تركيا أفلست في سياستها الخارجية فهل يمتد التأثير على الساحة السورية؟

تركيا أفلست في سياستها الخارجية فهل يمتد التأثير على الساحة السورية؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٨ أبريل ٢٠١٥

ربما يكون من غير المنطقي انتظار تغييرات جوهرية في سياسة دولة إرهابية مارست كل أنواع التسليح والتمويل والتسهيل للمجموعات المسلحة، ودفعتها نحو سوريا، ولكن، هل من الممكن لمن يطلب الشفاعة من إيران المعروفة بمواقفها حيال الأزمة السورية، أن يظهر بعض التغيير؟.
 البداية من الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران، والموقف الذي نتج عن الزيارة، طبعاً المقصود هنا الموقف المعلن من الزيارة والمتعلق بالأزمة اليمنية، ورفض تركيا الانخراط في حرب برية، فهل من الممكن أن يمتد التأثير إلى الأزمة السورية، خاصةً وأن السياسة الخارجية التي اتبعها في المنطقة قد أفلست منذ وقت طويل، منذ أكثر من سنتين، وهي في مرحلة ضياع وارتباك، كما قالت إحدى وسائل الإعلام، وباتت تركيا عمليا خارج المعادلة الفعلية، إلا ما يمكن أن تمثله من دور عسكري وأمني وتفتيتي من خلال اتكائها على الجماعات المتطرفة في المنطقة، مثل "داعش" و "جبهة النصرة" وغيرها من الجماعات المتشددة وذات العصبيات المذهبية والعرقية في سوريا والعراق، بعدما فقدت ركائز نفوذها في مصر وتونس وليبيا، وأخلت كل الساحة العربية مرغمة لغيرها، كما قالت تلك الوسائل.
 ولكن، مع هذا، فإن إعادة النظر بالسياسة الخارجية التركية تحتاج إلى جهد كبير جداً من جانب أنقرة، كما أن أي تغيير لا يبدو في الأفق ما دام أردوغان، هو قائد سفينة تركيا، ولكن، مع هذا يمكن القول إن تأثيراً إيرانياً من الممكن أن يؤخذ له اعتبار يقوم على أن إيران وضعت خطاً أحمر لتركيا، لا تستطيع أن تمر دونه، حيال الأزمة السورية، منعتها على الأقل من الذهاب نحو الأسوأ. إذ لولا الموقف الإيراني، على ما يقول المطلعون، لتدخلت تركيا في سوريا عسكرياً، بالحد الأدنى، على غرار التدخل السعودي في اليمن، ومع هذا، نقلت صحيفة "ذي هافنغتون بوست" الأميركية" أن المملكة السعودية وتركيا تناقشان إنشاء تحالف عسكري ضد سوريا، برعاية قطر تدور، حول شراكة تقضي بإرسال تركيا جنوداً إلى الأراضي السورية تؤازرهم السعودية بضربات جوية، لمساعدة ما يسمى "قوى المعارضة المعتدلة" على إحداث تغيير في الأرض.
 وحول تأثير التقارب السعودي ـ التركي ذاك على الميدان السوري، أشار مقال في صحيفة "ذي فاينانشل تايمز" البريطانية إلى سابقة في المعارك الدائرة في سوريا، كاشفاً عن تنسيق محتمل جرى بين غرفتي عمليات تديران القوى المسلحة، واحدة في تركيا تستخدمها أنقرة والدوحة، وأخرى في الأردن تستخدمها السعودية وقوى حليفة غربية، وهذا، حسب المقال، ما أدّى إلى تزامن الهجمات التي قام بها المسلحون على جبهتي الشمال والجنوب في سوريا، ولكن بعد الزيارة التي قام بها أردوغان إلى طهران فإن أغلب الظن أن لا تحالفات جديدة ستقدم عليها أنقرة من الممكن أن تستفز طهران.