أسبوع الموضة السورية.. جرأة تصاميم وتنوع رموز

أسبوع الموضة السورية.. جرأة تصاميم وتنوع رموز

شعوب وعادات

الجمعة، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٥

للمرَّة الأولى، يحيي السوريون في اللاذقية أسبوع الموضة (23 ـ 27 تشرين الثاني) الذي شارك فيه قرابة 15 مصمماً ومصممة من اللاذقية وطرطوس، وقدّموا خلاله أحدث تصاميمهم.
الأسبوع الذي يُعدُّ تجربة جديدة على المشهد في المدينة الساحلية، أتاح الفرصة لعددٍ من المصممين الواعدين أن يبرزوا مواهبهم وإبداعاتهم للجمهور الذي اعتاد مشاهدة أحداث كهذه على شاشات التلفزيون من خلال الأحداث العالمية، أو أنشطة الجارة بيروت.
وجرى العمل على خلق الظروف المناسبة لإطلاق هذا الحدث والاستمرار فيه، عبر تحضير فتيات من المدينة ليقدّمن العروض، إذ جرى تدريبهن خلال الفترة الماضية على طرق العرض والمشي على الخشبة، وقد أبدين استجابة جيدة وقدّمن أداءً حظي برضى الجمهور. ورغم تعثّر بعضهن أحياناً، إلَّا أنَّ التعليقات بمعظمها كانت «أنَّ الطفل يتعثر قبل أن يمشي»، في إشارة إلى أنَّ الأسبوع هو أول تجربة من نوعها في المحافظة.
التجربة التي تقدّم صورة متناقضة عن الحرب ومفاعيلها، لم تغب الرموز الدلالية للحرب عنها من خلال التصاميم والقصص والرسائل التي أراد المصممون تمريرها عبر فساتينهم التي لم تخلُ من الجرأة تارةً والغرابة تارةً أخرى. إحدى العارضات دخلت مقيّدة اليدين وقد وضعت لصاقة على فمها، مرتدية زياً رومانياً من لون تراب تدمر الذهبي، وحاملة تاج زنوبيا.
تقول المصممة رنا العص إنَّها استحضرت زنوبيا برمزية المرأة السورية المناضلة، وقد اتّسمت تصاميمها بالجرأة، مراهنةً على كسر الحواجز التقليدية في المجتمع تجاه الأزياء، كما اعتبرت أنَّ أسلوبها بسيط ورمزي وفيه الكثير من التميّز.
أزياء وتصاميم متنوعة شهدتها فعاليات أسبوع الموضة الذي يقيمه «مجلس الشباب السوري»، فساتين غربية وشرقية وآخر صرعات الموضة الفرنسية والإيطالية بلمسة سورية.
يقول المصمم عبد بالوش إنَّه ينتمي إلى المدرسة الإيطالية في التصميم، ويشير إلى أنَّ معظم تصاميمه اعتمدت نموذج السمكة والتنورة المتحركة وهي آخر موضة في العالم.
الأزياء صُمّمت خصيصاً لهذا العرض وهي موديلات حديثة لشتاء 2016 بمعظمها، كأزياء المصمم فريد أبو دراع الذي تميّز أسلوبه بتناقض الألوان واعتماد الشيفون الذي قال إنَّه ساهم في إظهار الجسد بطريقة مهذّبة وروح أنثوية.
الأزياء المقدمة بدا عليها التأثّر بالبيئة السورية الغنية، فكان الياسمين بألوانه المتعددة ودلالاته حاضراً في عشرات التصاميم، وقد أضفى عليها أثراً جمالياً واضحاً وسارقاً للعين.
أسبوع الموضة شكَّل فرصة حقيقية للمصممين والعارضين، فضلاً عن أنَّه ساهم في ربط الجمهور بهؤلاء، وهذا من غايات الجهة المنظمة التي تعنى بالأعمال التنموية والإغاثية. ويقول منسق «مجلس الشباب السوري»، غيث سلمان، إنَّ الحدث، في حدّ ذاته، فكرة جديدة على المجتمع المحلي، وهو لا يعتمد البيع المباشر وإنَّما خلق عملية الربط بين المصمم والمتلقي، مع تقديم نموذج جديد في التجارب المجتمعية.
ويضيف سلمان «نسعى من خلاله لدعم المنتج المحلي وتحقيق الشهرة للمصممين وتقديم مواهبهم للجمهور، بالإضافة إلى الإثبات أننا كشباب سوري قادرون على تنظيم فعاليات من هذا النوع، وقد يقول قائل إنه ليس الزمن المناسب لها، إلَّا أننا نرى فيها ضرورة مجتمعية، ناهيك عن أنَّ مردود أسبوع الموضة سيساهم في تأمين كتلة مالية ننطلق منها في أعمال تنموية وإغاثية تعود بالخدمة على المجتمع السوري المتضرر».