الرياض وترامب.. تحالفٌ جديدٌ ضدّ "عدوٍّ داخليّ"

الرياض وترامب.. تحالفٌ جديدٌ ضدّ "عدوٍّ داخليّ"

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٨ ديسمبر ٢٠١٨

 لم تكن مواقفُ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب على خلفيّةِ مقتل الصحفيّ جمال الخاشقجي مؤشّراً على تغيّرٍ في سياسته تجاه الرياض، الرجلُ كان واضحاً حين قال: "نحنُ حريصون على حلفنا مع المملكة"، لِمَ لا فالسعوديّةُ دجاجةٌ تبيضُ ذهباً بالنسبة لترامب على حدّ تعبيرِ أحد المتابعين.
تفاءَل بعض المعارضين للمحورِ السعوديّ عند صدورِ مواقفَ أمريكيّةٍ تلت اغتيال الخاشقجي، عاش هؤلاء ترفَ الحلمِ بأنَّ واشنطن قرّرت التخلّي عن السلطة السعوديّة الحاكمة، الأمرُ ليس كذلك، ولن يكون حاليّاً يقولُ متابعُ آخر.
موقف ترامب من السعوديةِ ألقى بثقلِهِ على الداخلِ الأمريكيّ، وبالأخصِّ مجلس الشيوخ الأمريكيّ، استغلَّ الديمقراطيّونَ كلّ الإشكاليّاتِ في سياسة ترامب وعلاقاته الخارجيّة، ففي منطقة الشرق الأوسط، وأعلنوا عن مشروعِ قرارٍ يُحمّلُ الرياض مسؤوليّةَ مقتل الخاشقجي، ويحذّرها في الوقت ذاته من شراءِ الأسلحةِ الروسيّة، فضلاً عن قرارِه بوجوبِ وقف دعم أمريكا للتحالفِ السعوديّ على اليمن.
هذه القرارات أشعلت نيران الغضبَ في البلاط الملكيّ السعوديّ، إذ استنكرت السعوديّة الموقفَ الذي صدرَ مؤخراً من مجلس الشيوخ.
وصرّح مصدرٌ مسؤولٌ في وزارةِ الخارجيّة أنَّ موقفَ مجلس الشيوخ الذي بُنِيَ على ادّعاءاتٍ واتّهاماتٍ لا أساسَ لها من الصحّة، ويتضمّن تدخّلاً سافراً في شؤونِها الداخليّة، ويطالُ دور المملكة على الصعيدين الإقليميّ والدوليّ، متابعاً أنَّ المملكةَ إذْ تؤكّدُ حرصها على استمرارِ وتطوير العلاقات مع الولايات المتّحدة الأمريكيّة، فإنّها تُبدي استغرَابها من مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسّسةٍ معتبرة في دولةٍ حليفةٍ وصديقة، وختمَ المصدرُ أنَّ بلادَهُ تؤكّدُ رفضها التام لأيّ تدخّلٍ في شؤونِها الداخليّة أو التعرّض لقيادتها أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها وتُؤكّدُ أيضاً أنَّ مثل هذا الموقف لن يُؤثّر على دورِها في محيطها الإقليميّ وفي العالمين العربيّ والإسلاميّ وعلى الصعيدِ الدولي.
ما لفت في ردِّ المصدرِ السعوديّ هو تلويحه بورقةِ النّفطِ عندما قال: تتمتّعُ المملكةُ بدورٍ قياديٍّ في استقرارِ الاقتصادِ الدوليّ من خلالِ الحفاظِ على توازنِ أسواقِ الطاقة على نحوٍ يخدمُ مصالحَ المنتجِين والمستهلكِين على حدٍّ سواء.
فيما يرى متابعونَ أنَّ الرياض باتت حليفةَ دونالد ترامب ليس في معاركِهِ الخارجيّة بالشرقِ الأوسط ومناطق أُخرى فقط؛ بل أيضاً حليفته ضدَّ خصومِهِ في الدّاخلِ الأمريكيّ، ويُشيرُ هؤلاء إلى أنَّ موقفَ مجلس الشيوخِ الأمريكيّ سيقوّي من العلاقةِ بين إدارةِ ترامب والمملكة.
بدورِهِ يقولُ أحدُ المراقبين: "إنَّ العلاقاتِ السعوديّة ـ الأمريكيّة قد تشهدُ تدهوراً كبيراً في حالةٍ واحدةٍ فقط هي إسقاطُ الثقةِ عن ترامب ونجاح الديمقراطيّينَ ومنهم مجلس الشيوخ بتحقيقِ أجندتِهم السياسيّة، وما عدى ذلك سيكونُ مجرّد حِراكٍ ونشاطٍ أمريكيّ داخلي.