أوروبا تدور في حلقة مفرغة.. دمشق حاجة ماسة للجميع ولكن

أوروبا تدور في حلقة مفرغة.. دمشق حاجة ماسة للجميع ولكن

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٥ يوليو ٢٠١٤

يجهد الأوروبيون في جلد ذاتهم والمكابرة على الحقائق، يتداعون لاجتماعاتهم الارستقراطية، يلتفون حول الموائد يكثر النقاش ويعلو ناقوس الخطر لديهم، لا بد من التعاون بين أوروبا والناتو من أجل مكافحة الإرهاب ومنع المرتزقة من التوجه إلى سوريا والعراق وليبيا.
بالتأكيد ذلك ليس حباً بتلك البلدان أو حرصاً على أمنها، لكن الخوف من تمدد الإرهاب وعودة هؤلاء إلى بلدانهم جعل الأوروبيين متأكدين من أن عواصمهم ستكون إزاء كارثة كتلك التي ضربت الأنفاق في بريطانيا أو برجي التجارة في أمريكا.
 لقد دعا وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لتعزيز الإجراءات لمنع توجه المرتزقة من الدول الأوروبية إلى سوريا والعراق وغيرهما من المناطق الساخنة، من جانبه صرح وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي بأن "ألفي عام من تاريخ المسيحية في الموصل انتهت جراء ممارسات المتشددين الدينيين" .
 كيف سيكون ذلك التنسيق؟، وهل يمكن أن يتم دون التواصل مع البلدان التي يتجه إليها المرتزقة؟ هل تعني تصريحات وزير الخارجية البلجيكي بأن هناك تمهيداً لوضع مشروع قرار يطلب من كافة أعضاء الاتحاد الأوروبي من إعادة التواصل مع دمشق؟، وهل سترضى الأخيرة بذلك التواصل فقط كرمى لعيني أوروبا الخضراوين؟،
 ألن يكون هناك مطالب مقابلة من دمشق أو بغداد لمكافحة هذا الإرهاب؟، و ماذا عن الأنظمة التي اتُهمت سابقاً بشحذ "الجهاديين" وتعبئتهم عقائدياً ثم شحنهم عبر الحدود إلى سوريا والعراق من أجل أن يكونوا أداة قتل؟، هل ستقوم أوروبا بالتوجه لتلك الأنظمة لا سيما السعودية من أجل وقف فتاواها ومالها اللذين كانا حجر أساس في وصول مرتزقة العالم إلى سوريا مثلاً؟.
 وفي ذات الوقت كيف ستلجأ أوروبا بطلب إعادة التواصل مع دمشق والاتحاد الأوروبي كان قد فرض مؤخراً عقوبات جديدة على شخصيات وكيانات سوريا، وهل سيكون رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا هو الثمن مقابل موافقة دمشق على التعاون مع أوروبا على مكافحة موسم الهجرة "الجهادي" من الدول الأجنبية؟.
 أوروبا تدور في حلقة مفرغة، هي تعلم بأنه من المستحيل التعاون في مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط ووأده في هذه المنطقة الساخنة دون التعاون من حكومات الدول في هذه المنطقة كسورية والعراق، الحاجة لدمشق تترسخ يوماً بعد يوم فهل سيذعن الأوروبيون لصوت المنطق ومصلحة أمنهم القومي أم سيستمرون في نرجسيتهم المقيتة.