بالتفاصيل: ماذا يُحضّر أمريكياً في عمّان لصد تمدّد «داعش» سوريــاً..؟

بالتفاصيل: ماذا يُحضّر أمريكياً في عمّان لصد تمدّد «داعش» سوريــاً..؟

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١ سبتمبر ٢٠١٤

تنشط الإستخبارات الامريكية في هذه الفترة بالبحث عن السبل الاهلة لايقاف تمدّد تنظيم “داعش” في سوريـا نحو دول الجوار التي تُعتبر عمقاً إستراتيجياً أمريكياً. تغيير قواعد الإشتباك مع تنظيم “داعش” بدأ عندما لامس الأخير حدود أربيل في كردستان العراق التي تعتبر حقلاً إستراتيجياً أمريكياً ذات مصلحة عميقة ترى فيه واشنطن قاعدة رئيسية في المنطقة لا بد من حمايتها. من هناك، بدأ زمن كسر الجليد بين الطرفين.
كسر “داعش” للخطوط الحمر الموضوعة أمريكياً غيّر من قواعد إشتباك واشنطن وأدخلها عميقاً في اللعبة. ذهبت إدارة أوباما السياسية والعسكرية بعيداً في اللعبة من قرارها توجيه ضربات جوية للتنظيم في العراق ما أدخلها في حالة حرب غير معلنة بعد معه، وزادت من الشحن السياسي والعسكري في المنطقة.
تتوارد أنباء بشكل دوري مبنية على معطيات إستخباراتية حول نيّة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بالتمدّد نحو مناطق تضعها الولايات المتحدة تحت خانة “الخط الأحمر”، فهي بذلت الكثير من العناء من أجل ان تضع بساطها وبوصلتها في هذه الدول. في قائمة الدول المُهدّدة بالغزو الداعشي “الاردن والكويت”، وليس بعيداً السعودية التي إستشعر ملكها اللهب القادم مستبقاً ذلك بجملة من القرارات التي تصل حد الإعدام لمن يشارك في القتال مع هذا التنظيم المُشكّل بغالبية من السعوديين.
إستشعار الخطر من قبل العاهل السعودي تبعه إستشعاراً للخطر من قبل الإدارة الأمريكية التي وصف رئيسها أوباما “داعش” بـ “الوباء”، هذا الوباء يدفعه إلى إبتكار مضادات حيوية للوقوف في وجهه منعاً للتشظي نحو الغرب، الخوف الذي عُبّر عنه غربياً عن لسان العاهل السعودي ايضاً الذي حذّر من تمدد التنظيم نحو “اوروبا و أمريكا”.
وسط كل ذلك تُعوّل الإدارة الأمريكية على ما تسمى “المعارضة المعتدلة” المسلحة في سوريا المتمثلة بعدة كتائب ومجموعات عسكرية أبرزها “الجيش الحر” ومن يدور في فلكه من تشكيلات منها “حركة حازم” مثلاً، وحركة “ثوار سوريا” بالاضافة إلى جناح “هيئة الأركان” في الجيش الحر، والشق الاخر المُسيّر من قبل المنشق “رياض الاسعد”. تُحاول الادارة الأمريكية جمع هؤلاء على مائدة “قتال داعش”. إقليمياً، تسعى إلى تشكيل حلف أضاد عسكري يضم “إيران وسوريا والعراق”، إلى جانب “السعودية والاردن” يهدف للوقوف أمام التمدّد الداعشي بدعم أمريكي. لهذه الحلف “التسوية” أثمان تُدفع بالسياسة لعل أبرزها إتخاذ موقف واضح، مغاير، ومستجد من النظام في دمشق كما إتخاذ خطوات جريئة فيما خصّ الموقف من الجمهورية الإسلامية لتُعبّد الطريق نحو أي حلف من هذا القبيل، فالطريق طويلة لكن خطر داعش قريب، وأقصر الطرق هي التنازل من أجل الحفاظ على المصالح والمكتسبات.
الأردن تعيش الخطر الداعشي والنار والمقتربة من الحدود العراقية و السورية. باتت عمّان أكثر من ذي قبل قاعدة عسكرية أمريكية، تحاول إيجاد السُبل لوقف التقدّم الداعشي وتكوين قناة تنسيق دائمة مع ما تسمى “المعارضة المعتدلة”. ولهذا الغرض، علمت “الحدث نيوز” من مصدر واسع الإطلاع في عمّان، ان الإستخبارات الأمريكية أرسلت في الأسبوع الماضي نخبة من الضبّاط والخبراء العسكريون بالاضافة إلى مجموعة مهمتها تقييم الأحداث على الحدود الاردنية مع سوريا والعراق وتحليلها إستخباراتياً وإستخراج الخلاصات الهامة منها.
ويشير المصدر ان “الهدف من هذه المجموعة التي قيل أنها من أعلى المجموعات الأمنية الأمريكية التي تصل عمّان هي دراسة حركة تنظيم “داعش” نحو الحدود الأردنية ودراسة السبل الكفيلة لصد اي تقدم إستخباراتياً عبر إستقابه”.
ويكشف المصدر لـ “الحدث نيوز”، انّ المجموعة الأمنية الأمريكية وصلت قبل أسبوع وإتخذت من فندق “فور سيزونز – عمّان” قاعدة لها، وإنضم لهم مستشارون وضباط في السفارة الأمريكية في عمان يمتلكون تقارير إستخباراتية حول نشاط التنظيم قرب الحدود مع الأردن. ووضعت المجموعة الأمنية توصية بالتنسيق مع “المعارضة المعتدلة” في سوريا والتي تمتلك أرضية مسلحة في جنوب البلاد خصوصاً منطقتي “درعا” و “القنيطرة” اللتان تشهدان نشاطاً “قاعدياً” عالياً في الفترة الأخيرة.
المصدر يوضح عن معلومات تواردت من مصادر متقاطعة تتحدث عن إجتماع حصل في قاعدة عسكرية أمريكية في الأردن، قريبة من الحدود مع سوريا، مع ممثلين عن الجيش الحر عبر قادة ميدانيون في الجنوب السوري زودوا المجموعة الأمنية الأمريكية بمعلومات حول نشاط “داعش” في المنطقة، وزودت الأخيرة هؤلاء بمعلومات “قيمة” وتبادل أفكار حول سبل صد التنظيم عسكرياً في الجنوب السوري بدعم أمريكي كامل. وترى مصادر أخرى على إطلاع، انّ الولايات المتحدة تسعى لإقناع وزارة الدفاع كما الدول الغربية من جدوى دعم الجيش الحر بأسلحة حربية “متطورة” في أجل قتاله “داعش”.
المنطقة على صفيح ساخن إذاً مع إستشعار الولايات المتحدة والسعودية الخطر القادم. لبنان في عين العاصفة وليس بعيداً عن سيناريوهات “داعش”، فكما حلم المنفذ البحري يراود التنظيم أردنياً، يراوده ذلك لبنانياً.. بل أكثر.