«داعش» يهاجم كركوك.. والبرزاني ينعى وحدة العراق

«داعش» يهاجم كركوك.. والبرزاني ينعى وحدة العراق

أخبار عربية ودولية

السبت، ٣١ يناير ٢٠١٥

حفلت الساحة العراقية، خلال اليومين الأخيرين، بالأحداث الميدانية التي أعادت التذكير بمدى خطورة الوضع الأمني وتداعياته في البلاد، بالرغم من التقدم الميداني الذي حققته القوات العراقية والفصائل المساندة لها في قتال «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـــ «داعش»، خصوصاً مع العمليات العسكرية التي شنها التنظيم، أمس، ليظهر بمظهر المنازع الذي يحاول استرداد أنفاسه بردة فعل موسعة.
وفي وقت كان تنظيم «داعش» يشن هجوماً واسعاً على مراكز انتشار قوات البشمركة في كركوك، والموصل وديالى موقعاً ما يزيد عن 200 عنصر منها بين قتيل وجريح، كان رئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان البرزاني يتحدث عن ضرورة تدخل قوات خاصة أميركية في العمليات التي سيتم تنفيذها على مواقع التنظيم مستقبلا، مؤكداً عدم جدوى الغارات الجوية وحدها، جازماً في سياق كلامه بضرورة إيجاد صيغة لكيفية «العيش معا داخل حدود ما يسمى العراق».
واعتبر البرزاني أن الضربات الجوية التي يشنها «التحالف الدولي» على تنظيم «داعش» لا تكفي وحدها رغم ما تحقق من انتصارات، وتوقع ألا تبدأ حملة لاستعادة مدينة الموصل قبل الخريف المقبل، مكرراً ما سبقه إلى قوله عدد من المسؤولين الأميركيين بأن الاستراتيجية الأميركية الحالية ستؤدي على أفضل تقدير «لاحتواء» تنظيم «داعش»، الذي يتمتع بنظام «هيكلي دقيق وسيظل يهدد المنطقة والعالم لسنوات»، رابطاً الأزمة العراقية بما يجري في سوريا، معرباً عن اعتقاده أن «احتمالات هزيمة التنظيم محدودة في ظل الحرب الأهلية المستعرة في سوريا وغياب الجيش العراقي كقوة فاعلة على الأرض».
وبينما تصر الحكومة العراقية على رفض أي تدخل بري في العراق، على الرغم من عودة القوات الخاصة الأميركية إلى قواعد التاجي وعين الأسد فضلا عن تمركزها في أربيل، زعم البرزاني أن «حملة التصدي» للتنظيم التي بدأها «التحالف الدولي» معتمداً على الضربات الجوية لن تخرج التنظيم من معاقل له مثل الموصل، وقال: «بالقطع لا يمكن تدمير هذا التنظيم بالضربات الجوية وحدها... لتدمير هذا التنظيم نحتاج إلى قوات خاصة، ليس الى جنود عاديين على الأرض بل عمليات عسكرية مشتركة والقتال إلى جانب البشمركة».
وفي ظل تزايد الجدل الحاصل حول «الأقاليم» وسير البلاد نحو التقسيم، أعاد رئيس حكومة إقليم كردستان التذكير بهذا الطرح، حيث اعتبر أن الأكراد يقاتلون تنظيم «داعش» من أجل «الأراضي التي تنتمي للمنطقة الكردية»، مشيراً إلى أنهم «سيتجنبون إشراك مقاتلي البشمركة في إخراج مقاتلي التنظيم من المناطق السنية أو لاستعادة الموصل».
وعلى الرغم من الدعم المفتوح والمباشر الذي تتلقاه قوات البشمركة، والزيارات المتكررة للجنرالات الأميركيين إلى أربيل، وتأكيدهم «دعم قوات الإقليم»، بالإضافة إلى التجهيزات والأسلحة التي ظهرت لدى البشمركة خلال العمليات العسكرية الأخيرة، زعم البرزاني أن قواته «بحاجة لأسلحة أثقل للتعامل مع التهديد بحسم»، وأضاف «هذه ليست حرباً تستطيع كسبها ببنادق كلاشنيكوف وقذائف آر بي جي»، مكرراً حديث رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي عن ضرورة «ضبط الحدود» العراقية ـــ السورية مع ما يحتاج ذلك من عديد من القوات البرية، وقال إن «القضاء على التهديد الذي يمثله التنظيم الجهادي يتطلب إعطاء الأولوية لإغلاق الحدود بين العراق وسوريا بإحكام وحرمان المتشددين من حرية الحركة بين البلدين»، وأضاف «ولحين حل القضية السورية كما ينبغي لن يكون تدمير داعش مهمة سهلة».
وفي الشق السياسي قارن البرزاني بين رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي وسلفه نوري المالكي ملقياً باللائمة على سياسة الأخير في «إثارة غضب السنة من خلال احتكار السلطة»، معتبراً أن «أكبر مشكلة للعبادي هي نوري المالكي»، جازماً أن العراق لم يعد بلداً موحداً، قائلا «لا ولاء في بلد يسمى العراق».
وأتى حديث البرزاني عن صعوبة هزيمة «داعش» دون تدخل بري غربي، تزامناً مع هجوم كبير شنه التنظيم على مواقع عدة لقوات البشمركة في أكثر من منطقة، حيث كشفت وكالة أنباء «روداو» الكردية عن أن 201 عنصر من هذه القوات سقطوا بين قتيل وجريح خلال معارك وهجمات شنها التنظيم في محافظات كركوك والموصل وديالى.
ونقلت الوكالة في تقرير لها عن مصادر طبية قولها، إن «هجمات تنظيم داعش على محافظة كركوك ومحور مخمور في محافظة الموصل وقضاء جلولاء في ديالى، أسفرت عن مقتل 28 عنصراً من البشمركة بينهم قائد برتبة آمر لواء وإصابة 173 آخرين بجروح متفاوتة».
وأكدت الوكالة عبر مصادر طبية في كركوك، أن «المواجهات العسكرية التي اندلعت في مناطق تل الورد والملا عبد الله ومكتب خالد جنوبي المحافظة، أسفرت عن استشهاد قائد اللواء الأول شيركو شيراني، و17 مقاتلا من البشمركة، إضافة إلى إصابة 160 آخرين بجروح».
وفي هذا السياق كشف محافظ كركوك نجم الدين كريم عن أن هجوم تنظيم «داعش» على مدينة كركوك كان يستهدف منشآت نفطية وكهربائية ومقار أمنية، وأكد أن قوات البشمركة أحبطت الهجوم بـ «صدور مقاتليها الأبطال»، ونعى أمر اللواء الأول اللواء شيركو فاتح.
وذكر مصدر أمني من قوات البيشمركة أن 246 من عناصر تنظيم «داعش» سقطوا بين قتيل وجريح، جراء الاشتباك مع البشمركة جنوب غرب كركوك، وأكد أن من بين القتلى قيادياً بارزاً في التنظيم، كما لفت مصدر آخر إلى أن الأخير هاجم المحافظة من ثلاثة محاور بثلاث سيارات مفخخة «مستغلاً» سوء الأحوال الجوية، وتمكن من السيطرة على ثلاث مناطق تمكنت البشمركة من استعادتها لاحقاً.