3 حقائق فاجأت العدو في عملية شبعا

3 حقائق فاجأت العدو في عملية شبعا

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١ فبراير ٢٠١٥

من الواضح ان قادة العدو الاسرائيلي على المستويين السياسي والامني فوجئوا بشكل غير متوقع بالعملية النوعية التي نفذتها المقاومة ضد موكب كبير للجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا، ما ادت الى احداث ارباك وضياع بين المستويين السياسي والامني من حيث توقيت العملية ومكانها وطبيعتها، وهو الامر الذي قلب قواعد الاشتباك التي حاول قادة العدو فرضها بعد العدوان على موكب لمجموعة من حزب الله في منطقة القنيطرة السورية. وعلى هذا الاساس ترسم مصادر قيادية قريبة من حزب الله ثلاث قواعد اساسية اكدت عليها العملية لم تكن في حسبان قادة الاحتلال وهي:

1ـ من حيث توقيت العملية، فالعدو لم يكن يتوقع حصول الرد على عدوان القنيطرة قبل الكلمة التي القاها الامين العام لحزب الله عصر أول من امس في ذكرى اسبوع شهداء القنيطرة، لذلك فسرعة الرد أكدت على جهوزية المقاومة وقدرتها في توجيه ضربات سريعة وقاتلة للجيش الاسرائيلي، سواء حصل العدوان في سوريا او في لبنان، وبالتالي جاءت العملية لتؤكد على وحدة الجبهة.

2ـ ان اختيار المكان، اي في منطقة مزارع شبعا للقيام بالرد على العدوان ارادت المقاومة من خلال ذلك توجيه عدة رسائل: الرسالة الاولى ان مزارع شبعا هي لبنانية وبالتالي فهي منطقة مفتوحة امام المقاومة ولها الحق في استهداف العدو طالما هي محتلة، وهذا الحق نصت عليه البيانات الوزارية ودستور الطائف والرسالة الثانية ان العملية لم تخرق القرار 1701، وتدخل ضمن ما نصت عليه المواثيق الدولية في حق الشعوب بتحرير ارضها المحتلة، والرسالة الثالثة ان المقاومة بمقدورها اختراق كل تجهيزات العدو وتحصيناته بما في ذلك القدرة على تعطيل اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، بل ان حصول العملية في منطقة مكشوفة اثبت ان المقاومة قادرة ان تصيب العدو في اي مكان تختاره رغم كل تدابيره وتحصيناته.

3ـ لقد اكدت طبيعة العملية واستهداف موكب لقيادة الجيش الاسرائيلي بان المقاومة قادرة من خلال الرصد على اختيار الهدف الاكثر ايلاماً ومن خلال ذلك، اعطت المقاومة قيمة استثنائية للرد على العدوان، واكدت في الوقت نفسه جهوزيتها الدائمة لتوجيه ضربات موجعة للاحتلال.

انطلاقاً من ذلك، فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا «بلع» العدو هذه الضربة الاستثنائية واضطر للخضوع لقواعد الاشتباك التي حددتها المقاومة؟

وفق كل المعطيات والمعلومات لدى المصادر فان خضوع العدو لقواعد الاشتباك الجديد مردها الى الآتي:

ـ اولاً: ان قادة الاحتلال يؤكدون ان قواعد الاشتباك التي حاول وضعها بعد عدوان القنيطرة سقطت وبالتالي فحزب الله اظهر لهذا العدو انه هو من يحدد هذه القواعد، بدءاً من وحدة الجبهة من الجولان الى جنوب لبنان، بل وصولاً حتى قطاع غزة، فمكان الرد اريد منه تثبيت وحدة الصراع على كل الجبهات.

ـ ثانياً: ادرك العدو ان اي رد على عملية شبعا، قد تذهب بالصراع نحو حرب شاملة على كل هذه الجبهات، ولن يقتصر الرد على ما تهيئه المقاومة في لبنان.

ـ ثالثاً: ان العدو على دراية كاملة، انه حتى ولو اقتصر الرد على المقاومة، فهو سيحسب الف حساب قبل الرد على عملية شبعا، نظراً لطبيعة ما ينتظره من المقاومة، والثمن الكبير الذي سيدفعه، في حال مغامرة قادة الاحتلال بشن عدوان على لبنان، وهذه الخسائر لن تقتصر على البنية العسكرية والمدنية للاحتلال بل على المستوى السياسي قبل شهرين من الانتخابات داخل كيان العدو.

وتقول المصادر ان نتنياهو الذي اضطر «لبلع» الرد النوعي من شبعا يدرك ان اي حماقة سيدفع في مقابلها اثماناً كبيرة وربما ادت الى خسارته انتخابات الكنيست.

ـ رابعاً: ان تل ابيب على معرفة كاملة بان اي استهداف للمدنيين او البنى التحتية من جسور وابنية وما الى ذلك سيقابل برد مماثل من المقاومة يستهدف البنى التحتية للاحتلال، وبالتالي فمثل هذا الرد سيكون مكلفاً على الاقتصاد الاسرائيلي.

ـ خامساً: العدو يدرك ان اي عدوان من شأنه ان يقلب المعادلات في الشرق الاوسط اقلها انه سيؤدي الى اوسع عملية احتضان للمقاومة على المستوى العربي والاسلامي. ومع ما سينعكس على طبيعة الصراع في سوريا، في وقت دخلت اسرائيل كشريك مباشر في الحرب مع المجموعات الارهابية في الداخل السوري، والاخطر بالنسبة لقادة العدوان لا ضمانة بنجاح اي عدوان يقومون به، وبالتالي فانتصار المقاومة سيقود الى تغيير كل قواعد الصراع في المنطقة.

لذلك تجزم المصادر ان المقاومة الجاهزة للرد على اي عدوان، وضعت كل السيناريوهات امامها خلال الاعداد للرد على عدوان القنيطرة، وبالتالي فقيادتها كانت على يقين قام بان العدو عاجز عن الدخول في حرب واسعة والاصوات في الداخل اللبناني التي حاولت التشويش على عملية شبعا يؤكد مرة جديدة على الرهانات الخاسرة لهؤلاء.