عون: علينا التعامل مع الحكومة السورية الموجودة ولا خيار آخر لدينا

عون: علينا التعامل مع الحكومة السورية الموجودة ولا خيار آخر لدينا

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٨ أبريل ٢٠١٨

دعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى التعامل مع الحكومة السورية الحالية باعتبار الرئيس بشار الأسد رئيسا لبلاده وليس هناك ممثل آخر لسورية.

وقال عون، في مقابلة مطولة مع التلفزيون الفرنسي، نقلها حسابه الرسمي على "تويتر"، إن "الأسد هو حاليا رئيس لبلاده، وعلينا التعامل مع الحكومة الموجودة ولا خيار آخر لدينا، والعلاقات اللبنانية-السورية محدودة في الوقت الراهن، لكن طالما أن الرئيس الأسد باق في السلطة، فنحن نعترف به إذ ليس هناك من ممثل آخر لسورية".

وأضاف عون "ما يحصل في الداخل السوري هو شأن سوري، وطالما الشعب السوري لم يرفضه ولم يتم التغلب عليه عسكريا، فمن الأفضل التفاوض من أجل حل النزاع وليس اللجوء إلى الحرب التي أثبتت إنها لم تقدم أي حل، بل تم تحرير أراض كثيرة من سورية".

وتعد هذه التصريحات الأولى من نوعها التي تخرج عن مسؤول لبناني رفيع يدعو فيها للتعامل مع الحكومة السورية منذ بدء الأزمة في سورية قبل 7 سنوات.

وحول دور حزب الله في سورية، قال عون "انخراط حزب الله في الحرب السورية أتى بعد أن تحولت هذه الحرب إلى إقليمية اشترك فيها 84 بلدا، ومن الطبيعي أن يعود الحزب إلى لبنان قريبا بعد انتهاء الحرب"، متابعا "لا أرغب في أن أدافع، بل أن أوضح المشكلة في الشرق الأوسط، وسيتم إحلال السلام في سورية بعد أن تقلص تواجد الإرهابيين هناك إلى جيوب صغيرة، وحين يكون المرء بعيدا عن الحرب وتداعياتها فإنه يقارب المسألة من وجهة نظر مختلفة عن الذي يعاني منها ومن نتائجها بشكل مباشر".

وقال عون إن لبنان "شهد تدفقا لعدد كبير من الإرهابيين ولاسيما إلى مناطقه الشمالية، إلا أن الجيش اللبناني انتصر عليهم ونعيش حاليا في ظل الأمن والاستقرار"، متابعا "الإرهابيون من تنظيم داعش وغيره، كانوا يتسللون إلى شمال لبنان كما احتلوا مناطق في شرقه، وهناك حصلت مواجهات عسكرية مع حزب الله وبعدها تطورت الحرب أخذت منحى إرهابيا صرفا، عانى منه اللبنانيون على غرار الحرب التي شهدناها في الموصل في العراق ومناطق أخرى".

وأضاف عون "السلطة في لبنان تمارس سيادتها على الأراضي اللبنانية بشكل تام ومن دون أي تدخل من حزب الله، كما إنه لم يبادر لمهاجمة إسرائيل، وبالتالي فهو يلتزم بالاستقرار والسلام في لبنان"، متابعا "حزب الله ليس حليفا ثقيلا، وأفراده هم لبنانيون يعيشون في قراهم على الحدود مع إسرائيل للدفاع عنها وعن لبنان، ولم يهاجموا أبدا إسرائيل بل حرروا جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي. وهذا هو السبب الذي كان وراء نشوء المقاومة ضد إسرائيل والمسماة حزب الله".

ولفت الرئيس اللبناني إلى أنه "لا أحد في لبنان يعتدي على إسرائيل، بل إسرائيل هي التي تعتدي على لبنان طيلة الوقت، وقد شنت عددا من الحروب على بلدنا، إن كان في العام 1993، أو في العام 1996، أو في العام 2006"، متابعا "الجيش اللبناني دافع عن الحدود اللبنانية، والتف حوله المواطنون لأن أهالي وسكان المناطق الحدودية كانوا يعيشون في خوف دائم بسبب ما شاهدوه من مآس وويلات حصلت في دول أخرى على يد الإرهابيين، وهذا أدى إلى حماية هذه المناطق".

وقال عون "هناك حلول شرعية وقانونية للنزاع مع إسرائيل عبر القوانين البحرية وتلك المتعلقة بالحقوق في الموارد الطبيعية، وإلزام احترامها، وفي حال تبين وجود مناطق مشتركة، فيتم الاحتكام إلى القوانين التي ترعى هذه الحالات، وهي قواعد معروفة في كل العالم".

وحول الأحداث التي جرت قبيل استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، قال الرئيس اللبناني "ما حصل مع الرئيس الحريري في السعودية سابقا، يخالف القوانين الدولية التي تحمي الأشخاص الذين يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية والدولية كرؤساء الجمهورية ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية والسفراء وغيرهم، وأنا استندت على هذه القوانين للدفاع عن رئيس حكومة لبنان"، لافتا "توحد اللبنانيين ضد ما حدث منع تحقيق الفوضى في لبنان، أدى إلى تقوية الشعور الوطني لديهم، وعدم القبول بالتدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية".

ولفت عون إلى أن "مساهمة السعودية في مؤتمر سيدر الاقتصادي، إشارة إلى التقارب بين البلدين والمملكة هي دولة صديقة للبنان، وأن ما حصل بين البلدين منذ فترة كان عرضيا".

وحول الإجراءات التي اتخذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمحاربة الفساد وحجز بعض المتهمين ومطالبتهم بإعادة الأموال، قال عون "محاربة الفساد في لبنان لا يمكن أن تتم بهذه الطريقة، إذ يجب أولا معرفة كيف حصلت عملية الفساد والحصول على أدلة حول ذلك، ومن ثم إجراء التحقيقات اللازمة".

وعن موقف لبنان من القرار الأمريكي إزاء القدس، قال عون "قرار الرئيس ترامب يشكل بداية للتخلي الأمريكي عن القدس، وهو أعطاها بمثابة هدية للإسرائيليين مع العلم أنه لا يملك الحق بذلك، ما يشكل اعتداء على الحقوق الدولية، وضربا للقرارات الدولية"، متابعا "حقوق الفلسطينيين هي عودتهم إلى أرضهم والعيش الكريم في وطنهم لاسيما أن حق العودة مكرس دوليا".

وأعرب الرئيس اللبناني عن قلق اللبنانيين من اندلاع حرب في بلادهم، قائلا "لا أعتقد أن اللبنانيين يعيشون مرحلة خوف من عودة الحرب، فهناك قلق من أن تأتي الحرب من الخارج وليس من الداخل".

وحول المشهد السياسي في لبنان، قال عون إن "تجديد مجلس النواب سيحصل بالفعل لأن القانون الانتخابي الجديد يسمح للجميع، أقلية وأكثرية، بالتمثل في الندوة البرلمانية، وهذا ما سيتيح وجود أشخاص في المجلس يدافعون عن حقوق الشعب، ويحققون التغيير".

وأضاف عون "الخبرة التي بات اللبنانيون يتمتعون بها، إضافة إلى الإرادة الراسخة لديهم وتوافقهم على ألا يؤثر النزاع السوري على الاستقرار اللبناني، كانت أساس النجاح اللبناني، وحتى التصريحات النارية التي صدرت لم تخرق التوافق اللبناني".

ومن المقرر أن تجري الانتخابات النيابية في لبنان في 6 أيار/ مايو المقبل.