تعددت الأسباب والنتيجة.. عزوف الشباب عن الحب والزواج!

تعددت الأسباب والنتيجة.. عزوف الشباب عن الحب والزواج!

آدم وحواء

الثلاثاء، ٢٨ فبراير ٢٠١٧

سابقاً، وفي العائلات القديمة، لم يكن من المعتاد بقاء الشاب حتى سن العشرين بلا زواج، فما أن يصبح في هذا السن حتى تجبره أسرته على الارتباط بحجة “نريد أن نرى أولادك”، بخلاف ما نلحظه حالياً من “تكوّم” الشباب في المنزل الواحد، وأعمارهم قد تجاوزت الثلاثين، دون رغبة منهم في خوض غمار هذه التجربة.

وهذا ما فسره علم النفس بعزوف واضح وكبير لدى الشباب عن الحب والارتباط، وكأنهم خائفون من شيء ما، فما السبب وراء ذلك؟

هل هي أسباب اقتصادية واجتماعية؟

أسباب عديدة يؤكدها استشاري الطب النفسي والإدمان الدكتور عبد الرحمن مزهر لـ “فوشيا”، تؤدي إلى هذا العزوف، السبب الأول يتعلق بالجانب الاقتصادي، والمقصود منه، تكلفة الزواج المرتفعة والمضطردة مع نسبة البطالة في الوطن العربي، انعكست سلباً على إمكانيات الشاب للتفكير في الارتباط.

هذا الجانب جعل الشباب يفكرون بإيجاد بدائل، هي في الواقع متوفرة ومتاحة؛ فالفتيات المتواجدات عبر الإنترنت أو في الشوارع بغرض المتعة وبناء علاقات غير مشروعة، أصبحن متاحات بشكل يسهّل على الشاب تحقيق حاجته الجنسية بدلاً من التفكير في الزواج الشرعي وتكاليفه وتبعاته من أسرة وأولاد، عدا أن هؤلاء الفتيات لا يشكلنَ له عبئاً مادياً أو التزاماً أسرياً، بل وبأرخص التكاليف، حتى وإن لم يجد الشاب الفتاة التي نتكلم عنها في دولته، ووجدها في دولة أخرى، فإن تكلفة السفر إليها أقل تكلفة من الارتباط والزواج والعائلة بالنسبة له، وهذه حقيقة.

نتائج سلبية

ومن نتائج توفر هذا البديل السهل، جعل من الفتيات ككل، ذريعة للشكّ بهنّ، والحكم عليهنّ بأنهنّ شبيهات في الأخلاق والسلوك بتلك الفتاة التي عاشرها الشاب بطرق غير مشروعة، ستجعله حذراً من الفتاة التي قد يرتبط بها لاحقاً.

إن هروب الشباب من الارتباطات والأسرة والمسؤولية تجاه الزوجة والعائلة والأطفال، جعلهم يقلدون الغرب في العيش وحدهم بتوفير المُتع بدلاً من الزواج، وبدلاً من الالتزام المادي والأسري في زواج قد لا ينجح، بحسب مزهر.

وعن الجانب الاجتماعي، فقد أوضح مزهر لـ “فوشيا” بأن أغلب الفتيات، ومنذ زمن، بدأن يتوجهنَ للتعلم في الجامعات؛ رغبة في البحث عن الاستقلالية، والاعتماد في الإنفاق على أنفسهنّ، واعتقادهنّ بأن الزوج لن يقدر على إعالتهنّ كما يرغبنَ، ما نتج عنه إعراض الفتيات عن الارتباط من جهة، وعدم تجرؤ الشباب على الارتباط وخوفهم من رفض الجنس الآخر لهم من جهة أخرى.

تربية “المجتمعات الذكورية”

من النقاط المهمة التي يجب التركيز عليها، تتعلق بنوعية التربية للفتاة والمختلفة تماماً عن نوعية التربية للشاب، الذي دائماً ما يتربى ويكبر على أنه الرجل وهو “الكل بالكل”، وصاحب الكلمة العليا، بخلاف الفتاة التي تتأسس على وجوب تربية زوجها وطاعته، وكأن عليها واجبات وليس لها حقوق، بحسب مزهر.

ومع تقدم الحياة العلمية والعملية، وخروج المرأة للتعلم ثم العمل، وقدرتها على صقل شخصيتها، أدى بالرجل إلى الاصطدام مع هذا الواقع. فكيف للملك ورجل الأسرة أن يسير تحت إمرة الزوجة؟

ولا بد من معرفة أن التضارب والخلل القوي بين الشاب والفتاة الناتج عن حب سيطرته على المرأة وعلى دخلها وحياتها، دون إعطائها أية حقوق مكتسبة لها، بينما هي في الواقع تشعر بعدم الاحتياج له، ومساواتها معه في العلم والعمل وقدرتها على الإنفاق على نفسها في الآونة الأخيرة، كلها عوامل استطاعت أن تتسبب بعزوف الشباب عن الارتباط.

وخلص الدكتور مزهر إلى أن ما يتردد لدى مسامع الشباب عن حالات الطلاق الكبيرة بين الزوجين اللذين كانت تربطهما علاقة حب ما قبله، جنّبت العديد من الشباب الدخول في أية علاقة حب مع فتاة قد يتعلقون بها أو يطلبون الزواج منها، ثم الخوف من الانفصال بعد أية مشكلة بينهما، جراء الحالات التي سمعوا عنها وبقيت راسخة في عقولهم.

للتصحيح أو إبداء أي ملاحظات: