تل أبيب تُقّر: إسرائيل فشلت فشلاً سياسيًا مُدويًا في سوريّة

تل أبيب تُقّر: إسرائيل فشلت فشلاً سياسيًا مُدويًا في سوريّة

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٥ سبتمبر ٢٠١٧

زهير أندراوس:
نقل مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أليكس فيشمان، اليوم عن مصادر أمنيّة وسياسيّة في تل أبيب قولها إنّ إسرائيل أخفقت إخفاقًا كبيرًا وإستراتيجيًا في سوريّة، ولم تُحقق أيًّا من مخططاتها، علاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر، على أنّ الفشل الإسرائيليّ الذريع في حشد الدول الـ”سُنيّة”، وانتهاز الفرصة لإقامة علاقات دبلوماسيّة معها، وفي مُقدّمتها المملكة العربيّة السعوديّة، بدون التنازل قيد أنملة عن مواقفها فيما يتعلّق بحلّ القضيّة الفلسطينيّة، على حدّ تعبير المصادر.
فيشمان، تابع نقلاً عن المصادر نفسها، تابع قائلاً إنّ إهدار إسرائيل الفرصة وإخفاقها التّام في سوريّة له تداعيات أخطر على الدولة العبريّة، إذْ أكّدت المصادر أنّ الدول العربيّة، مثل الأردن، بدأت بالتودد لسوريّة الأسد، وهذه الدولة التي تربطها اتفاقية سلامٍ مع إسرائيل، باتت قاب قوسين أوْ أدنى من فتح المعابر الحدوديّة مع سوريّة، وإعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها.
ورأى المُحلل أنّه في السنوات الأخيرة، فُتحت الأبواب على مصراعيها أمام إسرائيل للتوصّل إلى تفاهمات مع الـ”دول السُنيّة” في المنطقة فيما يتعلّق بترسيخ إسرائيل في المنطقة مُستقبلاً، بما في ذلك التوصّل لاتفاقٍ لحلّ القضية الفلسطينيّة، ولكن، زاد المُحلل، فإنّ المُستوى السياسيّ في إسرائيل تلاعب مع السعوديين، وانتظر وقتًا طويلاً، وكان متأكّدًا من أنّ المُعجزة ستتحقق في سوريّة، ولكن في المحصلّة العامّة، شدّدّ المُحلل الرئيس الأسد لم يسقط، إيران وحزب الله باتتا قويتين، أمّا إسرائيل فقد سجلّت لنفسها إخفاق سياسيّ مُجلجلٍ، على حدّ تعبيره.
ولفت المُحلل، طبعًا بالاعتماد على مصادره إلى نقطةٍ في غاية الأهميّة، فقد أشار إلى أنّ لإسرائيل كانت إمكانية لا تُعوّض لبناء تحالفٍ مشتركٍ مع الـ”دول السُنيّة” في المنطقة فيما يتعلّق بمُستقبل الشرق الأوسط ومكانتها فيها، ولكن، على ما يبدو، فقدت إسرائيل الدرب، وتلاعبت مع السعوديّة ومع المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وقادت نفسها إلى الإخفاق السياسيّ الكبير، على حدّ تعبيره.
وشدّدّت المصادر عينها أيضًا على أنّ انتصار الأسد، بمُساعدةٍ من روسيا وإيران وحزب الله، وسيطرة إيران على معاقل “داعش” التي تمّ تحريرها من قبل الجيش العربيّ السوريّ والحلفاء، دفعن دول الـ”عالم السُنّي” إلى التفكير مُجددًا في علاقاتها مع دمشق، وأكبر مثال على ذلك هو قيام الأردن وبشكلٍ علنيٍّ بالحديث عن فتح المعابر مع سوريّة، الأمر الذي يؤكّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان، على أنّ هذا هو أحد العلاقات الفارقة للفشل الإسرائيليّ الكبير، وأيَا للتحالف الغربيّ بقيادة الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، على حدّ قول المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.
وكشف المُحلل النقاب عن أنّ تحسين العلاقات مع سوريّة لا يقتصر على الدول فقط، لافتًا في الوقت عينه إلى تصريحات رئيس الشاباك الإسرائيليّ، ندّاف أرغمان، بأنّ حماس في قطاع غزّة تعمل وبخطىً حثيثةٍ على توثيق علاقاتها مع المحور الشيعيّ بقيادة إيران، مُوضحًا أنّ حركة المُقاومة الإسلاميّة تعمل على الانضمام إلى محور المنتصرين في المعركة على سوريّة.
وأضاف المُحلل الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادره الرفيعة في تل أبيب، أضاف قائلاً إنّ الجناح العسكريّ في حركة حماس، يتلّقي دعمًا سنويًا من طهران بقيمة سبعين مليون دولار، بالإضافة إلى الدعم التقنيّ واللوجيستيّ، وتدريب كوادر وعناصر حماس على الحرب، استعدادًا للمُواجهة القادمة مع إسرائيل، لافتًا إلى أنّ القيادي في الحركة، صالح العاروري، الذي طردته قطر إلى لبنان، هو الذي يقوم بتأسيس قاعدةٍ ومعقلٍ لحماس في بلاد الأرز، بدعمٍ من إيران ومن حزب الله.
وخلُص المُحلل إلى القول وبالفم المليء إنّ إيران وحزب الله انتصرا، وأنّ إسرائيل فشلت فشلاً ذريعًا ومُدويًا وفقدت فسحة الإمكانيات لتوثيق علاقاتها مع الدول الـ”سُنيّة” التي باتت تطرق أبواب دمشق، لتجديد العلاقات معها، بحسب تعبيره.
رأي اليوم