في لقاء الضعفاء.. تركيا تغرد خارج السرب "مجبرة"!

في لقاء الضعفاء.. تركيا تغرد خارج السرب "مجبرة"!

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٥ يناير ٢٠١٥

كما كان متوقعاً، خرج اجتماع القاهرة للمعارضة السورية ببيان ختامي لم يضف أي جديد، رغم وجود العديد من الانتقادات حتى قبل موعد عقده، وخلاله، وأياً كانت تلك الاعتراضات، إلا أنّ ما بث في البيان الختامي للمجتمعين، إنما يؤكد على فكرتين أساسيتين من الممكن أن تكونا مؤثرتين في لقاء موسكو، الذي سيبدأ جلساته المغلقة اليوم.

النقطة الأولى، أنّ المعارضين السوريون احتموا اجتماعاتهم بفشل محبط وخلافات وانسحابات وبيان ختامي غير متفّق عليه، وخلا البيان من أية إشارة إلى ما كان يسمى "ثورة" أو "مطالب شعب" حيث تحدث عن عموميات المرحلة المقبلة بإطارها العام، وعليه تبرأت منه بعض القوى المعارضة، وتحفظت عليه قوى أخرى، وقالت إنه لا يمثلها، الأمر الذي من شأنه أن يؤكد أن الخلافات بين القوى المعارضة السورية إنما هي في تزايد مستمر، وعملت على التشكيك بالحضور وطريقة توجيه الدعوات لحضور المؤتمر، وعدم تكافؤها، بالإضافة إلى نوعيات الحضور، وأنه ليس هناك أي تمثيل حقيقي للمعارضة السورية ولكل أطيافها، كما يقول المعارضون للمؤتمر.

النقطة الثانية، أنّ مصادر معارضة مقربة من الجامعة العربية نشرت في وسائل الإعلام، أنّ الذي تحكّم في هذه الدعوات كان هدفه إقصاء تركيا بالدرجة الأولى، وهذا يعني عدم الاعتراف بشرعية "ائتلاف المعارضة السورية" في الخارج، والدولة التي تضمه على أراضيها، ويعني بشكل ما أو بآخر وجود خلافات قوية وعميقة أدت إلى إخراج تركيا من دائرة الأزمة السورية، ما يعني انحساراً تدريجياً لدورها في الأزمة، خاصةً وأنّه في الوقت نفسه ثمة مساعي حثيثة من بعض الدول العربية والإقليمية والدولية، من أجل إخراج تركيا من دائرة الصراع، وهو ما تبنته القاهرة، واستطاعت خلال فترة إقامة مؤتمر المعارضين السوريين على أراضيها تحقيقه، كما أسهمت الدعوات التي وجهتها موسكو من أجل حضور الحوار السوري- السوري الذي سيقام على أراضيها بعد أيام قليلة، في تحجيم "الائتلاف" وبعض الدول الداعمة له، وسحب الشرعية عنه.

وبعد استعراض النقاط السابقة، تتأكد فكرة، أن جسم المعارضة السورية المنخور أصلاً بدأ في الاهتراء، وتعليه تعيش تلك المعارضات اليوم أسوأ أيامها، ويمكن إسقاط ما تعمل على تنفيذه كل من القاهرة والرياض، والتي ينحصر همها في إبعاد الحلف القطري التركي، بسبب العداء الأزلي مع جماعة "الإخوان المسلمين" ما يعني وضع تركيا في خانة اليك.

إذاً، أيام قليلة ويبدأ لقاء موسكو، وإن كان لا آمال كبيرة تعقد على نتائجه، إلا أنّ أولى خطوات نجاحه تكمن في توجيه الدعوات للمعارضين السوريين من أجل الحضور في اللقاء، ونسترجع ما كشف عنه وزير الخارجية، وليد المعلم، حول وجود مؤشرات إيجابية تعكس وجود تغييرات في الرأي العام الدولي لأهمية التعاون مع سوريا لمحاربة الإرهاب، معتبراً أن عام 2015 سوف يكون عام بداية الخروج من الأزمة، وما أعرب عنه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عن تأييده للمساعي التي تقودها روسيا لإجراء محادثات جديدة لإنهاء الأزمة في سوريا.