هل هو الحبيب المثالي؟

هل هو الحبيب المثالي؟

آدم وحواء

الأحد، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٥

كيف أتأكّد من أنّ هذا الرجل هو المناسب لحياتي؟ سؤال تطرحه كثيرات من الفتيات على أنفسهنّ. فالتمييز بين ما يُمليه عقلنا في فترة التعارف وما نشعر به يُعتبر معضلة يصعب حلُّها. وتصادف الفتاة رجالاً تقتنع بهم ولكنها لا تشعر بالغرام واللهفة تجاههم، فيما يدقّ قلبها حبّاً من النظرة الأولى تجاه شخص تكتشف لاحقاً أنه غير مناسب لحياتها. فهل لكلّ شخص نصفه الثاني فعلاً؟ وهل عندما نلتقي بنصفنا الثاني نجد فيه الاقتناع والحبّ في آن؟
هيام الفتاة في غرام الشخص غير المناسب يشكّل لها مشكلة على المدى البعيد. فيجب أن تتنبّه لأدق تفاصيل تصرفاته في فترة التعارف ومع بداية العلاقة العاطفية. ومن الضروري أن تسأل نفسها ما إذا كانت ستتمكّن فعلاً من التأقلم مع هذا الرجل، أم أنها موهومة وقعت في شِباك مَن جذبها فباتت تعوّل يومياً على أنه سيتغيّر لأجل حبّها، ولكن دون فائدة. وقد تنتهي علاقتهما بجرج تصعب مداواته.

شريك الأحلام

يعتبر بعض الخبراء في العلاقات العاطفية أنّ الأشخاص يحدّدون ما إذا كانوا يعيشون علاقة عاطفية مناسبة لحياتهم أو لا، حسب تطابق مواصفات الشريك مع تصوّراتهم لمزايا فارس الأحلام.

ومن جهتها كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة متخصصة في بريطانيا وشارك فيها 6000 شخص، أنّ الصدق والحوار أهم عاملين لنجاج العلاقات العاطفية.

حبّ العيوب

إلى ذلك يبقى أحد أبرز عوامل نجاح العلاقة هو حبّ عيوب الشخص الآخر. فهل تبتسمين أمام مواقف ما كنت تعتقدين أنكِ ستتقبّلينها يوماً، ويفعل هو بدوره ذلك؟ هذا دليل على الحبّ المتبادل بينكما. التقاؤك بنصفك الثاني يجعلك تغضّين الطرف عن أمور ربّما ليست مهمّة أو مصيرية في سير العلاقة إنما كنت تتوقّعين أنك لن تتمكّني من تحمّلها يوماً، فهو يقبلك كما أنتِ وأنتِ أيضاً تقبلين بعيوبه.

مَن هو نصفكِ الثاني؟

تؤكد المعالجة النفسيّة الفرنسية والأخصائية في العلاقات الإنسانية الدكتورة كارمن هارا أنّ الشخص يعرف نصفه الثاني من مؤشرات عدّة، «فقد يتمكّن من التقاط أفكار حبيبه، أو يتوصّل إلى إنهاء جملة كان يقولها الآخر. فالمتحابان يفكران بالتحدث إلى بعضهما عبر الهاتف في الوقت عينه، كما يشعران بأنهما لا يمكنهما الاستغناء عن بعضهما البعض».

وتؤدّي الكيمياء دورها في تحديدكِ لنصفكِ الثاني، «فتيّار الجذب بينكما لا تقف وراءه أسباب جنسية فقط بل أسباب عاطفية، وعندما تمسكين بيد نصفك الآخر تشعرين بإحساس قوي ينتابك حتّى بعد سنوات على استمرار العلاقة».

ولكن لا بدّ من أنّ العِشرة الطويلة بين الشريكين وتمضيتهما الوقت معاً والحوار المتبادل وتعلّق أحدهما بالآخر عوامل تجلب توارد الخواطر وتجعل الشخص يدرك بماذا يفكر الآخر وكيف يتلقّف الأمور و يتفاعل مع المواقف. إنّما لا يشكّل هذا التجانس سبباً كافياً لتدارك المشكلات أو لعدم فرط عقد هذا الثنائي وانفصاله. وتُعتبر التضحية وتقديم التنازلات وتقبَل الآخر والاعتناء به من أبرز مقوّمات استمرار العلاقة.

تشعرين به في قرارة نفسك

حدسك يؤكّد لك أنّ هذا الشخص هو المناسب. فحتّى لو أنّكِ أخطأت التقدير في السابق إلّا أنّ لقاءك بنصفكِ الآخر لا يترك مجالاً للتردّد. أنتِ لن تطرحي على نفسك العديد من الأسئلة بعد لقائه متسائلة ما إذا كان سيتصل ليبدّد مخاوفك ويطمئنك بأنه يفكر بك وبأنكما تتبادلان المشاعر نفسها. فصَوت في قرارة ذاتك يؤكد لك أنك تقومين بالاختيار الجيد.

ومن الشائع أن يتساءل المرتبط ما إذا كان هناك شخص أفضل من الشريك الحالي، شخص مثالي، خصوصاً أنّ فرضية وجود نصف آخر لكلّ شخص مطروحة بكثافة في الأفلام والروايات الرومانسية.

وفي هذا الإطار يؤكد دان سافاج الخبير الأميركي في الشؤون الجنسية والعاطفية بأنه «لا يوجد شخصان مناسبان لبعضهما البعض بنسبة 100 في المئة». ولكنه يطمئن مشدّداً على أنّ «الثنائي الذي يتمكّن من تقديم الاحترام والتنازلات والرفقة والاهتمام للشخص الآخر، يعيش علاقة شبه مثالية».