حماتي "جهلانة".. "كنتي" مجنونة

حماتي "جهلانة".. "كنتي" مجنونة

آدم وحواء

الجمعة، ١٢ سبتمبر ٢٠١٤

تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة، إنها قصة إبريق الزيت، داء لا علاج له رغم كل التحاليل والدراسات النفسية. مشكلة مزمنة تنتقل من جيل إلى آخر، هي المشكلة الأكثر شيوعاً في مجتمعاتنا العربية وبنسبة أقل في المجتمعات الغربية. سمعنا عنها الكثير، سمعنا عن العديد من الحالات، حالات نتيجتها كانت وخيمة أدت إلى الطلاق أو القتل أو السجن أو المحاكم أو العداء المزمن، إنها مشكلة الحماة والكنة.

فالحماة قد تشعر بأن كنتها سرقت منها محبة ابنها واهتمامه، هي التي تعبت وأنجبت وربت فتصبح شديدة الحساسية، سريعة الغضب، وتفسر الأمور بطريقة أحيانا قد تكون مبالغة، أما الزوجة فقد تختلف في طريقة التعامل مع حماتها، فمنهن من يصبر رغبة في كسب ود الزوج، وأخروات يقابلن الإساءة بأخرى والشتيمة بمثلها، فضلا عن جوانب الغيرة والحيل والمؤامرات فيصبح حينها الزوج المسكين هو الضحية الذي لا يعرف كيف سيوفق بين أمه وزوجته .

على ماذا تختلف الحماة والكنة؟ وإلى أي حد قد يصل هذا الخلاف؟ "النهار" استطلعت آراء عدد من الحماوات والزوجات، والملاحظ ان كل واحدة منهن تدافع عن وجهة نظرها وتؤكد أنها المظلومة لا الظالمة .

ريتا (متزوجة منذ 5 سنوات): مشاكلي مع حماتي عادية بالنسبة إلى ما أسمعه من صديقاتي، وتضيف ريتا: مشكلتي الوحيدة معها أنها "جهلانة" وتغار مني، تريد ان تلبس مثلي وتطلب مني أن أصطحبها معي للتسوق، وأحياناً قد تختار ثياباً لا تتلاءم وعمرها فقط لكي تغيظني. كما انها تذهب إلى مصفف الشعر نفسه الذي أذهب إليه، أحياناً انزعج من الأمر لكني تعودت على الفكرة .

هبة (متزوجة منذ 3 سنوات): ماذا أقول عن مشكلتي مع حماتي، انا وزوجي وطفلي نسكن مع حماتي بسبب الأوضاع الاقتصادية وأحلم باليوم الذي أستقل فيه عنها لأن العيش معها جحيم، هي تنغص حياتي تراقبني وتتدخل في خصوصياتي حتى الأكثر حميمية، ويا للأسف زوجي يسمع منها ويطلب مني ان أنفذ كل ما تطلبه مني لأننا نعيش في منزلها .
وتروي هبة انه منذ نحو شهرين كان طفلها يبكي بشدة وعندما حملته أتت حماتها وحاولت أخذه منها فطلبت منها عدم التدخل وهنا علا الصراخ وحاولت أخذ الطفل بالقوة، وتضيف: حاولت منعها فصفعتني على وجهي وهذه كانت المرة الأولى التي تضربني فيها. انهرت بالبكاء وطفلي بين يدي، وهددتني انه في حال أخبرت زوجي بما حصل فستجعل حياتي جحيماً.

دلال (حماة): أنا وكنتي أكثر من "سمنة على عسل" ، يا ليت كل النساء مثل كنتي أحبها وأعاملها كابنتي تماما، هي في بيتي منذ 15 سنة وعلاقتنا أكثر من جيدة، "الله يبعد المشاكل" .

غادة (حماة): زوجة ابني مجنونة ومريضة نفسياً، ويا للأسف لا أستطيع القيام بشيء، نصحته منذ اللحظة الأولى بعدم الارتباط بها لكنه لم يقتنع، هي لا تسمح له بزيارتي حتى إنها لا تسمح لي برؤية أحفادي الا في الأعياد.
وتضيف غادة: منذ 5 سنوات زارني ابني وعائلته في منزلنا الجبلي، وقد طلب مني قطف عنقود من العنب من عريشة منزلنا على ان يأكله بعد عودته من جولة لتفقد أهل الضيعة، لكن زوجته تطوعت كي تذهب مكاني وتجادلنا وحاولت ثنيها عن الأمر الا انها فقدت أعصابها ودفعتني فوقعت عن الدرج وكسرت رجلي وبقيت ألازم الفراش لشهرين، "الله يسامحها ويسعدها ويبعد شرها عني" .

