تحذير للزوجة: صديقتك… في فراشك

تحذير للزوجة: صديقتك… في فراشك

آدم وحواء

السبت، ١ نوفمبر ٢٠١٤

أحيانا تتحول الصداقة من نعمة إلى نقمة, وذلك عندما تجد الخيانة طريقها إلى تلك الصداقة, وهذا ما يحدث مع الكثير من الزوجات اللاتي يتعرضن لخيانة قاسية, خيانة الزوج والصديقة, في ظل غفلة من الزوجة, وتؤكد الدراسات أن واحدا من أصل 3 رجال يخون زوجته مع الصديقة, ما يجعلنا أمام ظاهرة عالمية خطيرة,

في دراسة أميركية حديثة نشرت في مجلة أوبرا أكد مستشار العلاقات الزوجية كاري نومان ارتفاع نسبة الرجال الذين يخونون زوجاتهم مع صديقاتهن, وأن واحداً من أصل 3 رجال يخون زوجته مع إحدى المقربات منهما, وفي معظم الأحيان لا تستطيع الزوجة اكتشاف الخيانة.

أسباب الخيانة مع الصديقة

حددت المراقبة الاجتماعية روث هوستن أسباب خيانة الزوج مع صديقة زوجته, وتتلخص في غياب ثقافة الرفض, حيث أن هناك الكثير من الرجال لا يستطيعون الرفض أو قول لا لامرأة تعرض عليهم حبها واهتمامها, وتعتبر هوستن أن انعدام قدرة الرجل على الرفض يعتبر أول أسباب الخيانة, بجانب أن كثيرين من الرجال ينجرون إلى الخيانة بسبب غرورهم, حيث أن فعل جذبهم صديقة الزوجة وانجذابها لهم يساعدهم على تعزيز غرورهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم, فيرون في ذلك انتصاراً لهم على زوجاتهم, وسبب آخر هو أن الأزواج يقعون في حب المغامرة والتحدي أكثر ما يقعون في حب صديقة, ويجدون في تلك الحالة تجربة مليئة بالمخاطر والحركة التي تشبه قصص الأفلام وأبطال هوليوود, وغالباً ما تجد الصديقة في تلك العلاقة غير الشرعية مغامرة جميلة وتحديا للواقع يدخلها في خانة الأحلام والتجارب الهوليوودية التي تشاهدها في الأفلام, كما أنه من الأسباب أيضا أن الزوجة تتحدث عن صديقاتها بإسهاب, فتخبر زوجها بتصرفات صديقتها وكرمها وأخلاقها وصفاتها, وفي هذا الكلام لفت لانتباه الزوج إلى الصديقة وجمالها وروحها الطيبة وفهمها, فيبدأ الزوج بالتفكير بها من خلال القيام بمقارنة بين تصرفاتها وتصرفات زوجته, أو ربما تكون الزوجة هي السبب بطريقة أخرى, كأن توجه له الأذي في مكان ما فيسعى إلى الانتقام منها بمغازلة صديقتها, وآخر الأسباب أنه في معظم الأحيان يبدأ هذا النوع من الخيانة, باتصال بسيط أو محادثة إلكترونية يلجأ من خلالها الزوج لطلب المساعدة من صديقة زوجته لحل المشكلات بينه وبين الزوجة, طالبا منها مساعدته بالتحدث إلى زوجته, وبدورها تبدأ الصديقة بالتحدث بمثالية وابتكار الحلول وإعطاء النصائح, وسرعان ما تتحول المساعدة إلى قصة إعجاب تهدم الزواج.

علامات الانجذاب

درست الباحثة أنا بيرث أبرز علامات انجذاب الشريك لصديقة زوجته, وهي ارتفاع فاتورتي هاتف الزوج والصديقة المقربة في آن واحد, وزيادة مصاريف الزوج بشكل غير مسبوق, وإذا لاحظت الزوجة أن هدايا صديقتها مرتبطة بتواريخ بذخ زوجها للمال, وإذا لاحظت تغيرا في عادات الزوج وعادات الصديقة في آن واحد, مثل الاهتمام بالمظهر الخارجي والنظافة والعطور وغيرها, وتغيب الزوج المفاجئ عن المنزل وعودته متأخرا وغياب الصديقة أيضا, وعلى الزوجة مراقبة نظراتهما وكلامهما وتحركاتهما في أثناء وجودها معهما.

