تعرفوا على الرجل الخطير الذي يخشاه اردوغان

تعرفوا على الرجل الخطير الذي يخشاه اردوغان

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٤

يعتبر الداعية التركي، فتح الله كولن، من أبرز الشخصيات التي يخشاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رغم العلاقة التحالفية التي كانت قائمة بينهما في السنوات الأولى لترؤس أردوغان رئاسة الحكومة التركية.
واستطاع كولن بفضل سياسته وتأثير أنصاره في تركيا إحراج أردوغان داخل صفوف حزبه، في الأشهر الأخيرة، ما دفع بالسلطات التركية إلى إطلاق حملة اعتقالات منظمة شملت إعلاميين وقادة رأي، بحجة الحفاظ على هيبة الدولة بوجه "قوى الشر" حسب تعبير اردوغان.
كولن الذي يقيم اليوم في الولايات المتحدة الأميركية، ولد عام ١٩٤١، في "أرض روم" شرق تركيا، هو خريج المدرسة الشرعية، ويتقن اللغة العربية ولكنه لا يتكلم بها إلا نادراً .
ينتمي فكرياً إلى مدرسة بديع الزمان سعيد النورسي البدليسي الكردي, و يمثل تياراً منفتحاً فيها، يعتبر من أشرس المدافعين عن القومية التركية رغم جذوره الكردية، برزت ملامح شخصيته عندما كان إماماً في أحد مساجد إزمير في سبعينيات القرن الماضي من خلال خطبه و دروسه المؤثرة.
دعم كولن في الإنتخابات الأحزاب العلمانية الليبرالية و الاشتراكية ، وكان يعمل على تنفير الناس من نجم الدين أربكان خلال صراعه السياسي معه، وله جملة شهيرة: يجب أن لا يتلوث المسلمون في السياسة .
أسلوبه الدعوي يعتمد على لسان الحال لا لسان المقال, باتباع أسلوب القدوة الحسنة و عدم الصدام مع الأفراد و مؤسسات المجتمع .
وبحسب عارفيه، لم يدافع في يوم من الأيام عن حقوق المحجبات من طالبات الجامعات, بل شجعهنّ على الدراسة في الخارج, بل و مولهنّ !. مما نتج عنه آلاف المثقفات صاحبات الشهادات العليا المتقنات لعشرات اللغات الأجنبية شرقية و غربية .
افتتح كولن مئات المعاهد داخل تركيا و خارجها، وقد كسبت احترامًا بالغاً لما تتمتع بها من نظام و انضباط ورقيّ في مستوى التعليم ، وساهمت هذه المعاهد في تخريج آلاف الكوادر المتميزة لتوظيفها في مؤسسات الدولة في المجالات و الإختصاصات كافّة .
شجّع على تشكيل جمعيات خيرية و مؤسسات أهلية غير حكومية . والعمل في التجارة و افتتاح بنوك ومصانع و تشكيل قوة إقتصادية و مالية كبيرة، كما شجع على تأسيس عدة وسائل إعلامية كوكالات الأنباء و عشرات القنوات التلفزيونية و الإذاعات.
بعد الإطاحة بنجم الدين أربكان في عام ١٩٩٧ وتوجيه اتهامات عديدة له، فضّل كولن مغادرة البلاد إلى أمريكا عام ١٩٩٩ و استقر في بنسلفانيا، وقد اتهمته القوى العلمانية بالعمالة لأمريكا, و العمل لأجلها لأنه يقيم في أراضيها، لكنها لم تقدم دليلاً .
وصل أردوغان إلى الحكم عام ٢٠٠٢، فوقف إلى جانبه كولن وسانده بقوة، قبل أن تتحول العلاقة التحالفية إلى عداوة بعدما شعر أردوغان أنه بات محاصراً من كولن وجماعته, فتفجّرت أزمات البلاد، وظهرت ملفات الفساد التي اتهم مقربون من أردوغان بالوقوف خلفها.
يعتبر أردوغان وحزب العدالة والتنمية، فتح الله كولن من أبرز الخصوم المؤثرين على سياسة الحكم المتبعة، وقد ذهب البعض حدّ وصف الداعية بالرجل الخطير الذي يخشاه رئيس تركيا الحالي.