تدمير القافلة الإنسانية في سورية – من صنع يدي “سي آي إيه”

تدمير القافلة الإنسانية في سورية – من صنع يدي “سي آي إيه”

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٦

تناولت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الهجوم على القافلة الإنسانية؛ مؤكدة ألَّا شيء لدى لواشنطن تبرزه ضد روسيا سوى اتهامات باطلة، في حين أن لدى موسكو أسئلة عديدة لطرحها على الأمريكيين.

يدعو البيان المشترك الصادر عن الاتحاد الأوروبي وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا “روسيا إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لتسوية الأوضاع في سوريا”. وتؤكد هذه الوثيقة أن موسكو لا تتخذ أي خطوات حازمة من شأنها المساعدة في استئناف الهدنة وتوسيع مناطق وصول المساعدات الإنسانية في سوريا.

ومن الممكن أن نقرأ بين السطور تلميحا إلى الهجوم الذي تعرضت له قافلة المساعدات الإنسانية يوم 19 أيلول الجاري في منطقة أورم الكبرى. فقد حاول الغرب منذ البداية اتهام الطيران السوري ثم طائرات القوة الجو-فضائية الروسية، مؤكدا أن القافلة هوجمت من قبل طائرتين روسيتين من طراز “سوخوي–24”.

ومع أن الغرب لم يقدم دليلا واحدا يثبت هذا الاتهام، فإن هذه الاتهامات توقفت فجأة. وهذا التوقف غير المعهود في وسائل الإعلام الغربية، جاء إثر إعلان ممثل وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف عن وجود أدلة لدى روسيا على تحليق طائرة “بريداتور” الأميركية من دون طيار فوق القافلة وقت مهاجمتها في منطقة أورم الكبرى، ولا سيما أن هذه الطائرات تستطيع، إضافة إلى مراقبة المواقع وتصويرها، مهاجمتها بصواريخ “Hellfire” (“نار جهنم”) الفائقة الدقة. وأضاف ممثل الدفاع الروسية بعد مضي ساعة على الهجوم أن ممثل القيادة الروسية في قاعدة حميميم اتصل بواسطة الخط الخاص بزميله الأمريكي، مؤكدا له عدم علاقة روسيا بالحادث. بيد أن هذا لم تشر إليه وسائل الإعلام الأوروبية أو الأمريكية.

من هنا، يظهر أن الادارة الأميركية حصلت يوم الـ 19 من الشهر الجاري عبر البنتاغون ووزارة الخارجية على كامل المعلومات الضرورية التي تؤكد عدم علاقة موسكو بهذا الهجوم.

فإذا كانت روسيا غير مذنبة والطائرات السورية لا تعمل ليلا، فمن الذي هاجم القافلة؟ للإجابة على هذا السؤال من الضروري أن نتذكر “لاعبا” آخر لديه تأثير كبير في البيت الأبيض وموارد كبيرة في الشرق الأوسط. إذ ليس اعتباطا امتلاك وكالة الاستخبارات الأمريكية عددا كبيرا من الطائرات من دون طيار المستقلة عن البنتاغون، والتي تقوم بمهاجمة الإرهابيين في باكستان وسوريا وليبيا والعراق وغيرها.

ومن المثير للاهتمام أن “الأثر الروسي” في هذا الحادث لم يعلن عنه الجيش الأمريكي، الذي تمسح راداراته الأجواء السورية كما تفعل ذلك أيضا الرادارات الروسية. كما أن اتهام موسكو جاء على لسان نائب مساعد باراك أوباما لشؤون الأمن القومي بن رودس المقرب من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

فما حاجة الاستخبارات الأميركية إلى هذا الاستفزاز؟ هناك رواية تفيد بأن الهجوم على القافلة وقع قبل يوم واحد من إلقاء باراك أوباما خطابه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة؛ ما سمح له بالحفاظ على ماء وجهه ومهاجمة روسيا من جديد واتهامها بـ “سوء تصرفاتها في سوريا”، بدلا من الاعتذار عن مهاجمة الطائرات الأمريكية مواقع الجيش السوري في دير الزور، وعموما عن فشل سياسة إدارته في الشرق الأوسط.