هل تنجح عملية أوباما البرّية ..؟

هل تنجح عملية أوباما البرّية ..؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢ أكتوبر ٢٠١٤

التدرج في ارتقاء السلم لدى السياسة الأمريكية حيال أي من الملفات الساخنة يعتمد القفزات السريعة، فما إن صرح بعض المحللون الامريكيون عبر وسائل إعلام بلادهم عن ضرورة القيام بعمل برّي ضد داعش، حتى بدأ رئيس البيت الأبيض بالتصريحات التي تمهد لطرح عملية برّية على أرض الواقع ضد تنظيم داعش في سوريا و العراق.
البيت الأبيض كشف عن إجتماع بين الرئيس باراك أوباما وكبار مستشاريه للأمن القومي لمناقشة إستراتيجية مواجهة تنظيم داعش، وجاء هذا الاجتماع بعد أسبوع من بدء الولايات المتحدة وحلفائها ضربات جوية ضد أهداف للتنظيم في سوريا.
و في السياق ذاته أعلن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن سلاح البحرية الاميركي سينشر قوة من 2300 عنصر في الشرق الأوسط لن تكون مرتبطة بالعمليات الجارية حاليا في العراق إلا أن مهمتها التدخل السريع عند نشوب أزمات في المنطقة، وهذا يفضح إن الإدارة الأمريكية امتلكت قرارها منذ البداية بالعودة إلى منطقة الشرق الأوسط من خلال حرب برّية لكن موضوع طرحها على الشعب الأمريكي كان لابد له من التدرج، فذاكرة المواطن في الولايات المتحدة لم تزل تضج بالكثير من الحزن على قتلى المارينز في كل من العراق و افغانستان.
و لأن البيت الأبيض و استخباراته يدركون أنهم لن يتمكنوا من كسب ود المواطن الامريكية لهذه الحرب إلا من خلال رفع نسبة الخوف من التنظيمات "الجهادية"، تأتي تصريحات وزير الأمن الداخلي "جيه جونسون"، بأن واشنطن تبذل جهوداً مكثفة ومنسقة لرصد مقاتلين أجانب في سوريا، تعتقد الإدارة الامريكية بأنهم يخططون لتنفيذ هجمات على أراضي الولايات المتحدة، ويمكن ربط هذه التصريحات بأشرطة الفيديو التي أعدم فيها تنظيم داعش صحفيين أمريكيين و موظف إغاثة بريطاني ذبحاً، ما خلق رد الفعل الذي استند عليه أوباما بطرح العمليات الجوية التي ينفذها التحالف الأمريكي حالياً في سوريا و العراق.
و لأن الحرب على تنظيم داعش غير محكومة بزمن غير الزمن الذي تحقق من خلاله أمريكا اهدافها الحقيقة من وراء حربها المزعومة على الإرهاب، فإن  البنتاغون ملزماً بأن يقول إن الجيش الأميركي لا يمكنه أن يقصف تنظيم "داعش" بنحو أعمى،  ويدعو الشعب الأمريكي إلى التحلي بصبر إستراتيجي من أجل التخلص من الجهاديين.
التصريحات الامريكية التي تأتي من مستويات عليا سياسياً و عسكرياً، تشير إلى أن العملية البرّية قادمة – على الأقل في العراق- الذي يعيش حالة كبرى من الانقسامات الداخلية المبنية على أسس طائفية رسختها أمريكا عبر عقد مضى، و الهدف البعيد من وراء إنشاء داعش و من ثم محاربته، هو خلق الفضاء الطبيعي لوجود دولة يهودية في المنطقة من خلال إعادة تقسيمها على أسس طائفية وفقة خريطة الشرق الأوسط الأكبر، لكن في ظل إعلان الكثير من القوى المقاتلة ضد داعش في العراق بأنها سوف تنسحب من المعركة حال التدخل الأمريكي برياً، مع رفض القوى العظمى لهذه العملية من قبيل روسيا و الصين و إيران، ومع ما يعرف عن التنظيم من أساليب وحشية في القتال، هل يمكن أن يصوّر أوباما لشعبه أن هذه العملية ستكون مخاطرها كأي نسبة مخاطر في التدريبات الروتينية للجيش الأمريكية، ومن ثم هل يقوى قادة المارينز على الذهاب إلى حرب جربوها في افغانستان والعراق سابقاً، و أدركوا بأنهم فاشلون فيها ، أم إن التنظيم الذي أنشأته المخابرات الأمريكية ينتظر ساعة صفر أخرى ينهي مهمته فيها و ينتقل إلى منطقة أخرى من العالم..؟.