blocos الصّغيرة تسمح بمشاركة الجمهور، إضافة إلى فعاليات وثقافة الكرنفالات المختلفة في البرازيل التي تعتمد على المنطقة التي يقوم فيها الكرنفال، ففي مدينة أوليندا شمال شرق البرازيل مثلا، يتأثّر الكرنفال بخصائص فريدة تعكس الفولكلور الشّعبيّ مثل نمط موسيقى الفريفو Frevo وعروض رقص الماراكاتو Maracatu.

ويأخذ تصميم الملابس والقناعات التي ترتديها الفرق الاستعراضيّة عدّة أسابيع وأشهر من التّخييط والدّمج والتّلصيق وشكّ الخرز والبرق والورق والأقمشة، وإنشاء إطارات ضخمة عبر تقويس أسلاك حديديّة إلى أشكال ومنحوتات تُزيّن بالورق والرّغوة، وغيرها من المواد المطليّة بألوان مختلفة، ويستخدمون بصنع الأدوات المواد الطّبيعيّة كالرّيش والعظام والصّدف، والتّجوّل بشوارع القرى والمدن مع هذه الأدوات والابتكارات هي عادة مستعارة من عادات وتقاليد أفريقيّة تعكس معتقدات أنّ هذه الأشياء تمثّل فكرة أو قوّة روحانيّة تجلب الحظّ الجيّد وتبعد المشاكل والأمراض.

هذا بالإضافة إلى أنّ الاحتفالات تتّبع أيضًا الرّقص والعرض الأفريقيّ الذي يضمّ الدّمى الكبيرة والقتال بالعصي والرّاقصين على العيدان الخشبيّة، فيسمع الحاضر إيقاعات الطّبل الأفريقيّ، إلى جانب الطّبل المصنوع من المقالي الصّلبة الذي يعود أصلها واستخدامها إلى ترينيداد وتوباغو في آخر القرن الثّامن عشر، لتظهر في الكرنفالات اليوم وتخلق أجمل الأصوات الموسيقيّة في العالم. ومع أنّ تحضير الأزياء والتّماثيل والآلات الموسيقيّة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، تتطلّب الكثير من الطّاقة والإبداع والصّبر إلّا أنّها تستحقّ العناء وتترك المتفرّج منبهرًا ومستمتعًا بالمشاهد والعروض.

تقدّم فنون الكرنفال لنا جميعا أداة حيويّة للتّعبير عن النّفس والاستكشاف، وهي وسيلة للتّواصل مع الثّقافات المختلفة حولنا. سواء كنتم في البرازيل أو في أيّ من البلدان الأخرى التي تقيم الكرنفالات في موسمها (منها: مقدونيا، النّمسا، إسبانيا، ألمانيا، فرنسا، اليونان، هولندا، سويسرا، أستراليا، كندا، كوبا، كولومبيا، هندوراس، بوليفيا، كرواتيا، جزر الكناري، الكاريبي، أندونيسيا، نيجيريا وغيرها)، فالفرصة متاحة أمامكم للقاء الآلاف والملايين في حدث ساحر يمكن له أن يغيّر وجهة نظركم عن العالم وإمكانيّاته.