رغم نسيانه ..عيد الأب مناسبة لرد الجميل والاعتراف بالفضل

رغم نسيانه ..عيد الأب مناسبة لرد الجميل والاعتراف بالفضل

آدم وحواء

الخميس، ٢٥ يونيو ٢٠١٥

“أب واحد خير من مئة معلم” ، هو مثل شعبي يتردد على مسامعنا دائماً دون أن نعطيه لحظات من التفكير ليمر عيد الأب في كل عام مرور الكرام بصمت دون أي تكريم للآباء من قبل أبنائهم ، وكثيرون منهم لم يسمعوا بهذا العيد أبداً على خلاف عيد الأم الذي يملأ الدنيا ويشغل الناس في كل مكان من العالم، وتسلط عليه أضواء الإعلام ويتهافت فيه الأبناء على تقديم الهدايا القيمة والثمينة وعبارات الحب والامتنان لها، وكأن هذا الأب لا يستحق التكريم والوفاء وهو من أفنى حياته وهو يعمل ويناضل لتأمين لقمة العيش والسعادة لأبنائه، وعلى الرغم من أن مناهجنا غرست في نفوسنا حب الأب والأم بنفس السوية إلا أننا قليلاً ما نتحدث عن حقه وفضله الذي أوصانا به الله ورسوله .

حقيقة العيد
ومثل أي عام مضى عيد الأب الأسبوع الماضي دون أن يشعر به أحد ودون أن يتذكره الأبناء لنجد عبارات اللوم من الرجال تملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين بحقهم على أبنائهم وعلى مجتمعهم بالتذكير بهذا اليوم الذي خصص لتكريمهم، وفي المقابل نجد عبارات التشكيك من قبل الأبناء حول مصداقية وجود هذا العيد، و لماذا هذا اليوم بالتحديد، والذي بدأ في ولاية أمريكية بتخصيص يوم لتكريم الأب من قبل فتاة اسمها “سونورا لويس سمارت دود” في عام 1909بعد أن استمعت إلى موعظة دينية في يوم الأم أرادت سونورا أن تكرم أباها وليم جاكسُون سمَارت وكانت زوجة سمارت قد ماتت عام 1898م وقام بمفرده بتربية أطفاله الستة لذلك قدمت سونورا عريضة تُوصي بتخصيص يوم للاحتفال بالأب، وانتشر هذا العيد من أميركا إلى جميع أنحاء بلاد العالم ومنها سورية، لبنان، الأردن، مصر، ولكنه لا يحظى بشعبية كبيرة، وتختلف أيام الاحتفالات بعيد الأب، ففي عدد من الدول العربية كسورية ومصر ولبنان يتم الاحتفال به في 21 يونيو من كل عام، وفي إيطاليا والبرتغال وبوليفيا يحتفل به في 19 مارس من كل عام، وفي دول كالهند والباكستان وسويسرا وتركيا يحتفل به في 21 يونيو ويعتبر عطلة رسمية في بلدان كالولايات المتحدة.

استقرار أسري
وللأسف فإن الكثير من المجتمعات تحصر دور الأب في توفير المورد المالي للأسرة، وبالتالي تقلل من أهمية ودور هذا الأب الذي يعد العمود الفقري في كل منزل، فقد أظهرت دراسات لا حصر لها أهمية دور الأب في مرحلة الطفولة المبكرة، ويعد هذا الدور الآن عنصراً مهماً في التأثير على الكفاءة الاجتماعية للطفل والمبادرة الاجتماعية والنضج الاجتماعي والقدرة على الاندماج مع الآخرين، فجميع الأطفال بحاجة إلى حب الآباء، وأثبتت الدراسات أن الانخراط المبكر للأب في رعاية الأطفال يقود إلى الاستقرار الأسري ، كما أن انخراط الآباء مع أولادهم يؤدي إلى  حالات أقل من الوفاة المبكرة والعارضة، ونسبة أقل في الوقوع تحت طائلة القانون، ومعدل أقل في تعاطي المخدرات، وحالات أقل في دخول المستشفى، وإحساس أكبر بعافية البدن، وأوصت الدراسات بضرورة تسليط الضوء على دور الأب من أجل توفير لقمة العيش والحياة الكريمة لأسرته وحبه الخالص لعائلته، وتفانيه من أجل إسعادهم، وبرغم برودة العلاقة بين الآباء وأبنائهم نتيجة الانشغال الدائم للأب خارج المنزل، على عكس العلاقة مع الأمهات، إلا أن الأب يبقى المثل الأعلى للابن وحب الفتاة الذي لا ينتهي، فجميل أن يذكر الأولاد آباءهم الذين تعبوا وضحوا وسهروا كي يروا في أولادهم رجالاً ونساءً يفتخرون بهم ويشعرون بأن تضحياتهم لم تذهب سدى، وكل عام وكل الآباء بألف خير.

ميس بركات