ترامب يطلق فقاعاته.. إيران تهدد والصين تحذّر!

ترامب يطلق فقاعاته.. إيران تهدد والصين تحذّر!

أخبار عربية ودولية

السبت، ٤ فبراير ٢٠١٧

عباس الزين - بيروت برس -

يدخل الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب البيت الابيض بالكثير من التهديدات الكلامية التي تؤشر الى محاولاتٍ من قبل الادارة الاميركية الجديدة لفرض هيمنتها على بعض الدول الخارجة من دائرة سيطرتها السياسية والاقتصادية الى جانب العسكرية. بدأ ترامب ولايته بتوجيه تحذيراتٍ وتهديدات الى الجمهورية الإسلامية في إيران، بالإضافة الى تهديدات مبطنة وجهها الى الصين عبر حليفته اليابان، لكن ردة الفعل التي انتهجتها كلّ من طهران وبكين ضد واشنطن، ستعيد خلط الاوراق الدولية من جديد، بحيث أنّ التهديدات الاميركية، قابلتها تهديدات مشابهة وأكثر حدية حتى، من مستويات عسكرية وسياسية في الصين وإيران، ستفرض على ادارة ترامب التريث قبل الإقدام على اي خطوةٍ مجهولة مع دولٍ أثبتت قوتها المعادية للهيمنة الأميركية على الصعد كافة.

التهديدات الإيرانية جاءت على لسان قائد سلاح الجو الإيراني أمير علي حاجي زاده، الذي أكد أنّ بلاده ستردّ على أي "حماقة" يرتكبها الأمريكيون، قائلًا إنّ "صواريخنا ستنهمر على رؤوسهم". وأضاف حاجي زاده، في تصريح بالتزامن مع إجراء مناورات "أجواء الولاية": "لن نسمح لأمريكا بالنيل من قدراتنا وخبراتنا في المجالات النووية والقوة الصاروخية". وأشار إلى أنّ مناورات سلاح الجوفضائي الدفاعية دخلت اليوم المرحلة الأساس بعد انتهاء المرحلة التمهيدية، مؤكدًا أنّ المنظومات الصاروخية والرادارية ومراكز السيطرة في مقرات القيادة والحرب الالكترونية كلها صنعت على يد العلماء والمختصين الإيرانيين. وفي نفس السياق، أكد النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانجيري، أنّ "الاتهامات الأمريكية ضد بلاده باتت بالية ومبتذلة إلى حد أصبح من يطلقها يخجل من نفسه". وصرح جهانجيري يوم السبت 4 فبراير/شباط، بأنّ إيران لا تولي "أدنى أهمية لهذه التصريحات".

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قامت بتوجيه تحذيرٍ رسمي لإيران عقب تجربتها الصاروخية يوم الأحد الماضي، تبعه فرض عقوبات عليها. حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على طهران تشمل 12 كيانًا و13 فردًا، ردًا على إجرائها تجربة لصاروخ باليستي. وجاء في بيان الوزارة أنّ بعض المشمولين بالعقوبات الجديدة ضد طهران، من أفراد وكيانات، موجودون في الإمارات ولبنان والصين. وقالت الوزارة إنّ العقوبات أظهرت التزام الولايات المتحدة باستخدام مثل تلك الإجراءات ردًا على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني "وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة". وأضافت أن العقوبات "متسقة تمامًا" مع التزامات الولايات المتحدة وفقًا للاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران.
من جهته، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسير أن واشنطن ستواصل التحرك ضد إيران بعد فرض عقوبات جديدة عليها، مضيفًا في أوّل تعليق رسمي من الإدارة الأمريكية حول العقوبات: "اتخذنا إجراءات اليوم بعد دراسة متأنية وسنستمر في الرد (على إيران) بإجراءات مناسبة".
وكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب غرد عبر موقع تويتر قائلًا: "إن إيران تلعب بالنار، والإيرانيون لا يقدّرون كم كان أوباما طيبًا معهم، أما أنا فلست مثله". وفي تطور جديد، قالت الحكومة الإيرانية إنها لن تستخدم القوة ضد أحد، إلّا في حالة الدفاع عن النفس. جاء ذلك في تغريدة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ردًا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أبدى مواقف متشددة تجاه إيران، خاصةً بعد إطلاقها صاروخًا تجريبيًا متوسط المدى قبل أيام. وتحدى ظريف في تغريدته دولًا لم يسمها، وقال: "لن نستخدم القوى إلّا في حالة الدفاع عن النفس، ودعونا نرى إذا كان بإمكان أي من الجهات التي تشتكي أن تقوم بذات الشيء".
في غضون ذلك، قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية، إنّ فرض عقوبات أمريكية جديدة أحادية الجانب ضد إيران أمر غير بناء. وأكد المصدر أنّ العقوبات قد تؤدي إلى مشاكل تعيق تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني، مضيفًا أنّ فرض العقوبات "قد يؤدي إلى تأزّم الوضع".

