هولاند وميركل: أوروبا هشّة .. إحموها

هولاند وميركل: أوروبا هشّة .. إحموها

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٣٠ مايو ٢٠١٦

 دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل أمس الأحد خلال إحياء الذكرى المئوية لإحدى المعارك الأكثر دموية في الحرب العالمية الأولى في فردان، إلى "حماية" أوروبا "الهشة" من الانقسامات في مواجهة الأزمات.

وقال الرئيس الفرنسي أمام آلاف من الصلبان البيض في مقبرة دوومون (شرق): "واجبنا المقدس محفور في أرض فردان المدمرة، أنه يختصر في بضع كلمات: فلنحب وطننا ولنحم منزلنا المشترك، أوروبا، التي سنكون من دونها معرضين لعواصف التاريخ".

وفي السياق نفسه، قالت المستشارة الألمانية التي استقبلت بلادها أكثر من مليون لاجئ في 2015: "من المهم من أجل بقائنا ألا ننغلق على أنفسنا بل أن ننفتح على الآخر".

وشدد الزعيمان على الوضع الهش الذي تشهده أوروبا حيث "تنشط قوى الانقسام والإغلاق مجدداً"، وذلك عشية استفتاء في 23 حزيران/ يونيو قد يؤدي إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأكد الرئيس الفرنسي أن أوروبا "فضاء كبير هش" يتطلب حماية، مشدداً على أن "لفرنسا والمانيا مسؤوليات محددة" بينها "استقبال السكان الذين يفرون من المآسي والمجازر".

وقال أيضاً: "علينا ألا ننسى أبداً، وخصوصاً هنا، أن التاريخ يمكن أن يكون مأساوياً، أن تصنعه تقلبات يمكن أن تلقي فجأة ببلد، بمنطقة، في الفوضى كما نلاحظ في الشرق الأوسط".

وشكل التقاطع بين تصاعد القوميات قبل العام 1914 والتوتر الذي تواجهه أوروبا راهناً، أحد عناوين اليوم الطويل في فردان.

وقالت ميركل لدى استقبالها في مقر بلدية فردان في سابقة لمسؤول الماني في منصبها: أن "اسم (فردان) يرمز إلى فظاعة وعبثية غير معقولتين للحرب، وكذلك إلى العبر والمصالحة الفرنسية الالمانية".

ورد الرئيس الفرنسي بالقول أن "فردان مدينة تمثل في وقت واحد الأسوأ، حينما خسرت أوروبا نفسها قبل مئة عام، والأفضل، حين تمكنت المدينة من الاتحاد من أجل السلام والصداقة الفرنسية الالمانية. فلتعش الصداقة وروحية فردان".

وكان المسؤولان بدآ اليوم الطويل تحت المطر في مقبرة كونسانفوا للألمان، بالوقوف دقيقة صمت على غرار ما فعل في 1984 سلفاهما الراحلان الألماني هلموت كول والفرنسي فرنسوا ميتران، قبل أن يقفا يداً بيد أمام مقبرة قتلى الحرب في دوومون، في مبادرة أصبحت رمزاً للمصالحة الالمانية الفرنسية.