برسم الدولة اللبنانية

برسم الدولة اللبنانية

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

المتكونة من ثمانية عشر طائفة، وعشرات الأحزاب المعروفة وغيرها ترسم ميليشياتها العلنية والخفية وحركاتها الظاهرة والمختبئة، وإلى جيشها العتيد وأمنها العام والخاص، إلى كل معني بلبنان، إلى كل لبناني تجاور مع السوري بعد أن قام لبنان الكبير في عام 1920، وبطلب من البطريرك (الحويك) ورئيس بلدية متصرفية بيروت والجبل (الداعوق) اللذين قاما باستدعاء الجنرال غورو الذي رسم حدود لبنان الكبير، وفصل لبنان عن سورية، إلى كل هؤلاء أتجه مذكراً بأنّ السوريين لم يكونوا إلا حاضنة كبيرة وآمنة ومؤمنة لكم، أنتم أيُّها اللبنانيون فتحت سورية ذراعيها وصدرها وقلبها، وكنتم ساكني جغرافيتها ومتجولين عليها تصطادون خيرها، منحتكم ذخيرتها ورغيف خبزها وثومها وبصلها وعدسها ولحم أكتافكم من خيرها، قدّمت لكم في السراء والضراء، أثناء الرخاء وأثناء حلول أزماتكم حاضنة أمينة وراقية، وقدّمت للبنان الكبير ما لم تقدمه أجيال غورو وعرب الخليج، فالحياة الاقتصادية ما كانت لتكون دون قوة وقيمة الاقتصاد السوري الذي أحيا الاقتصاد اللبناني، وحافظ عليكم كدولة مجتمعين وفرادى، من باب التذكير فقط، إنّ أهم البنوك اللبنانية أنشأها السوريون، ومازال الكثير منها يمتلكه أبناؤها إن كنتم تعلمون أو لا تعلمون.
أيُّها اللبنانيون، العربي الخليجي والأجنبي الأوروأميركي وحتى الصهيوني يزوركم موسمياً فقط لشهر أو اثنين على أبعد تقدير، أما ترابطكم مع السوري فهو دائم، وضمن الحقائق التي يعترف بها القاصي والداني، إلا أنتم، يعتبر السوري هو المشغل الرئيس لكامل الفعاليات اللبنانية ولبناها التحتية والفوقية طبعاً، لا تستطيعون الحياة دون جناح يغطيكم ويحميكم، فنحن من يعرفكم جيداً، ولتعلموا أنّ من ينفق في لبنان وعلى الرغم من تسول الحكومات اللبنانية المتعاقبة هم السوريون، والحقيقة الصارمة تقول لولا السوري لانتهى لبنان.
مرة ثانية العالم برمته يعلم أنّكم جنسية بلا هوية، تدخلون دوله بجواز سفركم، وأنتم تعلمون ماذا أقصد حينما أشير إلى هذا، أما السوريون فهويتهم وجنسيتهم ملحمة تاريخية لا انفصال لها، ما دعاني لهذا التذكير هو معاملتكم لأفراد شعبنا السوري الأبي على حدودكم البرية، وفي المرافئ الجوية والبحرية، وشهد القاصي والداني على أنّ أسوأ معاملة تقومون بها وتقدمونها هي للسوريين، وهذا أثبته الكثيرون وشهدوا على ذلك بالصور الموثقة وتسجيلات قمنا بها من ضباطكم وعناصركم، وللأسف، القادمين من كل طوائفكم، وأننا نذكر بالكيفية التي يقوم بها الأمن العام اللبناني ضمن ما ذكرناه بشتمهم وضربهم ونعتهم بأسوأ الصفات، كنا مجموعة على الحدود وتحاورنا مع ضباط في الأمن العام وقلنا لهم هل هكذا هي أخلاقكم، فكانوا يجيبون أنّ هذا توجيه، تابعناهم من يوجهكم لنشير إليه صراحة، يهربون من سؤالنا مشيرين إلى عناصرهم بأن يضعوا على جوازات سفرنا منع دخول إلى لبنان، نحن سوريون، قلنا لهم افعلوا ما تشاؤون نحن نؤمن بهويتنا وجنسيتنا، وإن اضطرتنا الظروف أن تكونوا لنا بلد مرور أو عبور أو حتى لجوء للبعض من أطيافنا فإنّنا نعلمكم بأنّ الحياة تمتلك الدين والوفاء، وما تفعلونه الآن سترونه غداً، إنْ آجلاً أو عاجلاً، ليس منّا لأنّ أخلاقنا لا تسمح لنا بأن نعاملكم بالمثل، وبحكم أنّ لنا كرامة لا تمتلكونها لا أنتم ولا أي عربي، وإن جار الزمان علينا قليلاً فإنّ الزمان لنا، وربما كي تتعلموا وتدركوا ما الذي يحصل وإنّ غداً لناظره قريب.
مرة ثانية، أجل، نحن نصوّر تصرفاتكم ودوناها ونوثّق معاملتكم ومن جميعكم، نعدكم بأنّ ما أحاق بنا سيحيق بكم ملياً، ودققوا عميقاً، فنحن لا ننسى كيف كنتم تعلمون أطفالكم ضرب أطفال السوريين، وعلى الشاشة العربية والعالمية شهد العالم أجمع على ذلك، وكيف خرجت مقدمة برامج لبنانية تعمل في إحدى المحطات العربية لتقول أيّها اللبنانيون عليكم قتل جميع السوريين، ومنه نصل مرة ثانية وثالثة إلى معاملتكم التي ذكرنها، ونحن نسير إلى اتهامكم عالمياً جهاراً نهاراً بالإساءة لجميعنا نحن السوريين، اسألوا فنادقكم ومنازلكم المؤجرة ومصارفكم وأسواقكم ومطاعمكم من ينفق في لبنان، إنّكم تعيشون عالة على السوريين، ورغم كل هذا تتسولون علينا من الخليج إلى أوروبا وأميركا، سنكتفي في هذه المرة بهذا فإنْ لم تنتبهوا لأفعالكم ستكون لنا جولات معكم، نتحدث فيها عن ما يرعبكم، ويهز ثقتكم بأنفسكم أولاً، والعالم بكم ثانيا، هذا غيض من فيض ندعه برسم الدولة اللبنانية، علماً أنّنا قدمنا خطاباً للخارجية السورية حول شأنكم. فإذا كانت القيادة السورية تمتلك قيماً عربية لا أعرابية وأخلاقها كريمة، علمنا أنّها وجهت رسالة تنبهكم حول هذه المعاملة، فإنّنا من خلالها أيضاً ننبهكم، فانتبهوا وافهموا أيّها اللبنانيون ماذا نقصد، ولنا لقاء معكم.
برسم دولة لبنان الكبير