تونس نحو جولة إنتخابية ثانية.. يحسمها اليساريون !

تونس نحو جولة إنتخابية ثانية.. يحسمها اليساريون !

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤

 تتجه الإنتخابات الرئاسية التونسية نحو دورة ثانية باتت شبه مؤكدة في ظل فشل المرشحين في إحراز النسبة المطلوبة  لفوز أي منهم من الجولة الأولى (51% من الأصوات). وبحسب ما رشح من إحصاءات رصدت الجولة الأولى من الإنتخابات، فقد حصل مرشح حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي على نسبة 47% من أصوات الناخبين، يليه الرئيس المنتهية ولايته منصف المرزوقي بنسبة 32%، من ثم مرشح الجبهة الشعبية حمة الهمامي بحوالي 10%، فيما حل مرشح الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي رابعا بنسبة 8%. وعليه فإن الدورة الثانية ستجري بين المرزوقي والسبسي لتحدد بينهما الرئيس التونسي القادم.
وقد أعلن رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات في تونس شفيق صرصار، أمس الإثنين، أنه سيتم اليوم الثلاثاء الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، وذلك خلال ندوة صحفية عقدت بقصر المؤتمرات بالعاصمة، فيما تشير التوقعات الى أن الجولة الثانية من الإنتخابات قد تحدد في الأسبوع الأخير من شهر كانون الأول المقبل.
ويرى مراقبون ان الجولة القادمة من الإنتخابات ستكون أكثر حماوة وتشنج في ظل تقارب بالنتائج وعدم وضوح صورة التحالفات المقبلة في الجولة الثانية، وسط دعوات من قبل كافة المرشحين الى التهدئة في الشارع وعلى صعيد التصريحات المتبادلة، كان آخرها على لسان المرزوقي الذي دعى الى تهدئة الأجواء خلال حملة الدورة الثانية، واعتبر أنه "يجب أن تكون الحملة الانتخابية المقبلة من أرفع مستوى ممكن"، مطالباً "الطرف المقابل (السبسي) أن يعطي التعليمات  ليكون النقاش من أعلى طراز ممكن في إطار الاحترام على أساس برامج، وأفكار وقيم، لا على سب أو شتم".
وكان السبسي قد إتهم المرزوقي بأنه مرشح تيار السلفية الجهادية وحركةالنهضة، مؤكداً أن تونس سوف تنقسم خلال الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية إلى "شقين اثنين: الإسلاميون من ناحية وكل الديمقراطيين وغير الإسلاميين من ناحية أخرى".
من جهتها لم تحدد حركة النهضة التونسية مرشحها في الدورة الأولى وفضلت "الحياد" وإفساح المجال أمام مناصريها للإنتخاب بحرية وديمقراطية، فيما لم تتبنَّ دعم أي من المرشحين المنتقلين الى المرحلة الثانية حتى الآن. إلا أن تصريحات قيادة في حركة النهضة أكدت أن مجلس شورى الحركة سيعقد اجتماعا لاتخاذ قرار بخصوص مساندة مترشح في الدور الثاني للانتخابات، ومن المتوقع أن يكون المرزوقي مرشح الحركة المقبل، بسبب التقارب الفكري (الإسلامي) بين الطرفين إضافة الى المزاج الشعبي لجمهور حركة النهضة، خاصة شباب الحركة، فيما تقول أوساط تونسية أن قيادات حركة النهضة متعاطفون مع السبسي.
وفي حين تتوقع مصادر تونسية أن يكون الحظ حليف من تدعمه "حركة النهضة" علناً، كونها لم تدخل الدورة الأولى بكامل قوتها الشعبية، يرى المراقبون أن الخزان الإنتخابي الحقيقي بات بين يدي المعارض الشيوعي، مرشح الجبهة الشعبية حمه الهمامي، الذي حصل على ما نسبته 10% من الأصوات، وهي النسبة التي قد تشكل بيضة القبان في ظل تقارب النتائج بين المرزوقي والسبسي، الأمر الذي سيمنح الهمامي حيثية أكبر في المرحلة المقبلة في ظل محاولة كلا الطرفين إستمالته للحصول على دعم الجبهة الشعبية. وتقول المصادر أن تقدم الهمامي على عدد كبير من رجال الأعمال وزعماء الأحزاب القومية والليبرالية، يشكل بحد ذاته حدثاً مهماً أظهرته الإنتخابات التونسية.