لماذا يجذبها الـ«Bad boy»؟

لماذا يجذبها الـ«Bad boy»؟

آدم وحواء

الأربعاء، ١١ مايو ٢٠١٦

إنها محنة العقل في مواجهة القلب، وحيث تفوز العواطف على المنطق. هو يجذبها ولكنها باتت تعرف في قرارة نفسها وبعد أن ذاقت اللوعة أنّها تعيش في خضم حبّه تحدّياً يومياً. تريد إرضاءه، إسعاده، وتخشى مواجهته لألّا يرميها فتخسره. هي تتوق إلى الفوز بإخلاصه وحبّه وإلى التميّز عن غيرها من البنات مقتنعة بأنها سترسم بتفانيها حبّاً يجمعهما كما في الأفلام الرومانسية. صورة الفتاة التي خطفت قلب زير النساء لا تفارق خيالها، في حين أنها المخطوفة وحدها، وتعيش أسيرة أوهامها وأنانيّته.
غازلها، أغواها، وقعت في حبّه، وجدته غريباً غامضاً، اقتربت منه أكثر فاكتشفت أنه رجل سيّئ يهوى إخضاع النساء والتلاعب بمشاعرهنّ، هنّ يغرمن وهو يتسلّى. هذا السلوك جزء من طبيعته البشرية والذكورية.

لماذا وقعت؟

يمكن أن تقع الفتاة في غرام هذا الرجل صدفة. في حين تطرح العالمة النفسية الفرنسية باتريسيا دولاهي سبباً نفسياً يعود إلى أيام الطفولة: «قد يأتي انجذاب الفتاة إلى الرجل اللعوب جراء عادة علائقية تحملها منذ صغرها. فإذا اعتادت في فترة بلوغها المكافحة لكسب حبّ أب أو أمّ لا يمنحها أحدهما الحنان والعاطفة والاهتمام دائماً، ربّما تعتاد على السعي وراء كسب حبّ وإرضاء المقرّبين منها، فتُعيد ذلك في صباها مع شريك حياتها».

هو!

هذا الرجل مُحَنَّك يتقن اصطياد فريساته جيداً. صاحب مبادرة ويعمل على مفاجأتهنّ في سبيل سحرهنّ. مندفع ونابض بالحياة ما يجذب النساء إليه. ولكن خلف هذا القالب الجذّاب يختبئ ذكر لعوب سيّئ قادر على أذيتكِ. هو متسلّط تنتابه نزعة إلى السيطرة، وأناني لا يهتم سوى لراحته، فحتّى لو ضحّى ينتظر إيقاعكِ وإخضاعكِ في المقابل.

وفي الحالين سيتلاعب بكِ ويرميكِ. فإن خضعت له سيحقّق مبتغاه ويذهب بحثاً عن فريسة جديدة، وإن لم تفعلِ وواجهته ربما ينتقم منكِ أو يترككِ في ليلة وضحاها وكأنّ شيئاً لم يكن. أمّا إذا لعبتِ دور البريئة الهادئة الخاضعة فربما يبقيكِ في حياته ويفعل ما يحلو له، إلى أن تنتفضي يوماً فيتخلّص منك. العلاقة مع هذا الرجل لا تحكمها المساواة طبعاً بل يحقّ له ما لا يحقّ لكِ.

أنتِ

هذا النوع من الرجال يسبّب الألم والمعاناة. أنتِ تعانين؟ إذاً أنت تتخبّطين في شِباك رجل شرير، غير واضح لا يقدّم لكِ الحبّ بينما تسعين جاهدة لتحقيق راحته وفرحه. تضحّين بوقتكِ وأفكاركِ ومجهودكِ في سبيل إسعاده ونيل إعجابه.

تجتهدين لتقدّمي آداءً أفضل من النساء اللواتي سبقنكِ في حياته وهو يشتكي منهن. ولكن أنتِ تتجاهلين نقطة مهمة وهي أنّهنّ لم يتمكنّ من تغييره قيد أنملة، ما سبّب الانفصال. تريدين أن يتعلّق هذا الوحش الضائع بكِ، وتعتقدين في قرارة نفسكِ أنّ معكِ سيكون الوضع مختلفاً. إذا كنتِ تفكّرين بهذه الطريقة وتضعين نفسكِ في خضم هذه المعركة هذا يثبت أنّكِ أدخلتِ إلى حياتكِ الشخص الخطأ والرجل السيّئ.

