الأمم المتحدة: جنيف قد تستضيف مؤتمر الحوار اليمني

الأمم المتحدة: جنيف قد تستضيف مؤتمر الحوار اليمني

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٦ مايو ٢٠١٥

في تطور قد يفتح باباً مغلقاً أمام إمكانية قيام حوار يمني بمشاركة جميع الأطراف الفاعلة، أعلنت الأمم المتحدة اليوم أن مدينة جنيف السويسرية قد تستضيف المفاوضات المزمع عقدها لبحث الأزمة اليمنية، بعدما كان حدد الرئيس اليمني المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي عن موعد لها في 17 أيار الحالي في الرياض، وهو شرط ترفضه جماعة "أنصار الله"بشكل قطعي.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، اليوم الأربعاء، أنه "من المحتمل أن تستضيف جنيف المفاوضات المزمعة بين أطراف الأزمة اليمنية، وهي بالفعل أحد الأماكن المقترحة لإجراء هذه المحادثات"، من دون أن يحدد موعداً لها.

وإذ أشار حق إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "يسعى بقوة إلى وقف إطلاق النار في اليمن، في ظل الحاجة إلى هدنة إنسانية لدخول المساعدات"، لفت إلى أن  مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيلتقي جميع أطراف الأزمة، بما في ذلك الحوثيين.

وفي السياق، زار وسيط الأمم المتحدة الجديد في اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد اليوم باريس، على أن يتوجه غداً إلى الرياض، في محاولة لإحياء المفاوضات بين أطراف النزاع في اليمن، وفق ما أفاد ديبلوماسيون أمس..

إلى ذلك، تدخل الحرب السعودية على اليمن أسبوعها السابع من دون أن تحقق أي من الأهداف التي شنت لأجلها. وفي وقت من المتوقع أن يبحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الرياض تثبيت هدنة إنسانية تحفظ بعض ماء الوجه لـ"التحالف" في ظل الامتعاض الدولي من ارتفاع عدد القتلى في صفوف المدنيين اليمنيين، دخلت جماعة "أنصار الله" اليوم الأربعاء منطقة التواهي في عدن، وهي من آخر وأهم معاقل مؤيدي الرئيس المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي، وذلك رغم الضربات الجوية الكثيفة لـ"التحالف العربي"، فيما حذرت مسؤولة أوروبية رفيعة المستوى من خطر تمدد تنظيم "القاعدة" في البلاد على وقع الحرب والفوضى.

وشهدت مدينة عدن اليوم معارك وصفت بالأعنف بين الحوثيين وميليشيات هادي، علماً أن منطقة التواهي التي وصلت إليها "أنصار الله"  تضم مؤسسات مهمة، منها القصر الرئاسي ومكاتب لأمن الدولة والميناء الرئيسي.
وقال سكان في عدن أن سقوط التواهي " سيعني فعلياً أن المدينة الساحلية الجنوبية أصبحت تحت سيطرة الحوثيين".

ورداً على سقوط التواهي، طالب وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، قوات "التحالف" بالتدخل فوراً لـ"إنقاذ" المدينة.

وخلال مؤتمر صحافي بالرياض، قال ياسين إن "الحوثيين يقصفون بالمدفعية منطقة التواهي في مدينة عدن وكذلك الأسر التي تحاول النزوح من المنطقة ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 مدنيا"، مشيراً إلى أن "تصعيد ميلشيا الحوثي في عدن محاولة لإفشال حوار الرياض".

وفي نكسة أخرى لـ"التحالف"، قتل قائد القوات الموالية لهادي، والمسؤول عن ثلاث محافظات جنوبية، علي ناصر هادي، بعدما أصيب برصاص قناص في عدن، بحسب ما أفاد مسؤول في الجيش.
وكان علي ناصر هادي عين قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة التي تضم محافظات عدن ولحج وأبين، من قبل "الرئيس" اليمني بعد فراره إلى الرياض في آذار الماضي.
وقتل سبعة من المسلحين الموالين لهادي وأصيب 95 بجروح في المعارك التي دارت خلال الساعات الـ24 الماضية في عدن، بحسب ما أفاد مسؤول طبي، فيما ذكر شهود أن العديد من سكان عدن يحاولون الهرب من القتال ويستخدمون زوارق صغيرة للهروب عبر البحر.