نصائح للإنقاذ

قدمت المعالجة الزوجية أندرو مارشال نصائح لإنقاذ الزواج من هذه المحنة, وهي ألا تبتعد الزوجة عن زوجها, وتحاول الاقتراب من الزوج الخائن أكثر لاستعادة حبه, وتنصح بالابتعاد لساعات قليلة أو لبضعة أيام, حتى تشعر الزوجة بالهدوء المناسب لحل المشكلة, كما يجب الابتعاد عن صديقتها, وأن تطلب الزوجة التحدث إلى زوجها وفتح جلسة مصارحة من خلال أسلوب يشجعه على قول الحقيقة, وتخبره أيضا بحقيقة مشاعرها والأذي الذي سببه لها من جراء خيانته مع أقرب صديقاتها, كما يجب على الزوجة مراجعة حساباتها لتكتشف الخلل الذي أخذ زوجها إلى صديقتها, أما الجانب الأهم هو مواجهة الصديقة, إلا أن الخطة تبدأ بمواجهة زوجها أولاً والتوصل معه إلى حل مناسب قبل الانتقال إلى الصديقة, والمرحلة الأخيرة في المواجهة هي التحدث مع الصديقة واكتشاف أهدافها وأسبابها, وهذا ما سيساعدها على استعادة كبريائها وتحديد موقفها منها ومشاعرها من الزوج, ثم الابتعاد عنها لفترة.

صدمة وانفصال

صديقتها كانت كل حياتها لكنها تسببت لها في هدم تلك الحياة, تقول: أشعر أن الصداقة انعدمت في هذا الزمان, وذلك بعد أن وجدت الخيانة من أقرب وأعز صديقة لي, ولكني كنت مخطئة لأني تركت لها الفرصة لفعل ذلك, فقد كانت تزورني كثيرا, وأحيانا بالطبع تلتقي مع زوجي في المنزل, إلى أن وجدت من يتصل بزوجي كثيرا ولكنه لا يرد عليها أمامي, فبدأت أشك وعندما فتشت في هاتف زوجي ووجدت الرقم وبحثت عنه في إحدى البرامج التي تتيح معرفة اسم المتصل من رقم هاتفه, وكانت المفاجأة أنه رقم صديقتي, فعرفت أن هناك خيانة, واجهت زوجي فلم يستطع الإنكار, واتصلت بصديقتي وأهنتها وقطعت علاقتي بها, وطلبت الطلاق, ومازال يحاول الصلح لكني أشعر بأني مصدومة مما حدث ولا أصدقه حتى الآن.

أما ميادة فقد أنهت خطوبتها بسبب صديقتها, تقول: كانت لي صديقة مقربة وعرفتها على خطيبي, وكنا أحيانا نتجمع ونخرج سويا, ولكني وجدت أن خطيبي يسألني عنها كثيرا عندما تغيب, فبدأت أشك وراقبت تصرفاتهما إلى أن وجدتهما يجلسان معا في أحد المطاعم, بالطبع كنت ثائرة, واصبت بهزة نفسية شديدة, لأني وثقت فيهما جدا ولكنهما خانا تلك الثقة, وشعرت بأن صديقتي طعنتني, فقطعت علاقتي بهما.

الحدود أفضل

تحدثنا مع بعض الزوجات والأزواج حول آرائهم في ذلك, تقول مروة رياض: منذ زواجي وأنا أضع حدوداً بين المنزل وبين الصداقة, وصديقتي تزورني قليلا جدا في منزلي, وعندما لا يكون زوجي في المنزل, وحتى لو تقابلا فما يجمعهما السلام فقط, وأشعر بأن هذا أفضل حتى لا أجد نفسي في أزمة وأكون أنا السبب فيها.
وتقول هناء إبراهيم: لا يوجد أي تعامل بين زوجي وصديقاتي رغم أنه يعرفهن جيدا, ولكن لا يتجمعون معا في أي مكان, وأقلل من مقابلتي لهن في المنزل, فعندما نريد أن نتجمع نذهب إلى أي مكان, ولا أشك للحظة في وجود أي شيء بين زوجي واحداهن, فمعظمهن مرتبطات والأخريات أثق فيهن جدا كما أني أثق في زوجي, وهذا لا ينفي أني يقظة لتعامله مع أي امرأة, كما أني لا أتحدث عنهن أمامه.

