هزيمة الإرهاب حتماً.. هي الحل

هزيمة الإرهاب حتماً.. هي الحل

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٣٠ يونيو ٢٠١٦

فور انتشار خبر التفجيرات الإرهابية في القاع في أقصى البقاع الشمالي، صدرت سلسلة من المواقف والتصريحات والتحليلات، التي لا تركب على "قوس قزح"، حتى أن بعض هذه المواقف بدت، وإن بطريقة غير مباشرة، وكأنها تحالف وتنسيق مع الإرهاب، وتبرير له، وهي في النتيجة تحمل مؤشرات خطيرة حول ركاكة العديد من القوى والشخصيات السياسية.. وللدلالة على ذلك سنورد عناوين سريعة لبعض هذه التصريحات، دون الإشارة إلى مَن أطلقها: "القاع غير مستهدفة، وإن صدفة مرور الإرهابيين منها لا تعني استهدافها"، وبالطبع لم يحل المساء حتى ألغي كلام الصباح المباح.. "نطالب بدعم دولي وقوات دولية على الحدود"، "لا نستبعد أن يكون النظام السوري خلف تفجيرات القاع"، "الحديث عن تنسيق مع الحكومة السورية غير منطقي في الفترة الحالية"، وهلم جرا..

بماذا تذكّر هذه المواقف وغيرها، التي أقل ما يقال فيها إنها مواقف مستهترة، ومتهتكة وغير مسؤولة؟

هل تذكرون شعار فلينجح "الإخوان"، وغيرها من الشعارات التي تضخ، عداوة وكرهاً للمقاومة؟ وبهذا فإن مثل هذه المواقف والتصريحات، تبدو وكأنها تريد أن تجعل من المسيحيين أضاحي لأعياد القتلة، لاستهداف ما يعتبرونه هؤلاء السياسيين وبعضهم "أقطاب" خصماً، والمتمثل في حزب المقاومة، حيث لا مشكلة بتاتاً له مع المسيحيين الذين يرون فيه حليفاً أميناً وصادقاً، لم يطلب يوماً لا بل في أي لحظة ثمناً لمواقفه وتضحياته.

بأي حال، فأمام التفجيرات الإجرامية في القاع، قد يكون ضرورياً العودة عدة أسابيع إلى الوراء، وتحديداً إلى يوم 12 آذار الماضي، حينما هدد إرهابيان لبنانيان مكشوفا الوجهين، من ما يسمى "ولاية الرقة"، "رعايا الصليب إلى التسليم، كي يعصموا دماءهم وإلا فالجزية، وإن أبوا فلن يعجزوا دولة الإسلام".

حبذا لو أن بعض السياسيين والإعلاميين والمحللين اللبنانيين ذووي "الرؤوس الحامية"، يُقلعون عن التحليلات العصبية والعنصرية، ومواقف الكراهية، وليتأملوا جيداً في طبيعة العمل الإجرامي، حيث تفيد المعلومات أن بين الانتحاريين الثمانية أو التسعة من هم دون الـ15 عاماً، كما تشير الدلائل الأولية، مما يوحي أن الإرهابيين في لحظة ضعف ربما تكون قاتلة، فيحاولون أن يستعرضوا قوة مزعومة، تموّه على أوضاعهم الحقيقية، حيث يتلقون الضربات في أكثر من مكان في سورية والعراق وصولاً إلى اليمن وليبيا وشمال سيناء، ومن هنا اعتمدوا خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، بما معناه الدفاع عن معنوياتهم وفلولهم وحضورهم، وبالتالي فإن المعركة مع الإرهاب التكفيري ستتواصل وتستمر، ولا تحتمل أي مزح وسفسطائية واستخفاف، فهزيمة الإرهاب حتماً... هي الحل.

سعيد عيتاني