إلى ذلك، وبعد التطور الميداني الذي تمثل أمس بقصف الحوثيين للأراضي السعودية، أعلنت وزارة الداخلية السعودية اليوم أن ثلاثة أشخاص قتلوا جراء سقوط قذائف هاون وصواريخ كاتيوشا أطلقت من اليمن على منطقة نجران الحدودية.
وأشارت الوزارة عبر موقع التواصل الإجتماعي " تويتر" إلى "مقتل ثلاثة أشخاص، نتيجة تعرض منطقة نجران، على الحدود مع اليمن، لقذائف هاون وصواريخ كاتيوشا عشوائية، أطلقتها عناصر ميليشيا الحوثي من الاراضي اليمنية"، من دون أن توضح ما إذا كان القتلى من المدنيين أو العسكريين.
وكان المتحدث باسم "التحالف" احمد عسيري أعلن أمس أن "منازل ومستشفيات ومدارس أصيبت" في القصف على نجران.

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن الدفاع المدني معلومات عن مقتل رجل وزوجته وإصابة شابة بجروح خطيرة وشخصين آخرين بجروح طفيفة في سقوط "قذيفة" ليلاً على منطقة جازان القريبة من الحدود اليمنية.

وفي ظل الضغوط المتواصلة المطالبة بمعالجة عاجلة للوضع الإنساني الكارثي في اليمن، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم انه سيبحث في السعودية إقرار "هدنة إنسانية" في العمليات العسكرية في اليمن من اجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وقال كيري أمام صحافيين في جيبوتي حيث يختتم جولة افريقية "سأكون في السعودية هذا المساء وسنتباحث في طبيعة الهدنة وكيفية تطبيقها"، معرباً عن "القلق الشديد حيال الوضع الإنساني في اليمن".
وأضاف "أنا واثق من رغبة السلطات السعودية في إقرار هدنة"، معرباً عن أمله في أن "ينضم التحالف إلى الأمم المتحدة والأسرة الدولية لإيجاد سبل من اجل إيصال المساعدات".

ولفت وزير الخارجية الأميركي أيضاً أنه ناقش الفكرة مع دول أخرى أشارت إلى أن الحوثيين "ربما يكونون راغبين أيضا في وقف مؤقت للقتال."
ومضى يقول "في الوقت الحالي، الأزمة الطارئة هي الوضع الإنساني"، معلنا في الوقت ذاته عن مساعدة إنسانية بقيمة 68 مليون دولار إلى اليمن.

وفي سياق متصل بالأزمة اليمنية المفتوحة على جميع الاحتمالات، حذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اليوم من أن الصراع والفوضى في اليمن فتحا الباب أمام تنظيم "القاعدة"، مطالبة بـ" ضرورة قيام وساطة دولية لإنهاء العنف بدلاً من التحرك المنفرد".
ووصفت المسؤولة الأوروبية أمام مجموعة من الطلاب خلال زيارة للصين "الوضع في اليمن بالخطير للغاية".
وأضافت موغيريني: "أرى أن الوضع خطير للغاية لأن القاعدة تحاول ملء الفجوة والفراغ الذي ترك في دولة تتصاعد فيها الاضطرابات"، موضحة أنه "علينا أن نركز كل جهودنا على الوساطة الدولية، لأننا نعرف أن الحلول المنفردة لا تجدي بشكل عام وهي على الأخص لا تفلح في موقف مثل القائم في اليمن حيث للصراع جذور محلية عميقة وهو في الوقت نفسه جزء من وضع إقليمي معقد."
وختمت قائلة إن "لا أوروبا فقط بل الصين أيضاً، يمكن أن تتأثر بهذه التطورات في ما يتعلق بالأمن.

من جهتها، أشارت المتحدثة باسم الخارجیة الإيرانية مرضیة أفخم اليوم إلى مباحثات تجريها طهران مع مسؤولين روس بشأن حل الأزمة الیمنیة.

وأضافت أفخم خلال مؤتمرها الصحافی أن "لدی إیران و روسیا مواقف متقاربة حیال الأزمة الیمنیة"، مشيرة إلى أنه "یجب أن لا ننسی بأن هذه الأزمة یمکن تسویتها من خلال الحل السیاسی و لیس العسكري، وهذا یشکل احد أهم محاور المحادثات بین إيران وروسيا.