المفاوضات النووية تتأرجح حول 3 نقاط

المفاوضات النووية تتأرجح حول 3 نقاط

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٣١ مارس ٢٠١٥

دخلت المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1» منعطفاً حرجاً، عشية الموعد المحدد للتوصل إلى اتفاق، الذي يتأرجح مناصفة بين الفشل والنجاح، حيث لا تزال هناك ثلاث نقاط خلافية، هي مدة الاتفاق ورفع العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي على إيران وآلية التحقق من احترام الالتزامات.
وبعد ساعات من اجتماع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف مع وزراء خارجية أميركا جون كيري وبريطانيا فيليب هاموند وفرنسا لوران فابيوس والصين وانغ يي وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير وروسيا سيرغي لافروف في لوزان، غادر لافروف سويسرا إلى موسكو، بسبب التزامات سابقة. وقالت المتحدثة باسمه ماريا زخاروفا «إنه سيعود في حال هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق غداً (اليوم)».
ويسعى المفاوضون لإيجاد تسوية أولى قبل انتهاء المهلة اليوم، وهي ضرورية لمواصلة التفاوض للتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 30 حزيران المقبل.
وتحدث كيري عن «صعوبات». وقال، لقناة «سي ان ان» الأميركية، «لا يزال هناك نقاط صعبة. نبذل جهداً كبيراً لحلها، سنعمل في وقت متأخر ليلاً وغداً (اليوم) بهدف التوصل إلى شيء ما»، مضيفاً أن «الجميع يعلمون ماذا يعني الغد» في إشارة إلى يوم انتهاء المهلة.
وكان شتاينماير قال «هناك بعض التقدم وبعض التراجع في الساعات الأخيرة». ونقلت وكالة «شينخوا» عن ديبلوماسي قوله إن الجو انقلب من «التفاؤل» إلى «الكآبة».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف إن «الوقت حان فعلاً لاتخاذ القرارات» للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، لكنها أكدت أن واشنطن لا تريد «التسرع للتوصل إلى اتفاق سيئ». وأعلنت أن الولايات المتحدة ستستطلع كل «الخيارات» في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران، مشيرة إلى تساوي فرص التوصل إلى تفاهم سياسي من عدمه.
وقالت هارف إنه لن يكون على طهران بالضرورة أن تشحن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، بموجب اتفاق نووي مع القوى العالمية الكبرى.
وأضافت «لا يكون عليكم الشحن إلى خارج البلاد للحصول على فترة عام، كمدة لازمة لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لاستخدامه كوقود لسلاح نووي»، مشيرة إلى الهدف من إطالة الوقت الذي تحتاجه إيران للحصول على مادة انشطارية كافية لإنتاج قنبلة نووية واحدة. وتابعت «يمكن أن يكون لديكم بعض الترتيبات الأخرى، لذلك تأخذنا إلى حيث ينبغي أن نكون باعتباره بيت القصيد».
وأعلن ديبلوماسي غربي أن المفاوضات لا تزال عالقة حول ثلاث مسائل أساسية، هي مدة الاتفاق ورفع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن وآلية التحقق من احترام الالتزامات. وقال «لن يتم التوصل إلى اتفاق ما لم نجد أجوبة لهذه الأسئلة. ولا بد في وقت ما من أن نقول نعم أو لا».
وأوضح الديبلوماسي «في ما يتعلق بمدة الاتفاق، تريد الدول الكبرى إطاراً صارماً لمراقبة النشاطات النووية الإيرانية طيلة 15 سنة على الأقل، إلا أن إيران لا تريد الالتزام لأكثر من 10 سنوات». وبدا أن إحدى النقاط التي تم التفاهم في شأنها تتصل بعدد أجهزة الطرد المركزي التي تتيح تخصيب اليورانيوم، والتي وافقت إيران على خفضها إلى ستة آلاف وربما أقل من ذلك، بحسب مصدر غربي. لكن طهران تصر على أن تتمتع بإمكانية البحث والتطوير في القطاع النووي، وخصوصاً لتتمكن من استخدام أجهزة للطرد المركزي أحدث وأقوى من اجل تخصيب اليورانيوم في الوقت المناسب.
ولا تزال مسألة رفع العقوبات نقطة خلاف كبيرة منذ بدء المحادثات، حيث تريد طهران أن يتم إلغاؤها فور توقيع الاتفاق، إلا أن القوى الكبرى تفضل رفعاً تدريجياً للعقوبات الاقتصادية والديبلوماسية التي يفرضها مجلس الأمن منذ العام 2006.
وفي حال رفع بعض هذه العقوبات، فإن بعض دول مجموعة «5+1» تريد آلية تتيح إعادة فرضها بشكل سريع في حال انتهكت إيران التزاماتها. وقال الديبلوماسي إن «التوصل إلى اتفاق يبقى رهن هذه النقاط إلى حد كبير، ولا يمكن التوصل إلى اتفاق ما لم نجد أجوبة على هذه الأسئلة».
ومع أن الديبلوماسي لم يستبعد متابعة المفاوضات في حال الفشل بحلول اليوم، إلا أنه اعتبر أن «الظروف مؤاتية اليوم للتوصل إلى اتفاق أكثر مما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر». وقال «نحن أمام وضع تاريخي»، فكل وزراء خارجية الدول المفاوضة حاضرون، «لقد عملنا كثيراً وسيكون من الصعب أكثر استئناف المحادثات» بعد اليوم، في إشارة إلى الضغوط الداخلية في إيران وفي الولايات المتحدة.