الغزو التركي مفتوح زمنياً ومباركة أميركية

الغزو التركي مفتوح زمنياً ومباركة أميركية

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٧ أغسطس ٢٠١٦

 ظهر المزيد من تفاصيل الغزو التركي تحت اسم «درع الفرات» التي عبرت بموجبها القوات التركية الحدود الى مدينة جرابلس السورية، حيث اعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أن القوات التركية جاهزة للبقاء في الأراضي السورية قدر ما هو مطلوب لهزيمة «داعش»، فيما كان مصدر تركي يعلن أن العملية كانت مقررة في حزيران العام 2015 ولكن تم تأجيلها لاعتبارات عديدة.
وأرسلت أنقرة، أمس، تعزيزات عسكرية جديدة إلى داخل الاراضي السورية لتنضم إلى مجموعات سابقة كانت قد شاركت في عملية غزو «درع الفرات»، فيما كانت المدفعية التركية من خلف الحدود تستهدف مجموعة لمقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردي التابعة لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي»، إثر تقدمها في مراكز تمركزها شمال مدينة منبج، وذلك برغم وعد اميركي بتراجعها إلى شرق نهر الفرات.
وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي في ستوكهولم، إن القوات التركية جاهزة للبقاء في الأراضي السورية قدر ما هو مطلوب لإلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» في هذه البلاد، موضحاً أن واشنطن وحلفاءها في حلف «شمال الاطلسي» والاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط يبحثون حاليا عن حل لمسألة الانتقال السياسي في سوريا.
المتحدث باسم قوات التحالف الدولي ستيف وارن أعلن أن «قوات سوريا الديموقراطية» انسحبت إلى شرق الفرات في سوريا استعداداً «لتحرير مدينة الرقة شمال البلاد بشكل نهائي من قبضة تنظيم داعش».
وأضاف في تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر»، أن «الفصيل الرئيسي لقوات سوريا الديموقراطية انسحب للشرق، فيما بقيت قوات أخرى لإنهاء عملية تطهير وإزالة العبوات بالمنطقة، كما هو مخطط».
وفي هذا الإطار، أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بأن «وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا بدأت بالانسحاب إلى شرق الفرات.
وقالت مصادر في الخارجية التركية إن هذا الإعلان جاء أثناء مكالمة متلفزة بين كيري ونظيره التركي، بحث فيها الوزيران سير عملية «درع الفرات».
إلى ذلك، أعلن مســؤول تركــي أن عملية غزو «درع الفرات» كان من المفــترض أن تبدأ في حزيــران العام 2015، قائلاً: «فكرنا في تنفيذ العملية (درع الفرات) في حزيران العام 2015، لكنها تأجلت بسبب ثلاثــة عوامل تمثلت بعدم رغبة الجيش التركي، والدعم الاميركي الضعيف لمثل هذه الخطة والحادث الجوي مع روسيا».
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أكد، امس الأول، أن بلاده ليس لها أطماع في الأراضي السورية، و»كل ما يهمها هو عدم احتلال أراضي ذلك البلد من قبل منظمات إرهابية مثل وحدات حماية الشعب» الكردية (العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديموقراطية»)، مشيراً إلى أن جرابلس ستكون تحت سيطرة السوريين.
وقال خلال مقابلة مشتركة مع محطات «خبر تورك»، و«شو تي في»، و«بلومبيرغ» التلفزيونية المحلية التركية، إن الهدف الرئيسي للعملية هو «مكافحة تنظيم داعش الإرهابي والجماعات الإرهابية الأخرى، من دون المساس بوحدة الأراضي السورية، وبناء سوريا موحدة تحتضن جميع أبنائها من سائر المجموعات العرقية كالأكراد والعرب والعلويين».
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الروماني والبولندي عقب اجتماع ثلاثي في أنقرة، أن «تركيا أبلغت كلاً من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال زيارته للبلاد (أمس الاول) ووزير الخارجية جون كيري صباح اليوم (أمس)، ضرورة انسحاب الوحدات من مناطق غرب نهر الفرات»، مضيفا: «انتهت العملية إلا أنهم لم ينسحبوا، ولقد شاهدنا ما فعلته الوحدات في المناطق الأخرى (في إشارة لعمليات تغيير ديموغرافي قام بها التنظيم بحق السكان التركمان والعرب في مناطق سيطر عليها في وقت سابق)».
من جهته، قال وزير الدفاع التركي فكري إشيق خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة تركية محلية: «سنتصرف بطريقة تمنع حزب الاتحاد الديموقراطي من الحلول مكان داعش في هذه المنطقة، لافتاً إلى أهمية مدينة جرابلس لتحقيق حلم «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري» في ربط كانتونات غرب وشرق الفرات ببعضها، مبينًا أن منع تحقق هذا الحلم يعد أولوية استراتيجية بالنسبة لتركيا.
ميدانياً، ذكرت «الأناضول» أن المدفعية التركية قصفت مجموعة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردي التابعة لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي»، امس، بعدما تأكدت لديها معلومات استخباراتية بأنها كانت تتقدم عند في شمال مدينة منبج، مشيرة إلى مقتل كامل افراد المجموعة، فيما نقلت عن مصادر امنية قولها إن الجيش التركي سيستمر في التدخل ضد هذه القوات حتى تبدأ انسحابها.
إلى ذلك، نقلت وكالة «الاناضول» عن مصادر عسكرية تركية أن عدداً كبيراً من الدبابات، وناقلات الجنود المصفحة، والوحدات المدرعة، عبرت الحدود في منطقة قرقميش إلى داخل الاراضي السورية، مشيرة إلى بدء القوات التركية بتفكيك العبوات والمتفجرات المزروعة في الجانب السوري من معبر قرقميش الحدودي.
وأضافت المصادر أن عملية غزو «درع الفرات» تهدف إلى منع حدوث موجة نزوح جديدة من سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المنطقة، فيما لم يتضح ما اذا كان الهدف من نشر الدبابات الجديدة ضمان الامن في جرابلس او مساعدة المقاتلين المنضوين تحت لواء «الجيش الحر» على الانتقال الى منطقة جديدة.
وكتب المعلق في صحيفة «حرييت» التركية عبد القادر سلفي أن الهدف من العملية يتضمن إقامة منطقة آمنة خالية من «المجموعات الارهابية» ووضع حد لتقدم القوات الكردية، مضيفاً أن 450 جنديا شاركوا في العملية خلال اليوم الاول للهجوم، لكن هذا الرقم قد يرتفع الى 15 ألفا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية أن نحو مئة إرهابي من تنظيم «داعش» قتلوا خلال هذه العملية.