موسكو تؤجل العمل العسكري ضد النصرة في سورية

موسكو تؤجل العمل العسكري ضد النصرة في سورية

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٥ مايو ٢٠١٦

 أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تمديد المهلة التي أعطتها سابقا لفصائل المعارضة السورية لاستكمال تنصلها من تنظيم "جبهة النصرة"، وأكدت تأجيل ضرب مواقع التنظيم لحين التأكد من الأهداف.
وكانت مجموعة دعم سوريا قد أصدرت قبل أسبوع بيانا دعت فيه فصائل المعارضة السورية للتنصل جغرافيا وأيديولوجيا من تنظيمي "داعش" و"النصرة". بدورها أمهلت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة الماضي تلك الفصائل حتى 25 مايو/أيار للانضمام إلى الهدنة والابتعاد عن مواقع تنظيم النصرة، مؤكدة استعدادها لضرب مواقع التنظيم بعد هذا الموعد.

ودعا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو واشنطن يوم الجمعة الماضي للعمل المشترك ضد الإرهابيين في سوريا بدءا من يوم 25 مايو/أيار، مؤكدا حق موسكو في استهداف الفصائل التي لن تنضم للهدنة قبل هذا الموعد.

وأوضح شويغو أن موسكو تقترح على واشنطن التعاون في التخطيط وتوجيه غارات إلى فصائل "جبهة النصرة" والتشكيلات المسلحة غير الشرعية التي لا تدعم نظام وقف الأعمال القتالية، وإلى القوافل التي تحمل أسلحة وذخيرة، وإلى الفصائل المسلحة التي تعبر الحدود السورية-التركية بصورة غير شرعية، مع ضمان عدم استهداف المنشآت المدنية والمناطق المأهولة بالسكان.

وحث شويغو واشنطن على إقناع فصائل المعارضة السورية التي لم تنضم للهدنة بعد، بالإقدام على هذه الخطوة قبل يوم الأربعاء 25 مايو.

ورد البنتاغون على تصريحات شويغو بالرفض القاطع لفكرة تنسيق العمليات العسكرية مع موسكو، وذلك على الرغم من تأكيدات وزارة الدفاع الروسية أن الخبراء العسكريين الأمريكيين يدرسون الاقتراحات الروسية.

وفي تصريحات له يوم أمس الثلاثاء، لوح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالتوصل إلى اتفاق مع واشنطن على الشروع في التنسيق الفعلي لعمليات محاربة الإرهاب في سوريا، مضيفا أن عسكريي البلدين يبحثون حاليا المسائل المتعلقة بهذا التنسيق بالتفاصيل.

وتابع قائلا: "إننا توصلنا إلى هذا الاتفاق مع الشركاء الأمريكيين، ولكن ليس على الفور، بل بعد تجاوز شكوكهم وتأملاتهم، وحتى مقاومتهم لفكرة الانتقال من مجرد تبادل المعلومات إلى تنسيق عمليات محاربة الإرهاب".

كما أكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو مستعدة لتنسيق الجهود مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومع الأكراد من أجل تحرير الرقة من قبضة "داعش".

وجاءت ردود واشنطن على تصريحات لافروف بنبرة مختلفة تماما بالمقارنة مع ردها على تصريحات شويغو، إلا أن التصريحات الأخيرة التي صدرت عن البنتاغون والخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء كانت متضاربة إلى درجة كبيرة.

وقالت ميشيل بلدنسا الناطقة باسم البنتاغون في تصريحات صحفية مساء الثلاثاء: "في الوقت الراهن نحن لا نخطط لأي عمليات عسكرية مشتركة مع روسيا". وفي الوقت نفسه أكدت المسؤولة الأمريكية أن روسيا ملتزمة باتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا، وتركز فقط على ضرب مواقع تنظيم "داعش".

بدوره لم يستبعد مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في معرض تعليقه على تصريحات لافروف، إمكانية إجراء عمليات عسكرية مشتركة للجيشين الروسي والأمريكي في سوريا، لكنه شكك في احتمال بدء مثل هذا التعاون في إطار معركة تحرير الرقة. وتابع أنه فيما يخص تحرير الرقة من أيدي "داعش"، تراهن الولايات المتحدة ليس على روسيا، بل على القوات الكردية والحلفاء الآخرين في أرض سوريا.