من المتعارف عليه ان المشاكل بين الحماة والكنة قد توصل إلى أبغض الحلال عند الله أي الطلاق، فهل هذه النسبة كبيرة؟ يوضح المحامي رشيد جلخ لـ"النهار" أن هذه المشكلات تقلصت مع مرور السنوات بحيث لم يعد المتزوجون حديثاً يسكنون مع أهلهم كما كان الوضع سابقا، وأصبح اليوم الاستقلال المنزلي هو أساس للزواج .
ويضيف أن المشاكل قديماً كانت تنشأ نتيجة السكن في منزل واحد أو إذا كان الرجل يخضع لسلطة والدته، الا انه مع التحرر وتطور المفاهيم الاجتماعية وخروج المرأة إلى ميدان العمل واستقلال الأبناء من الناحية المادية تقلصت المشكلة.
ويلفت جلخ إلى ان هذه الخلافات لا تزال موجودة في عدد من القرى اللبنانية ولاسيما الأرياف ولكن بنسب قليلة .
ويتابع ان المشكلة بين الطرفين اليوم قد تكون نتيجة خلاف على إرث أو قد تتعلق بطريقة التصرف، وانه في حال تطور الأمور كالضرب، مثلاً، فتصبح الدعوى جزائية وبالتالي تأخذ مجراها القانوني .

لكل فتاة تفكر بالزواج قريباً أو إذا كنتي متزوجة حديثاً أو مرّت سنوات على زواجك، إليك بعض النصائح التي قد تنفع في جعلك تكسبين ودّ حماتك منها:
- الاستفادة من خبرة حماتك وكسب قلبها بالتقرب منها ومحاولة استيعابها بكل ما فيها من صفات أو مميزات .
- التعامل مع الحماة كأم ليس لها أي مصلحة بما تفعل إلا سعادة أبنائها مهما كانت الطريقة التي تعبر بها عن حبها لهم أكانت حادة أم قاسية .
- الاعتراف بدور الحماة الكبير والمؤثر في الحياة الزوجية وإشراكها بأخذ مشورتها في ما يخص تربية الأبناء مثلاً، أو في بعض نقاط الاختلاف التي لم يستطع الزوجان حلها بمفردهما، مع احترام وجهة نظرها أياً كانت .

- إدراك الزوج أو الزوجة نقاط ضعف الحماة، والتركيز عليها، واعتبارها أبواباً للتقرب منها وإدخال الفرحة إلى قلبها .
ـ إشراكها أحياناً في النزهات والزيارات العائلية ومشاوير التسوق.

أما أنت ايتها الحماة، فإليك بعض النصائح لكسب ودّ كنتك وجعل العلاقة معها طبيعية وغير معقدة:
- تواصلي مع زوجة ابنك لبناء علاقة جيدة معها، وإذا كان لديك أي تحفظات على طريقة حديثها معك، فتصرفي بهدوء لتعرفي سبب تصرفاتها التي تزعجك.
-إعطاء الفرصة لنفسك ولزوجة ابنك لتتعارفوا جيداً، لتفسحي لها المجال للحديث معك وقضاء المزيد من الوقت معها .
- تقديم هدية لها، وليس من الضروري أن تكون باهظة الثمن لكي تشعر بأنها أصبحت فعلاً فرداً من العائلة.
-احترمي خصوصيتها، ولا سيما في علاقتها مع ابنك واجعليها تعتاد أن تحترم خصوصياتك وعلاقتك الخاصة مع ابنك بهدوء وبالنقاش.

في النهاية على كل حماة الاقتناع بأن الكنة لم تخطف ابنها وعلى الكنة ان تصدق بأن حماتها ليست عدوتها، والأفضل لهما أن يصارحا بعضهما كي لا يطبق المثل اللبناني "بحاكيكي يا جارة تا تسمعي يا كنة".