وتقول سحر محمد: العبرة في اختيار الزوج المحترم والصديقة الوفية, فالزوج إذا لم يكن محترما فسيخون زوجته مع أي امرأة سواء صديقتها أو غيرها, وأنا الحمد لله زوجي محترم ومتدين ويتقي الله في, ويعرف صديقتي وأحيانا يتناقشان سويا وأنا معهما في امور ما لكني أعلم جيدا الحدود, ولا أعطي الفرصة لأي تعامل بينهما من دون أن أكون موجودة. ويقول محمد يحيى: لا أتعامل مع صديقات زوجتي, فهي من الخصوصيات, كما أني أفصل تماما بين الصداقة والمنزل, لدرجة أني أترك المنزل عندما تأتي صديقاتها لزيارتها, ليأخذن راحتهن وان أكون على راحتي أيضا. كما يقول حاتم شريف: منذ بداية زواجنا رفضت أن يتواجد أي أصدقاء بالمنزل سواء أصدقائي أو صديقات زوجتي, حتى يكون هناك حدود في التعامل, كما أني أكره الصداقات الأسرية, ولذلك فعندما تريد زوجتي مقابلة صديقاتها فتقابلهن في منزل والدتها فقط, وبجانب الخيانة هناك صديقات تتدخل في حياة صديقاتهن, ومن الممكن أن تجد صديقة تتسبب في مشاجرات بين صديقتها وزوجها, وهذا حدث معي من قبل, وأجبرت زوجتي على قطع علاقتها بهذه الصديقة.
ويقول هاني خلف: أعرف صديقة زوجتي, ولكن لا يجمعنا أي حوار من أي نوع, فقط أسلم عليها عندما تكون موجودة مع زوجتي, لأني أعلم أن زوجتي تغير علي, فأكون حريصا في التعامل معها جدا, بجانب أني لا أنظر إلى أي امرأة أخرى غير زوجتي, والمهم في كل شيء هو الأخلاق, ولو وجدت مجرد نظرة غير محترمة من صديقة زوجتي سأجعلها تقطع علاقتها بها, لأن خراب البيوت يحدث من وراء ذلك.

حرمان ومخادعة

تقول د. سامية خضر- أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس-: هؤلاء الرجال يكون لديهم حرمان ويرون في صديقة الزوجة تعويضا عن هذا الحرمان, وخصوصا لو كانت مقربة ومتواجدة مع الأسرة بشكل مستمر, كما أن هذه الصديقة تحب الاستحواذ على أي شيء, ومنها أزواج الأخريات, حتى لو كانت ستجرح المقربين لها, وعادة تكون السلوكيات الخطأ لمثل هذه الشخصيات نابعة من ضغوط نفسية ومرحلة من الحرمان تعرضت لها في طفولتها أو نشأتها, ولا يمكن أن نغفل أن السبب الرئيسي في كل ذلك هو سوء اختيار الصديقة التي لم تصن العشرة والصداقة, كما أن وجود الكثير من الخصائص الشخصية المشتركة بين الصديقتين يكون عاملاً في كسب مزيد من الثقة والبوح بالأسرار الشخصية والزوجية, ظناً منها أن من تستمع إليها مكمن الأسرار, ولن تتفاعل عواطفها مع مشكلات صديقتها المتأزمة نفسياً بسبب توتر علاقتها مع زوجها الذي يكون محبطاً هو الآخر, فتجد الصديقة المخادعة الفرصة سانحة لتحقيق مأربها في هذا الجو المتوتر, وتبدأ في الإيقاع بالزوج وتقديم نفسها على أنها البديل الأكثر عقلانية وعاطفية, وسيجد لديها كل ما يفتقده مع زوجته, كما أن الزوجة أحيانا تلفت نظر زوجها إلى صديقتها بالحديث كثيرا عنها أو تواجدها وسطهما, ولذلك على الزوجة ألا تشغل زوجها بحكايات أو مشكلات صديقتها أو مميزاتها, ولا يجب ألا تعطي مساحة زمنية كبيرة للصديقة على حساب بيتها وزوجها, ويجب الاتزان في علاقتها بصديقتها, والأهم من ذلك هو أن تتخير الصديقة التي تفتح لها باب بيتها وتأتمنها على أسرارها.

رأي الدين

يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش- رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف-: الجميع مخطئ في هذه الظاهرة, فالزوج مخطئ بخيانته لزوجته ولم يحافظ على الأمانة, حيث إن الله سبحانه وتعالى أخذ على الزوجين أغلظ المواثيق, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم”, فهذا هو التعامل الصحيح بين الرجل وزوجته, فلقد حض الإسلام ولي أمر الفتاة أن يزوجها لتقي, فإن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها, ومن يلجأ إلى الارتباط بصديقة الزوجة فهو قد بدأها بنظرة محرمة إليها, وبطبيعة الأمر إذا تزوجا فسيكون زواجا سريا, وهو ما يسقط شروط الزواج ويجعله باطلا, والصديقة مخطئة لأنها لم تكن وفية لصديقتها, وسرقت زوجها, كما أن الزوجة أخطأت لأنها هي التي فتحت الباب لهذه الخيانة ووضعت النار بجانب البنزين, ويجب أن يعلم الزوج والزوجة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”, فيجب أن يتحملا المسؤولية كاملة, ويتقيا الله في بعضهما.