تل أبيب تستعد لما بعد الاتفاق مع طهران..نتنياهو: محور إيران ـ لوزان ـ اليمن خطير

تل أبيب تستعد لما بعد الاتفاق مع طهران..نتنياهو: محور إيران ـ لوزان ـ اليمن خطير

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٣٠ مارس ٢٠١٥

أشعلت الأنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والقوى العظمى، كل المصابيح الحمراء في تل أبيب. وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن الاتفاق مع إيران أخطر مما «كنا نخشى»، وطالب القوى العظمى بوقف التقدم نحوه.
ويشكل طلب نتنــياهو التــوقف عن التوصل إلى اتــفاق مع إيران إقراراً رسمياً بفشل مساعيه لإجهاض هذا الاتفــاق، والتي توجــها بصدامه مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وخــطابه أمام الكونغرس.
وقد انتقد نتنياهو بشدة أمس الإدارة الأميركية والقوى العظمى الخمس الأخرى، مع بدء اليوم الخامس من المباحثات النووية في لوزان في سويسرا. وبديهي أن أشد ما تستاء منه إسرائيل هو أيضاً لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمرة الثامنة خلال أربعة أيام مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وقال نتنياهو، في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته، «لدينا قلق عميق من التــسوية البادية مع إيران في المباحثات النووية. إن هذا الاتفاق يعزز كل مخاوفنا، بل وأكثر من ذلك». وأضــاف أن الاتفاق النووي مع طهران خطير أيضاً بسبب ما أسماه «احتلال إيران للشرق الأوسط». وذكر في هذا السياق سيطرة الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، على أجزاء واسعة من اليمن.
وقال نتنياهو إن «وكلاء إيران يحاولون السيطرة على مضائق باب المندب الإستراتيجية التي تغيِّر موازين القوى البحرية وواردات النفط العالمية». وأضاف أن «إيران تنفذ حركة كماشة من الجنوب والشمال بغية السيطرة على الشرق الأوسط بأسره. فمحور إيران - لوزان - اليمن خطير جداً على البشرية، وينبغي وقفه».
وجاء تحذير نتنياهو بعد لقائه في القدس المحتلة مع زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل. وادَّعى نتنياهو، في ما اعتبرته «هآرتس» غمزاً من قناة البيت الأبيض، أنه سمع من ماكونيل ومن زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد «دعماً قوياً لا يتراجع لإسرائيل». ومعروف أن نتنياهو سيستقبل هذا الأسبوع في القدس أيضاً زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب جون بوينر.
وأشار موقع «والا» الإخباري إلى أن الاتفاق بين إيران والقوى العظمى يبدو أقرب إلى «أمر واقع»، وأن إسرائيل تستعد لليوم التالي. وذكر أن تل أبيب تأمل حدوث تطورات في اللحظة الأخيرة تحول دون إبرام الاتفاق النووي. ونقل عن أوساط سياسية عليا قولها إنه من الآن ينبغي على إسرائيل الاستعداد لزيادة ميزانية الدفاع لمواجهة تعاظم القدرات الإيرانية.
ونقل الموقع عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إن «الاتفاق يبدو كأمر واقع، ويظهر أنه بالغ السوء، برغم أننا لا نزال نأمل حدوث تطور مفاجئ في اللحظة الأخيرة. فإذا تــم التوقيــع على الاتفاق سينتقل الكفاح في المرحلة الأولى إلى الكونــغرس الأميركي، لكن ليس مضموناً أن بوسع الكونغرس كبح الاتفاق».
وكان المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان قد أشار إلى أن وزير الدفاع موشي يعلون طلب من رئيس الأركان الجنرال غادي آيزنكوت والمؤسسة الأمنية الاستعداد لوضع تدخل فيه إيران رسمياً وضعية «دولة حافة نووية». واعتبر أن لتوقيع الاتفاق بين طهران والقوى العظمى آثاراً مالية وعملية مهمة على خطة العمل متعددة السنين، التي يفترض بالجيش الإسرائيلي أن ينهيها حتى حزيران. وبتعبير آخر فإن الجيش ومحافل الاستخبارات تؤكد القدرات الاستخبارية والعملية تمهيداً لإمكانية أن يتخذ قرار بوقف هذا التهديد في لحظة زمنية معينة. وأشار فيشمان إلى أنه «حتى لو أبقى الاتفاق المتبلور القيود على منع وصول عناصر يمكن أن تستخدم في البرنامج النووي الإيراني - وواصل الحظر عليها لتصدير السلاح إلى الخارج - فإن ذلك ليس أكثر من نكتة حزينة على حسابنا. وهنا فــي واقــع الأمــر يجد تعبيره فشل إدارة أوباما الاستراتيجي: فالآن حقاً تقاتل في اليمن قوات مؤيدة لأميركا من جانب السعودية، مصر، الأردن ودول الخلــيج، بمساعدة أميركية، ضد قوات شيعية تعمل برعاية السلاح الإيراني ذاته وبالتنســيق مع طهران».
أما المعلق الأمني لصحيفة «معاريف» يوسي ميلمان فكتب أنه «حتى إذا لم يكن الاتفاق سيئاً إلى هذه الدرجة، فمن الواضح أن الجهد الإسرائيلي الذي قاده نتنياهو لمنع عقــد أي اتفاق، حتى لو كان ثمنه المواجهة مع أوباما، قد فشل. من الواضح أيضاً أن الدول العربية، وعلى رأسها السعودية ومصر، وأيضاً تركيا، التي تعارض الاتفاق الآخذ في التبلور وترى فيه نصراً إيرانياً وإعطاء شرعية لتطلعات النظام في إيران للسيطرة على الشرق الأوسط، ستدرس منذ اليوم بصورة أكثر جدية إقامة برامج نووية خاصة بها تناسب تلك التي لدى إيران، ومن شأن ذلك أن يقود إلى أن يبدأ في الشرق الأوسط غير المستقر سباق تسلح نووي».