السعودية تحشد قبائل يام وآل حثلين لإسقاط نظام الحكم في قطر

السعودية تحشد قبائل يام وآل حثلين لإسقاط نظام الحكم في قطر

أخبار عربية ودولية

السبت، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧

في سابقة تاريخية ومشهد يشابه أيام الحروب القبلية والجاهلية، احتشد مساء الجمعة أكثر من 120 ألف من مواطني السعودية المنتمين لقبائل يام وآل حثلين "العجمان" وسط وادي العجمان في صحراء النعيرية الواقعة شرق شمال المملكة.

تحت خيام حديثة ضخمة جداً مُجهزة بأحدث أجهزة التكييف والإضاءة ومكبرات الصوت، أُعدت خصيصاً لهذه المناسبة، احتشد الآلاف تلبية للدعوة التي وجهها الشيخ فهد بن فلاح آل حثلين خال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالنيابة عن قبيلة العجمان إلى جميع قبائل يام في نجران جنوب السعودية وجميع دول الخليج لحضور حفل يقام على شرف الشيخ طالب بن شريم آل مُرّة, شيخ وزعيم قبائل آل مُرّة في السعودية والخليج.

ويأتي حفل التكريم بعد تجريد زعيم آل مُرّة من جنسيته القطرية المزدوجة بمعية أكثر من 5600 من العوائل المنتمين للقبيلة وطردهم لداخل الحدود السعودية في شهر رمضان الماضي, في أعقاب تفاقم الخلاف السعودي القطري بذريعة وجود إتفاقيات سابقة بين الحكومتين القطرية والسعودية تجيز للسلطات القطرية إسقاط الجنسيات المزدوجة لأفراد قبيلة آل مُرّة، الاتفاق الذي جرى توقيعه في العام 2010 بعد تدخل شخصي من الملك الراحل عبداللة بن عبدالعزيز في سياق إنهاء الخلاف السعودي القطري وإعادة عوائل المتورطين في المحاولة الإنقلابية التي استهدفت الشيخ القطري السابق حمد بن خليفه آل ثاني بدعم من حكومة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز في عام 1996، بعد أن تم تحديد جنسياتهم في وقت سابق بناء على تبادل معلومات بشكل رسمي بين وزارات الداخلية في السعودية والإمارات والبحرين والكويت.
المشهد الذي بدا وكأنه استعراض خيالي واستحضار لأيام الحروب والإستعراضات القبلية البدوية، حيث اصطف الآلاف من الرجال يتقدمهم العشرات من شيوخ القبائل المنتظمين في حلقات وخطوط متقابلة رافعين رايات حمراء وسيوفاً وخناجر مرددين أهازيج حماسية ورقصات تقليدية للتحشيد للحروب والدخول في معارك للدفاع عن شرف القبائل البدوية وسط إطلاق كثيف للأعيرة النارية من الأسلحة الرشاشة في ظل غياب واضح لجميع أجهزة الدولة السعودية الرسمية بكل أفرعها الأمنية والعسكرية، والتي تمنع وتحارب المظاهرات والمسيرات السلمية أو الدعوات للخروج على الحكام و"ولي الأمر".

وفي وقت متزامن استقبل مساء اليوم الأمير ناصر بن حمد ولي عهد مملكة البحرين ممثلين من قبائل يام وآل مُرّة والعجمان في حفل عشاء آخر أقيم في العاصمة المنامة.

فيما قالت مصادر قبلية من المنظمين للحفل الذي كلّف مئات الملايين من الريالات السعودية أن الحفل جاء تلبية لدعوة شخصية من ولي العهد والملك الغير متوج محمد بن سلمان الذي أناب خاله الشيخ فهد بن حثلين لتمثيله في هذه المناسبة, التي تبدو أنها أكبر تحشيد للقبائل لدعوة المواطنيين القطريين المنتمين لها ببدء "الثورة" وإحداث قلاقل وبلبلة وأعمال شغب داخل وعلى جانب الحدود القطرية مع السعودية.

يذكر أن السلطات السعودية سبق وأن دعمت وموّلت تنظيم حفل استقبال ومساندة للشيخ طالب آل مُرّة عُقد لأفراد القبيلة في السعودية والخليج بداية شهر سبتمبر الحالي في مدينة الأحساء، بهدف تحشيد أفراد القبيلة للعمل على إسقاط نظام الحكم القطري من الداخل, وهو الأمر الذي أشارت إليه "مرآة الجزيرة" في تقرير سابق حول عزم وتدشين النظام السعودي خطة عمل لإعلان "حكومة منفى" ولتحشيد المواطنين القطريين المنتمين لقبيلة آل مُرّة ويام للقيام بأعمال شغب وتخريب والخروج في مظاهرات والمطالبة بتدخل عسكري لدول الخليج لإسقاط الشيخ تميم بن حمد وتعيين الشيخ عبداللة بن علي آل ثاني حاكماً شرعياً لقطر.

وترتبط عائلة آل سعود بروابط وثيقة مع قبيلة العجمان, فالأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان بن حثلين، هي والدة ولي العهد السعودي الأمير محمد وأخوته تركي وخالد ونايف وبندر وراكان, وجدهم من أمهم هو راكان بن حثلين شيخ قبيلة العجمان الذي تزوج الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود أخته لجعة بنت خالد آل حثلين وأنجبت له الأميرة سارة، كما تزوج الملك عبدالعزيز  الجازي بنت محمد ال حثلين ولم تنجب له أحداً, قيما تزوج ابنه الملك عبدالله بيّنة بنت محمد بن نايف آل حثلين وأنجب منها بنتاً واحدة، وأما ولي العهد وزير الدفاع الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز فتزوج نورة بنت حثلين، ومن جانب آخر تزوج الشيخ خالد بن راكان آل حثلين بالأميرة سارة بنت محمد بن سعود الكبير وغيرهم آخرون.. في عقد تاريخي هدف لضمان تحييّد خطر قبيلة العجمان على بقاء الحكم السعودي, حيث تُعد قبيلة العجمان من أشدّ وأشرس قبائل الجزيرة العربية في الحروب، التي يعود أصلها لمنطقة نجران جنوب "السعودية" حيث يعيش ويسكن أغلب افراد القبيلة, فيما يعيش الجزء الآخر في شمال شرق "السعودية" ودولة الكويت، وتعيش أعداد أخرى منهم في الجانب الغربي للحدود الإيرانية على ضفاف الخليج وهم المعروفون في دول الخليج بالعجم.