من هي المرأة الثرثارة؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

من هي المرأة الثرثارة؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

آدم وحواء

الأحد، ٧ مايو ٢٠١٧

منذ بدء الخليقة والحوار يبدأ بين الناس بالكلام، ويعلم الجميع أهمية الكلام الذي فيه كل الرسائل والعبارات، ويعد من أهم الوسائل التي تساعد الشخص على التواصل الاجتماعي والتعبير عن الذات، وتكوين العلاقات والصداقات بين البشر.

إلا أن “كل شيء يزيد عن حدّه ينقلب إلى ضدّه”، ونقصد هنا الكلام الزائد أو ما نسميه “الثرثرة” فإن زاد عن المعقول، قد يتحول الثرثار إلى مصدر إزعاج، ثم النفور منه، والانطباع عنه قد يأخذ مدى طويلا دون مسحه من الذاكرة، بأن ذلك الشخص كثير الكلام لا تقربوه، فماذا لو كان هذا الثرثار هو “الزوجة”؟

حول هذا الموضوع، أوضح استشاري الطب النفسي والإدمان الدكتور نائل العدوان لـ “فوشيا” أن مفهوم المرأة الثرثارة يؤخذ على أكثر من محمل، إما أن تكون ثرثرتها مرَضيّة، مرتبطة بطبيعة شخصيتها، أو ثرثرة مجتمعية متوارثة ومكتسبة من الأسرة والمجتمع، وهذه الحالة غالباً ما تتسم بها السيدة المتزوجة من رجل ضعيف الشخصية، وهي من تحتل دوريْ الرجل والمرأة، فتجدها تُكثر من الطلبات والكلام والتوجيهات، نظراً لأن شخصيتها تلك اكتسبتها رغماً عنها.

فعندما تحتل المرأة دور الزوج وتصبح هي المتكلمة والناطقة باسم الأسرة والموجِّهة والمدافِعة عن أفرادها، ستصبح بنظر المجتمع ثرثارة، ولا فائدة منها تُرجى.

مرَضيّاً، هناك بعض الشخصيات مرتبطة بثرثرة الأنثى، كالشخصية النرجسية التي تُصاب بها الإناث بنسبة أكبر من الذكور، وفيها تكون السيدة سعيدة جداً لكونها محور اهتمام وتركيز الناس من حولها، وتسعى لجذب انتباههم، إما من خلال لباسها واهتمامها بذاتها، أو محاولتها السيطرة على الجلسة التي وُجدت فيها، بحيث تُكثر من كلامها وتستمر في طرح المواضيع المتعلقة بالسياسة مرة، بالاقتصاد والقضايا الاجتماعية مرة ثانية، كما تقدم نصائح وتبدي آراءً، ما ينتج عنه نفور الناس من حولها، بحسب ما بيّن العدوان.

كما أوضح أن شخصيات أخرى معروفة بثرثرتها أيضاً منها الشخصية الحدّيّة، بحيث تستعيض المرأة عن مزاجها المتقلّب وعواطفها والنقص الذي بداخلها بكثرة الكلام، وكذلك الشخصية الحساسة أو “الشكاكة”، والتي تتحول لاحقاً إلى شخصية ثرثارة، من خلال عملها كالمحقِّق في المنزل، أي لا تترك أحداً من شرّها، فلو تأخر زوجها عن المنزل، لا تترك سؤالاً إلا وتسأله عن سبب تأخيره، وإن خرج من المنزل تثقله بالأسئلة أيضاً، كما لا تتوقف عن تقديم الأسئلة والانتقادات لأي موقف سواءً لزوجها أو أولادها.

وأشار العدوان أن الثرثرة واحدة، ولكنها تحمل في طياتها أسبابا عدة، يمكن إيجازها إما لجذب انتباه الناس للمرأة، أو التعبير عما يعتريها من نقص، أو السيطرة على الأمور المحيطة بها، أو إذا تخلى زوجها عن دوره كربّ أسرة لكونه غير قادر على إدارة أمور حياته، بينما هي حلّت مكانه، وبالتالي هي تصبح الآمرة والناهية والناصحة والمتطلِّبة والمتشكّية، وهذا ما يضطرها لمضاعفة كلامها وملاحظاتها للسيطرة على كل شيء.

كيفية علاجها؟

وفق العدوان، فإن علاج المرأة الثرثارة يتلخص في كل حالة على حدة، فالحالة المرضيّة المتعلقة سواءً بالشخصية النرجسية أو الحديّة أو الشكاكة، يجب عرضها على الطبيب النفسي، ثم تشخيصها، والبدء بعلاجها وتغيير سلوكها لكون الثرثرة نوعا من أنواع السلوك، وإعطائها بدائل أخرى للتعبير عما يعتريها من نقص أو مشاكل بدلاً من لجوئها للكلام الكثير كي تفرّغ عما بداخلها، دون الداعي لعلاجها بالأدوية إلا في الحالات الشديدة والتي تكاد تكون مُزعجة لمن حولها.

فعلى سبيل المثال، قد نقدم لها طريقة تجذب فيها الانتباه بدلاً من الثرثرة، باتباع طريقة أفضل وأنجح من تعرضها للحَرج والانتقاد جراء كلامها الزائد.

وكذلك الشخصية الحديّة التي تمتاز بالمزاجية وعدم الراحة والاطمئنان الداخلي، حيث يمكن إشعارها بالأمان والراحة وإعطائها خطوات لترتيب مزاجها وتعديله، قد يقلل من كلامها بشكل ملحوظ، وفق العدوان.

وأما الشخصية الشكاكة، فيمكن الاستدلال على نقاط الضعف عندها التي تجعلها تشكّك في زوجها، مع إقناعها بأن شكوكها يجب أن تكون مبنية على المنطق، والعقلانية، وبالتالي مساعدتها على العلاج النفسي كي تخفف من هذه الشكوك، وتبدأ بالتحسن تدريجياً.