الاحتجاجات في أمريكا تثير توتر الـ FBI الذي يستبعد حوادث مشابهة لحوادث لندن

الاحتجاجات في أمريكا تثير توتر الـ FBI الذي يستبعد حوادث مشابهة لحوادث لندن

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٥ أكتوبر ٢٠١١

دخلت حملة الاحتجاجات الشعبية الأميركية ضد سيطرة المصارف والشركات الكبرى على الاقتصاد الاميركي أمس، يومها الثامن عشر فيما تواصل امتدادها من مركزها الاساسي في «وول ستريت» في نيويورك إلى عدد من المدن الأميركية الأخرى حيث يقوم المتظاهرون بالتوجه إلى أماكن ترمز الى السلطات المالية كمباني الاحتياط الفدرالي.
وتشير التوقعات إلى أن التظاهرات التي انطلقت من مبادرة «احتلوا وول ستريت» ستتواصل خلال الأسبوع الحالي مع عقد العديد من المجموعات المشاركة في الاحتجاجات في أنحاء أميركا اجتماعات تنظيمية يتم خلالها بث المطالب والرؤى عبر مواقع الانترنت.
وفي نيويورك، قام مئات المتظاهرين أمس الاول بالتنكر بزي «زومبي الشركات»، ولونوا وجوههم
بالأبيض حاملين بأيديهم دولارات مزيفة وماشين كما يمشي «الزومبي» أمام مقر بورصة نيويورك، في إشارة إلى عطش المصرفيين للأرباح. أما في شيكاغو فقرع المتظاهرون الطبول أمام المركز المالي في المدينة. وفي بوسطن وسانت لويس وكنساس ولوس انجلس، نصب المتظاهرون الخيم ورفعوا شعاراتهم المطالبة بفرض الضرائب على الأغنياء ووقف الحروب.
ويقول المهندس المعلوماتي جايسون كاونتس من مدينة سانت لويس «نشعر بأن السلطة في واشنطن قد تم تقويضها من قبل وول ستريت»، واضاف «نريد صوتا، وصوتنا قد تم القضاء عليه تدريجا».
وبعد حملة اعتقالات طاولت المئات من المتظاهرين في نيويورك بالدرجة الاولى، قال المتحدث باسم مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) في نيويورك تيم فلانيلي «عند هذه النقطة، لا نتوقع أي احتجاجات على نطاق أوسع، لكن إذا حدث ذلك فسنستخدم مع الشرطة كل امكانياتنا الضرورية للسيطرة على تطور الامور». واستبعد فلانيلي أن تتحول الاحتجاجات الأميركية إلى اعمال عنف شبيهة بما حصل في لندن الشهر الماضي، لكنه أكد أن الـ«اف بي آي» تراقب الوضع وسترد بالطريقة المناسبة».
وتقول الناشطة ويلجاغو كوك التي اتت من كاليفورنيا إلى نيويورك للمشاركة في الاحتجاجات إنها صدمت لرؤية عنف الشرطة وقالت «كشف عنف الشرطة لم يكن ضمن اهدافي، لكن ما حصل أظهر لي هذه الحقيقة»، متعهدة بأن تبقى في نيويورك «ما بقي ذلك مفيدا».
ورفع سائقو باصات النقل العام في نيويورك دعوى قضائية ضد شرطة نيويورك لأنها صادرت آلياتهم أمس الاول وأجبرتهم على التوجه إلى جسر بروكلين لنقل الناشطين المعتقلين. وقال رئيس نقابة عمال النقل جون صامويلسون «نحن ندعم هؤلاء المحتجين. ندعم فكرة أن الأغنياء لا يدفعون الحصة المطلوبة منهم»، وأضاف «لن نقبل الضغط على سائقينا للمشاركة في اعتقال أي متظاهر أينما كان».
وفي بوسطن قام مئات المتظاهرين مساء أمس الاول، بالتوجه إلى مركز المدينة للدعوة إلى انهاء تأثير الشركات على الحكومة. وقالت الطالبة في جامعة «هارفرد» ماريسا انغرستورم «نظامنا الأميركي الجميل قد تم تدميره بسبب تأثير المصارف والمؤسسات الكبرى، ما جعل التعبير مستحيلا على الشعب». ورفع المتظاهرون في بوسطن شعارات «قاتلوا الاغنياء، ولا تقاتلوا في حروبهم»، و«الحاجة البشرية لا جشع الشركات».
وأعرب المفكر الاميركي نعوم تشومسكي عن دعمه حركة الاحتجاجات. كما توجه في شريط مصور خاص إلى المتظاهرين في بوسطن، بقوله إن «البلاد تحتاج بشكل ملح إلى احتجاجات كهذه، إضافة إلى طرح أفكار جديدة تمكن من التنظيم للعمل على تغيير الطريقة التي تدار فيها شؤون البلاد والعالم بشكل عام»، مؤكدا أن الاحتجاجات قد «تغير المعادلة بشكل جذري في البلاد».