وربّما لا تكتشف الفتاة أنه رجل سيّئ منذ اللقاء الأول أو الثاني، فإذا كان ممثلاً بارعاً وزير نساء حقيقياً قد يبرع في إتحافها بتصرفات الـ Gentleman وخفيف الظل وحتّى المضحّي، إلّا أنّ الأيام المقبلة سرعان ما ستكشف لها أنّ وقت التمثيل محدود، وستعيش واقعاً أليماً على أطلال غرام وهمي.

هاوية الإنجذاب

تعتقد الفتاة لدى وقوعها بغرام رجل لعوب أنها ستكون المرأة التي تُحدث فارقاً في حياته وتغيّره. فهي حالمة تؤمن بأنّ الحبّ يفعل المعجزات. ثقتها بنفسها الكبيرة وطيبة قلبها يدفعانها إلى الاعتقاد بأنّ مجرّد حضورها في حياته سيفعل فعله. ولكن نادراً ما يحدث ذلك فهذا الرجل الذي لطالما كان أنانياً ومغروراً لن يتغيّر في ليلة وضحاها فقط لأنّه التقى بها.

ولو فعل يرجّح أن يكون ذلك ضرباً من ضروب التمثيل عليها، أو بأفضل الحالات حرصاً على عدم خسارتها أو حتّى بسبب انجذاب كبير إليها ورغبة في إيقاعها، إلّا أنّ هذه الرغبة لا تدوم طويلاً وسرعان ما يذوب الثلج وينكشف المرج، فيظهر هذا الرجل على حقيقته.

تهوى المجازفة

في قرارة نفسها، تبحث المرأة التي تقع في غرام الرجل اللعوب إلى الارتباط بمَن هو قادر على إيقاظ المشاعر الجياشة في داخلها. فالرجل اللطيف الذي يسعى إلى إرضائها دائماً لا يشدّها لأنه لا يعرّضها للتحدّي، فتجد لطفه مضجراً. لا شيء تثبته لهذا الرجل ولا شيء تغيّره، ولا شيء تطمح إلى الفوز به. فهو يقدّم لها علاقة هادئة على طبق من فضة ما يشعرها بالملل.

اللطيف للزواج

وتؤكد العالمة النفسية دولاهي أنّ «ثمة فتيات يفضّلن الرجل السيّئ على الرجل اللطيف أما مَن يفضلن الرجل اللطيف فيكنّ أكثر سعادة حتماً». وتلفت إلى أنّ «الانجذاب إلى الرجل اللطيف غالباً ما يعود إلى ماضٍ أليم، فعندما تأخذ الفتاة قسطها من المعاناة في الحبّ، تصبح أكثر حذراً وتبحث عن رجل مخلص، يجعلها سعيدة».

فرز الرجال

وربما تفكّر الفتاة في هذا المضمار بشكل لا يختلف عن الرجل. فكما يصنّف الرجل النساء غالباً في المجتمع، ويسمح لنفسه بفرزهنّ بين جيدة وسيّئة حسب عوامل عدّة أبرزها استعدادها المفرط لمنح جسدها وإقامة علاقة جنسية مع أيّ رجل يعجبها، كذلك المرأة التي ذاقت لوعة الحبّ أو عايشت علاقة زوجية متوترة بين أمّها وأبيها. فهي قد تصنف الرجال حتى لو بناءً على معايير مختلفة. «فهذا الرجل مثالي لعلاقة جدّية بعيدة الأمد، أمّا ذاك فيصلح لعلاقة عابرة أو لا يصلح حتّى».

لا تتعلّم من أخطائها

تؤكّد دراسة أجرتها كلية «هارتبوري» في إنكلترا وشملت 146 امرأة تتراوح أعمارهنّ بين 18 و24 عاماً، أنّ النساء اللواتي كَسر رجل أناني وسيئ قلوبهنّ في السابق، لا يتعلّمن من أخطائهن، إنما يسعين للتعرّف الى رجال أنانيين آخريين. فهنّ يقعن دائماً في شرك من يعذبهن ولا يَتُبن، أو يتعلّمن من أخطائهن.