من جهةٍ أخرى، وسّع الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب من دائرة تهديداته لتطال الصين بعد ايران، إلّا أنّ التهديد الاميركي للصين جاء بطريقة غير مباشرة، مرتبطًا بالخلاف الصيني-الياباني على جزرٍ متنازع عليها بين البلدين. حيث حذرت بكين واشنطن من أنها تزعزع الاستقرار في منطقة آسيا المحيط الهادئ بعد تعهد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بأنّ بلاده ستدعم اليابان في أي مواجهة مع الصين حول الجزر. وكان ماتيس صرح في زيارة إلى طوكيو أنّ أرخبيل سينكاكو الصغير (الذي تطلق عليه الصين اسم دياويو) في بحر الصين الشرقي يشمله التحالف العسكري بين الولايات المتحدة واليابان.
وقال ماتيس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته اليابانية تومومي إينادا: "الولايات المتحدة ستواصل الاعتراف بالإدارة اليابانية لهذه الجزر"... "المادة الخامسة من الاتفاقية الأمنية بين اليابان والولايات المتحدة تنطبق" على الجزر. وعلقت وزارة الخارجية الصينية على ذلك بأنّ المعاهدة بين اليابان والولايات المتحدة "من نتائج الحرب الباردة" ولا يفترض أن "تتعدى على سيادة الصين على أراضيها وحقوقها المشروعة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لو كانغ: "ندعو الجانب الأمريكي إلى اتخاذ موقف مسؤول والامتناع عن التصريحات الخاطئة حول السيادة على دياويو وتفادي زيادة التعقيد في هذه المسألة من خلال زعزعة الاستقرار الإقليمي"، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة. وشدد المتحدث على أنّ جزر دياويو "جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية منذ أزمنة قديمة". وأدلى ماتيس بتصريحاته في طوكيو في ختام جولة شملت كوريا الجنوبية واليابان حاول خلالها طمأنة هاتين الدولتين الحليفتين للولايات المتحدة حيال التزامها العسكري في المنطقة.

والجدير ذكره، أنّ الولايات المتحدة واليابان تقيمان تحالفًا أمنيًا منذ عقود، فيما تعود العلاقات بين واشنطن وسيئول إلى فترة الحرب الكورية التي اندلعت بين عامي 1950 و1953. إلّا أنّ ترامب تحدث خلال حملته الانتخابية عن إمكانية سحب القوات الأمريكية المنتشرة في البلدين ما لم يزيدا مساهمتيهما المالية. ولم يتردد في التلميح علنًا أنه من الأفضل لو تزوّد البلدان بالسلاح النووي، لكنه نفى أن يكون قال ذلك في ما بعد. وتنشر الولايات المتحدة 47 ألف جندي في اليابان و28500 في كوريا الجنوبية لحمايتها من جارتها الشمالية. ولفت ماتيس في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول التي زارها يومي الخميس والجمعة الى أنّ "أي هجوم على الولايات المتحدة وحلفائنا سيهزم وأي استخدام لأسلحة نووية سيتم الرد عليه بشكل فعال وساحق". كما صرح ماتيس أمام رئيس وزراء اليابان شينزو آبي في طوكيو: "نقف بحزم مئة بالمئة إلى جانبكم وجانب الشعب الياباني"... "أريد التأكيد أن المادة الخامسة من معاهدة الدفاع المشترك بيننا ستبقى واقعًا كما كانت وستظل بعد سنة أو عشر من الآن".