جنبلاط "يبيع" دروز سورية للنصرة ويدعوهم لبيعتها

جنبلاط "يبيع" دروز سورية للنصرة ويدعوهم لبيعتها

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٣ مايو ٢٠١٥

يبدو أن النائب اللبناني «وليد جنبلاط» غاضب هذه الأيام من "الموحدون الدروز" في سوريا، الذين قرروا منذ البداية، حمل السلاح إلى جانب قوات الجيش العربي السوري لحماية مناطقهم التي باتت "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" على مشارفها سواء في درعا أو في إدلب، كما يبدو أنه يصرّ على تحويل الأزمة السورية إلى "صراع طائفي" من خلال دعوة أبناء الطائفة "الدرزية" للانضمام إلى ماوصفه بـ"ركب الثورة"، متناسياً أن الثورة التي يتحدّث عنها باتت اليوم زمامها بيد ميليشيات متطرفة تشكل "جبهة النصرة" رأس الحرب فيها إلى جانب تنظيم "داعش"، اللذين ارتكبا عشرات المجازر في سوريا على "أسس طائفية" و"مناطقية" تحت اسم "الثورة"، وهو الشعار ذاته الذي مازال يتحدّث به «جنبلاط» اليوم.

 الجنون الذي وصل إليه جنبلاط أمس لامثيل له، عندما اعتبر أنه "لاخيار" أمام الموحدون الدروز في سوريا سوى الالتحاق بـ"ركب الثورة" كما "فعل أبناء مدينة إدلب" من أبناء الطائفة، الذين بحسب زعمه "يعيشون بكرامتهم في أرضهم وبين شعبهم"، متناسياً أي «جنبلاط»، أنه عقد صفقة مع النصرة أجبرت أبناء "الطائفة" إلى "إشهار إسلامهم" بحسب ما اشترطت النصرة التي سيطرت على القرى التي تقطنها الغالبية من "الطائفة الدرزية" عليه خاصة في "جبل السماق".

الجدير بالذكر أن أمير "النصرة" في جبل السماق المدعو "أبو عبد الرحمن التونسي"، قد أمهل 14 قرية درزية حتى الأول من شباط الماضي، لهدم قبور أوليائهم ومقاماتهم الدينية وتبرئهم من ديانتهم. حيث التزم أبناء هذه القرى الدرزية الـ 14 "مجبرين" بهذا الطلب، وقاموا بهدم العديد من قبور الأولياء وقبلوا إمامة مشايخ من "النصرة" لصلواتهم، في مقاماتهم وخلواتهم التي تحولت إلى مساجد. وعلى الرغم من ذلك، فإن النصرة لم ترض وقام عدد من مقاتليها بنبش قبور "الأولياء" ووعد "التونسي" حينها، بإكمال "أحكام الشرع" على الدروز بشكل كامل. وكل ذلك طبعاً كان ضمن صفقة عقدها «جنبلاط» مع ميليشيا النصرة بوساطة أحد أعضاءْ مايسمّى "الإئتلاف السوري المعارض" يلقب "أبو عدي" حيث يعيش في الإمارات.

"البيك" لم ينسى في بيانه الذي أصدره أمس، أن يحيي "الثوار" في سوريا على "الانتصارات" التي حققوها في الفترة الأخيرة في "إدلب"، وهذا مايؤكد تحالفه مع النصرة وقد يكون أيضاً مع "داعش" التي لم نسمع له صوت عنها بالوقت الذي اقترب فيه التنظيم كثيراً من حدود "السويداء"، وبالتالي فإنه عندما اعتبر أن جبهة النصرة تنظيم "غير إرهابي" كان ينطلق من "تفاهمات وصفقات" أجراها معها، إضافة إلى تصريحاته بأنه لايرى في النصرة "إرهاباً" بل "بديل عن النظام السوري" الحالي، كونه وبحسب زعمه أن "النصرة" هي جزء من "الثورة"، متجاهلاً أن أكثر من 7000 مقاتل شيشاني وتركمستاني وقوقازي دخلوا إدلب الشهر الماضي تحت مسمّى "جبهة النصرة" وارتكبوا مجازر بحق عوائل بأكملها وأقليات والتي كان آخرها "مجزرة اشتبرق" التي راح ضحيتها لايقل عن 200 شهيد ومثلهم أسرى لدى التنظيم من النساء والأطفال ... فهل يقصد بحديثه عن "الثوار" في سوريا هؤلاء ..؟؟