أمريكا تسعى لإعادة هيبتها من "داعش" وروائح عطور باريس لتخفيف رائحة الدم الداعشية!

أمريكا تسعى لإعادة هيبتها من "داعش" وروائح عطور باريس لتخفيف رائحة الدم الداعشية!

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٥ سبتمبر ٢٠١٤

الحرب على "داعش" بدأت من على الأراضي الفرنسية، علّ العطور الباريسية تخفف قليلاً من رائحة الدماء الداعشية.. المؤتمر بدأ بخطوات محسوبة من قبل الحليف الأمريكي لفرنسا، وفي هذا الوقت ما يثير الريبة تسارع الخطوات الدولية في وجه "داعش" وظهور المنقذ "الأمريكي" كحل وحيد، والجامع "السعودي" بعد تنازل تركيا عن مكانتها في الأزمة السورية كحل أخير.. فما الذي حصل؟
المشهد العام حول الحرب على "داعش" يمكن تلخيصه بالتالي:
انقسام إقليمي واضح بين أنقرة والرياض وعملية تبادل للأدوار يشكك في أنها محسوبة من أجل اقتسام المصالح فيما بينهما وحفاظاً على هدوء الرأي العام التركي.
غياب لافت لطهران وسط تصريحات غير منتهية من المسؤولين الإيرانيين تشكك في الغاية الأمريكية حول قتال "داعش" وتبين أهدافها الحقيقية.
وسط هذا كله، ثمة قرار مصري واضح  بعدم المشاركة ما لم يكن التحالف شاملاً في إشارة إلى ضرورة أن تضم أهدافه ضرب تنظيم "الإخوان المسلمين".
ومعه تظهر الدوحة فجأة على أنها الممتعضة من وجود "الإخوان" على أراضيها وتطلب من سبعة من قيادييه مغادرة البلاد.. فهل الأمر يعني تخلي عن الدعم الإخواني؟.
إلى الأردن التي لا تزال مرتبكة من قرار المشاركة في العمليات ضد "داعش"، والإعلان "الإسرائيلي" الواضح حول استعداد تل أبيب للتدخل فوراً في حال تهديد "داعش" للأردن.
من بعد استعراض كل المعطيات السابقة، يبدو أنّ عملية ما يسمى توزيع الأدوار للتحالف ضد "داعش" قد بدأت، وملامح رسم معالم سياسية وإقليمية ودولية جديدة على موعد مع إعلانها قريباً، وهو ما بدا واضحاً من خلال تصريحات رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، حين أكد أن العراق يرغب بإقامة علاقات جيدة مع الدول العربية والخليجية، مشيراً إلى أن دولة قطر غيرت موقفها تجاه العراق، في موقف يعكس تبدلاً في الخريطة الجديدة للعلاقات بين الدول الإقليمية في ظل التحضيرات للحرب الأميركية على "داعش"، وطبعاً هنا لا بد من الوقوف على مسألة مهمة جداً، تتعلق بالتطورات العسكرية في العراق، "فبين ليلة وضحاها تسيطر "داعش" على الموصل، وتتجه صوب الشمال الكردي، فكيف استطاعت التقدم وأنظار الرادارات والقواعد الأطلسية مفتوحة عليها، على ما يبدو فإنّ ما كن مطلوباً من خلال التحركات "الداعشية" خلال الأيام القليلة الماضية بث الرعب والقلق في نفوس العراقيين ومن يراقب الوضع في العراق، ومن ثم يظهر "المنقذ" الأمريكي، وهنا لا بد من زج حادثة ذبح صحافيين أميركيين ليزيد المشهد قتامة وقلقاً وخطراً، وبالتالي يكون لا بد إذاً من "منقذ" أميركي.
إلى الشمال قليلاً؛ حيث الموقف التركي المرتبك حيال الحرب "الداعشية"، فثمة تحليلات تقول إن تركيا تقف على الخط النهائي للسياسة الأميركية، وإلا كيف يستمرّ حزب العدالة والتنمية في الحكم على كتف النمو الاقتصادي الذي تتحكم بمفاتيحه واشنطن، وكيف لا تكون الدولة الوحيدة العضو في الأطلسي من جيران سوريا والعراق خارج الحلف الذي تقوده واشنطن في المجال الحيوي لتركيا؟.
طبعاً في السياق، تشير وسائل إعلامية إلى وجود وحدات عسكرية خاصة على الأراضي الأردنية والتركية في إطار استراتيجية الحرب على "داعش" التي وضعتها واشنطن وهذه الوحدات جاهزة للتحرك إذا ما طلب منها ذلك.. وبالتالي يكون مبرراً السكون التركي والأردني حول الحرب القادمة على "داعش"!
أما في الدوحة، الممول الأول والاهم لـ"داعش"، فتأتي خطوتها بطرد قادة من "الإخوان" لتؤكد وجود ضغط أميركي سعودي في محاولة لاسترضاء القاهرة وتشجيعها على المشاركة في التحالف، كما كان لافتاً، من الدوحة نفسها، حديث الشيخ يوسف القرضاوي، الداعية الإسلامي الذي يعتبر الأب الروحي لجماعة "الإخوان المسلمين"، الذي قال:" أنا أختلف مع داعش تماماً في الفكر والوسيلة، لكني لا أقبل أبداً أن تكون من تحاربهم أميركا التي لا تحركها قيم الإسلام بل مصالحها وإن سفكت الدماء".. "خير تصريح من خير داعية"!!.
وسط هذا كله، لا تزال "إسرائيل" بعد حرب غزة كسيحة غير صالحة للحروب على رغم كثرة الادّعاءات، ووسط الحرب المزمع عقدها تبدو هادئة ساكنة، لكن، أغلب الظن، أنّ ملتهية بالحرب الدائرة على حدودها، وبتعاونها مع المليشيات المسلحة التي تقاتل في سوريا، ليكون مبرر كل ما يجري أنّ سوريا التي تتعافى بقوة جيشها وصمود شعبها أقوى من كل تلك الحروب التي تقام بشكل وهمي.. وبالتالي يبقى الهدف الذي تسعى واشنطن من خلاله في حربها الجديدة محاولتها إعادة هيبتها المفقودة.. علّ العطر الفرنسي الجديدة يمحو من آثار رائحة الدم "الداعشية"!!.