صفعة مجلجلة للعرب: بدعم مُكثّف من أمريكا وأوروبا الوكالة الذريّة للطاقة النوويّة ترفض مشروع قرار عربي ينتقد ترسانة إسرائيل النوويّة

صفعة مجلجلة للعرب: بدعم مُكثّف من أمريكا وأوروبا الوكالة الذريّة للطاقة النوويّة ترفض مشروع قرار عربي ينتقد ترسانة إسرائيل النوويّة

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٤

قال الموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) العبريّة، السبت، أنّ الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رفضت مشروع قرار عربًيا ينتقد إسرائيل بسبب ترسانتها النووية المفترضة، واعتبرت المصادر السياسيّة في تل أبيب هذا القرار بمثابة انتصار دبلوماسيّ لإسرائيل والدول الغربية التي تُعارض مثل هذا التحرّك، وفي مقدّمتها الولايات المُتحدّة الأمريكيّة. وقال مراسل الصحيفة للشؤون السياسيّة، باراك رافيد، إنّ المجموعة العربيّة طرحت على الاجتماع السنويّ للوكالة التي تضم 162 دولة مشروع قرار غير ملزم يدعو إسرائيل للانضمام إلى اتفاقية عالميّة لمناهضة الأسلحة النووية، وهو ما استهدف بشكلٍ جزئيٍّ التعبير عن إحباطهم لعدم التقدم تجاه إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكيّة، وصفتها بأنّها رفيعة المستوى، قولها إنّه في حال تبنّي القرار، فإنّه سيجلب نتائج عكسيّة. وأضافت المصادر عينها قائلةً، بحسب الصحيفة الإسرائيليّة، إنّه تمّ إحراز تقدم خلال المحادثات التمهيديّة خلال العام الماضي بشأن عقد مؤتمر لمناقشة إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وهو الاقتراح الذي قدّمته تل أبيب، ولكنّ أعضاء المجموعة العربيّة رفضوه بالمُطلق. وأشار الموقع الالكتروني لصحيفة (هآرتس) إلى أنّ 58 دولة صوتت، ضدّ مشروع القرار العربيّ، في حين أيدته 45 دولة، في نتيجة أكثر وضوحًا من تصويت مماثل اجري العام الماضي، الذي كان قد رفض الاقتراح العربيّ عينه، وامتنعت باقي الدول عن التصويت أوْ تغيبت. وتبرز مساعي الضغط المكثفة التي بذلها الجانبان مدى الأهمية الرمزيّة الجيواستراتيجية للقرار والانقسامات العميقة بشأن مسألة الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط، حيث انضمت بعض الدول العربية إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع في تنفيذ ضربات جويّة ضدّ مواقع تابعة لتنظيم “الدولة الإسلاميّة” في كلٍّ من العراق وسوريّة وأشار الموقع الإسرائيليّ، بحسب مصادر أجنبيّة، إلى أنّه يسود الاعتقاد بأنّ إسرائيل تمتلك الترسانة النوويّة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، وكثيرًا ما تكون موضع إدانة من جانب الدول العربيّة وإيران باعتبارها تمثل تهديدًا للأمن والسلم في المنطقة.
وإسرائيل هي الدولة الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط التي لم توقع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وأبدى مشروع قرار وزعته 18 دولة عربيّة في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية القلق بشأن القدرات النووية الإسرائيلية ويُطالب إسرائيل بالانضمام للمعاهدة ووضع كل منشآتها النووية تحت الضمانات الشاملة للوكالة.
ولفت الموقع أيضًا إلى أنّ إسرائيل هاجمت بشدّةٍ بالغةٍ الدول العربيّة بعد إحباط مشروع القرار، وقال بيان رسميّ صادر عن وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة إنّ الدول العربيّة تتحد فقط في الحلبة الدوليّة ضدّ إسرائيل، وأضاف البيان أنّه في أعقاب الفشل العربيّ الثاني على التوالي، تأمل إسرائيل في أنْ يفهم العرب عدم جدوى هذه الاقتراحات، ودعت المجموعة العربيّة إلى إجراء حوار مباشر مع إسرائيل، على حدّ تعبير البيان.
علاوة على ذلك، أوضحت المصادر في تل أبيب، أنّه في الأشهر الثلاثة الأخيرة، أطلقت وزارة الخارجيّة حملة عالميّة مُكثفّة لإحباط مشروع القرار العربيّ، كما أنّ جميع سفارات تل أبيب في العالم تجندّت لهذا الموضوع، وقام السفراء في أماكن خدمتهم بالاجتماع إلى صنّاع القرار في الدول وإقناعهم بالتصويت ضدّ القرار.
بالإضافة إلى ذلك، فقد عمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجيّة، أفيغدور ليبرمان، ووزير الأمن موشيه يعالون، خلال اتصالاتهم مع رؤساء الدول في العالم على إقناعهم بضرورة التصويت ضدّ مشروع القرار العربيّ. ونقل الموقع الالكترونيّ عن مصدر رفيع جدًا في وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة قوله إنّ الإدارة الأمريكيّة شاركت مشاركة فعالّة جدًا في إقناع الدول الأعضاء في المنظمة بالتصويت ضدّ القرار العربيّ، وكان موظفو الخارجيّة في واشنطن على تنسيق مع نظرائهم في تل أبيب، كما أنّ السفير الأمريكيّ في المنظمة، قام في الفترة الأخيرة، سويّةً مع السفير الإسرائيليّ بإجراء محادثات ماراثونيّة لإفشال مشروع القرار العربيّ، على حدّ قول المصدر الإسرائيليّ في الخارجيّة.