اليمن: ولد الشيخ والكويت متفائلان

اليمن: ولد الشيخ والكويت متفائلان

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٧ مايو ٢٠١٦

رغم الهوة الواضحة والواسعة بين طرفي الصراع في اليمن، يحاول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى هذا البلد اسماعيل ولد الشيخ احمد، إشاعة أجواء متفائلة حول مفاوضات الكويت، وكذلك الدولة المستضيفة، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تكثيف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق.
واقترح ولد الشيخ تشكيل «حكومة خلاص وطنية»، فيما لوحت «أنصار الله» بتشكيل حكومة في صنعاء إذا ما فشلت مفاوضات السلام.
وقال ولد الشيخ أمس الأول إن وفدي الرياض (حكومة عبد ربه منصور هادي) وصنعاء («أنصار الله» و المؤتمر الشعبي العام) اقتربوا من التوصل الى «انفراج شامل» في مشاورات السلام المنعقدة في الكويت، وذلك قبيل تقديمه إحاطة عن هذه المشاورات امام مجلس الأمن.
وقال الموفد الدولي «نحن نقترب من التوصل إلى رؤية عامة تضم تصور الطرفين للمرحلة المقبلة»، مضيفاً «أننا نعمل الآن على تذليل العقبات الموجودة والتطرق إلى كل التفاصيل العملية لآلية التنفيذ، ما يجعل الجلسات أكثر حساسية ويجعلنا أقرب للتوصل إلى انفراج شامل».
ولم تحقق المشاورات تقدماً جدّياً منذ بدئها، وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق وقف لإطلاق النار بدأ تنفيذه منتصف ليل 10 ـ 11 نيسان، وعلّق وفد هادي اكثر من مرة مشاركته في اللقاءات المباشرة.
وأوضح المبعوث الدولي انه تم خلال اللقاءات التي عقدت يوم الثلاثاء الماضي «تداول بعض الرؤى حول القضايا العسكرية والأمنية، بما فيها تلك التي تتعلق بآليات الانسحاب وتجميع القوات وترابط الشق السياسي بالإطار الأمني مع دراسة معمّقة لكيفية تزمين الأحداث في المرحلة المقبلة»، كما افاد ديبلوماسي غربي متابع لمسار المشاورات عن تحقيق تقدم مؤخراً.
وقال الديبلوماسي «نحن في مرحلة يجب على الاطراف اتخاذ قرارات صعبة وتنازلات»، مبدياً «تفاؤله الكبير» باحتمال التوصل لاتفاق.
وأضاف «لم نر هذا الزخم تجاه السلام منذ عام ونصف العام»، متحدثاً عن «وضع خطة طريق، ويجب عليها ان تنجح».
بدوره، أعرب نائب وزير الخارجية الكويتي خالد سليمان الجار الله عن تفاؤله بتوصل المشاورات اليمنية إلى اتفاق شامل، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الكويتية.
وأكد الجار الله أن المشاورات «تسير في الاتجاه الصحيح»، وأن «الأشقاء اليمنيين المشاركين في الاجتماعات دخلوا مرحلة من التشاور تتعلق بالتفاصيل الخاصة بالخلافات»، متحدثاً عن «أرضية مشتركة بين الجانبين ستسهم في التوصل إلى اتفاق شامل ينهي هذه المأساة والدماء التي سالت في اليمن الشقيق».
إلى ذلك، اقترح الأمين العام للأمم المتحدة خطة لتكثيف وساطة المنظمة الدولية في اليمن للتغلب على الخلافات العميقة بين الاطراف في محادثات السلام، وذلك في رسالة موجهة إلى مجلس الأمن.
وكتب بان أنه «في حين يلتزم الجانبان التوصل الى اتفاقات في الكويت، لا تزال هناك خلافات عميقة بين الجانبين يجب التغلب عليها من اجل الوصول الى نتيجة ناجحة».
واقترح بان زيادة عدد موظفي بعثة السلام الاممية في اليمن ونقلها من نيويورك الى عمان لتكثيف جهود الوساطة، موضحاً ان «الفريق الموسع سيقدم الخبرة الفنية للأطراف اليمنية حول العديد من القضايا وخصوصا سبل تعزيز وقف اطلاق النار».
وعلى رغم جلوس الطرفين الى طاولة واحدة، الا ان هوة عميقة لا تزال تفصل بينهما، خصوصاً حول قرار مجلس الامن 2216 الصادر العام الماضي، والذي ينص بشكل اساسي على انسحاب «أنصار الله» وحلفائها من المدن التي سيطروا عليها منذ العام 2014، وتسليم الاسلحة الثقيلة.
وأوضح الديبلوماسي الغربي ان المبعوث الدولي اقترح تشكيل «حكومة خلاص وطنية» لتجاوز الخلاف حول هذه النقطة، لافتاً إلى أن الحكومة المقترحة «سيتم تشكيلها على اساس توافقي وجامع ووفق المرجعيات القانونية، وستحل مكان الحكومة الحالية فقط عندما لا تصبح صنعاء ومؤسسات الدولة بيد اطراف غير تابعين للدولة».
لكن المتحدث باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام حذّر من أن الحركة قد تشكل حكومة في صنعاء، في حال لم يتم التوصل الى حل عادل في مشاورات الكويت.
وكتب في تغريدة عبر «تويتر» أن «اليمنيين ينتظرون الحل العادل، واذا تعثر بات على القوى الوطنية المناهضة للعدوان (في اشارة الى التحالف) ان تسُد الفراغ بتشكيل حكومة لخدمة الشعب اليمني ومواجهة التحديات».