لهذه الأسباب "عيّدوا" في يوم الحبّ...

لهذه الأسباب "عيّدوا" في يوم الحبّ...

آدم وحواء

الأحد، ١٢ فبراير ٢٠١٧

يعتبرُ كثرٌ أنّ عيد الحبّ الذي يُصادف في 14 شباط من كلِّ عامٍ هو يومٌ تافهٌ، تجاريٌّ بإمتياز، حيث الهدف منه فقط هو جني المحال التّجارية والمطاعم والفنادق والمنتجعات الكثير من المال، في مناسبة تُشبه غيرها من الايّام والاعياد!


قد يكون هذا الكلام هو تبريرٌ ممّن ليس لديه شريكٌ أو حبيبٌ في هذا اليوم، أو حتى من يرفض تبذير المال على أمورٍ ثانويّة، كالورود، والدُّبب والهدايا على أنواعِها وأشكالِها، ليُسعد من يُحبّ، باعتبار أن للحبّ ألفُ يومٍ ويومٍ وطرقٌ أخرى يمكن التعبير بها، وأنه لن ينخرط في الاجواء الرّائجة والسّائدة في هذا اليوم كغيره.


لكنّ الواقع هو أنّنا بتنا في مجتمعٍ نحتاج فيه للكثير من الحبّ والمحبّة وكلّ ما يتدرّج منهما من خصالٍ وقيمٍ باتت نادرة الوجود، بعدما إستبدلت بالحقد، والنّميمة، والقساوة، والتحجّر والانانيّة، وانعدام الانسانيّة والرّفق.

بتنا في زمنٍ تكثرُ فيه خيانة "الاحبّاء" لبعضهم البعض، وتعلو فيه أصوات الابناء على الاباء والامّهات، ويحقد فيه الاخوة على بعضهم، ويُترك فيه المسنّ الذي أنجب 5 أولادٍ الى هذه الحياة في دارٍ للعجزة، ويسيطرُ فيه الخبثُ والشّماتة على كلّ علاقة "صداقة"!

نعم، نحن بحاجة الى عيد للحبّ، ليس في 14 شباط فقط، وإنمّا طوال أيّام السّنة. عيدٌ نتبادل فيه كلّ ما يمتّ للحبّ بصلةٍ، عيد نطلب السّماح فيه عن كلّ أذيّة سبّبناها، وكل دمعة كنّا وراءها، وكلّ وحدة تعمّدنا سجن الاخرين داخل جدرانها. نحن بحاجة لكلمات وورود، ووعود، بخلنا في تقديمها لمن انتظرها بشوقٍ وخاب ظنّه.

والاهمّ من هذا كلّه، نحن بحاجة لمدرسةٍ من الحبّ نعود الى مقاعدها وندرس في كتبها من جديد، ليصحّ المثل القائل "تعلّموا الحبّ أوّلاً، ثم إصنعوا له عيداً!"