إسرائيل مرتبكة بعد صاروخي الجولان: فعلها "حزب الله"

إسرائيل مرتبكة بعد صاروخي الجولان: فعلها "حزب الله"

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٧ يناير ٢٠١٥

فتح العدوان الإسرائيلي على مجموعة لـ "حزب الله" في القنيطرة السورية منذ أيام، أبواب التكهنات حول طبيعة الرد الذي قد يلجأ إليه الحزب. وإذا كان "حزب الله" قد التزم الصمت حول طبيعة الخطوات التي قد يلجأ إليها للرد على إسرائيل، مشددا على أنه لا يستخدم المصادر لإعلان المواقف، فإن ما جرى في الجولان السوري المحتل حيث سقط صاروخان  مصدرهما الأراضي السورية، بدا وكأنه رسالة من محور "الممانعة" على أن الرد قد يأتي في أي لحظة. رسالة فهمها العدو الإسرائيلي في سياقها فسارع مصدر عسكري في الجيش الإسرائيلي إلى تحميل "حزب الله" المسؤولية عن العملية متحدثا عن أن الصاروخين كان مصدرهما أراض يسيطر عليها الجيش السوري.

على الأثر، رد الجيش الإسرائيلي على مصادر الصاروخين بقذائف المدفعية من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في الجانبين، كما قام بإغلاق كافة الطرق في الجولان، خصوصاً تلك القريبة من محطة التزلج في جبل الشيخ، بينما قام بإجلاء كافة الزوار من هناك. ثم أعلن عن استنفار سلاح الجو تحسبا لأي طارئ، خصوصا وأن إسرائيل لا زالت تعيش هاجس العملية التي نفذتها في القنيطرة وأدت إلى استشهاد 6 مقاومين من "حزب الله".
ومن الجولان إلى شبعا اللبنانية، كان الاستنفار هو عنوان التحركات الإسرائيلية حيث سجل منذ الساعة السادسة مساء اليوم حشود لدبابات إسرائيلية من نوع "ميركافا" وناقلات جند استقدمها جيش العدو إلى مواقع زبدين العلم رمثا عند الخط الحدودي لمزارع شبعا، في ظل تحليق طائرات استطلاع من دون طيار في أجواء المزارع والجولان.
وكانت حالة القلق التي يعيشها الجيش الإسرائيلي منذ عدوان القنيطرة قد ترجمت منذ فجر اليوم بتحركات ميدانية حيث واصل جيش العدو إطلاق القنابل المضيئة في سماء وأجواء قرى العرقوب وتحديدا فوق تلال كفرشوبا وجبل سدانة، وذلك من مواقعه في الطرف الغربي لمزارع شبعا المحتلة، وقد  ترافق ذلك مع حركة دوريات راجلة ومدرعة، خلف الخط الحدودي، انطلاقا من وادي العسل مرورا بالسماقة، وصولا رويسة العلم ورمثا، وذلك في إطار التحركات تحسبا لأي عمليات تسلل أو تحركات عسكرية قد يقوم بها عناصر من المقاومة باتجاه مواقع الاحتلال في تلك المنطقة.
التوتر الذي خيم في جنوب لبنان وفي الجولان دفع قوات "اليونيفيل" إلى إعادة التذكير بأن القرار الدولي 1701 عنصر رئيسي في الحفاظ على السلام. وأشار القائد العام لـ "اليونيفيل" اللواء لوتشيانو بورتولانو إلى أن "الجهود المشتركة بين القوات الدولية والجيش اللبناني تهدف إلى نزع فتيل التوتر وضمان أن يبقى الوضع في منطقة عملياتنا مستقرا وتحت السيطرة".
وأكد بورتلانو في حديث للوكالة الوطنية للإعلام أن "تركيزنا ينصب على ضمان عدم حصول أي حادث على طول الخط الأزرق يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الوضع"، من دون أن يغفل التوضيح أن "الأحداث الأخيرة أثارت حالا من التوتر والقلق بين السكان"، لافتا الانتباه إلى أن "جهودنا المشتركة تهدف إلى نزع فتيل التوتر وضمان أن يبقى الوضع في منطقة عملياتنا مستقرا وتحت السيطرة".
وأشار بورتلانو إلى "أننا على اتصال مستمر مع الأطراف كافة، ونقيم قناة اتصال مفتوحة لمنع التوتر ولجم الوضع في اللحظات الحرجة". وقد عد ذلك بمثابة رسالة دولية مفادها أن مصلحة الأطراف كافة تتمحور حاليا في الحفاظ على الوضع السائد في جنوب لبنان وعدم الاتجاه من قبل أي طرف إلى اللجوء إلى خطوات تصعيدية من شأنها أن تؤثر على الهدوء والاستقرار في الجنوب اللبناني.