افتتاح القمة الإنسانية في إسطنبول: لتفادي الصراعات.. وإعلان نوايا

افتتاح القمة الإنسانية في إسطنبول: لتفادي الصراعات.. وإعلان نوايا

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٤ مايو ٢٠١٦

طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، العالم بـ «تحمل مسؤولياته» إزاء الأزمات الإنسانية الناجمة عن الحروب في المنطقة، وذلك خلال قمة بدأها قادة دوليون ومنظمات برعاية اممية تهدف الى اجراء اصلاح جذري لطريقة التعامل مع هذه الازمات الناجمة عن النزاعات وظاهرة الاحترار، ولكن وسط تشكيك في جدواها.
ومع 60 مليون نازح و125 مليون شخص بحاجة للمساعدة في العالم، يرى العديد من الجهات الفاعلة في هذا القطاع ان النظام الانساني الحالي بلغ اقصى قدراته، ويحتاج الى اعادة ترتيب بصورة عاجلة.
وقال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال افتتاح القمة إنه «منذ الحرب العالمية الثانية، لم نشهد اطلاقاً هذا القدر من الاشخاص المضطرين لمغادرة ديارهم»، مضيفاً: «إننا هنا اليوم لصياغة مستقبل مختلف».
وإذ أكد بان أن «هذه المهمة ليست سهلة»، شدد على أن تحقيق الاهداف يتطلب «ارادة سياسية على مقياس لم تعهده في السنوات الاخيرة».
وتعتزم القمة التي دعا اليها بان الخروج بسلسلة «انشطة والتزامات ملموسة» لمساعدة البلدان على تحسين استعداداتها لمواجهة الازمات ووضع نهج جديد للتعامل مع النزوح القسري وضمان مصادر تمويل موثوقة لمعالجتها.
اما مضيف القمة، الرئيس التركي، فطالب المجتمع الدولي بـ «تحمل مسؤولياته»، مضيفاً ان «النظام الحالي غير كاف. فالعبء يقع حصراً على عدد من الدول. اليوم على الجميع تحمل مسؤولياتهم»، مذكراً باستقبال بلاده حوالي ثلاثة ملايين لاجئ، بينهم 2,7 ملايين سوري.
واضاف أردوغان ان «الحاجات تتزايد يومياً، لكن الموارد لا تتبعها بالضرورة»، مذكراً كذلك بإنفاق بلاده 10 مليارات دولار على استقبال لاجئين سوريين، مقارنة بـ450 مليونا من سائر الدول، ومندداً «بتهرب عدد من افراد المجتمع الدولي من مسؤولياته».
واستغل الرئيس التركي القمة ليكرر انتقاده لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قائلا إنه «يجب أن يضم أكثر من الأعضاء الخمسة الدائمين».
واعتبر أردوغان أنه «من غير المنطقي ومن غير المعقول ومن الظلم أن تحدد المصالح السياسية لخمس دول مصير كل الشعوب».
من جهتها، دعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الى «التوقف عن قطع الوعود الفارغة» بالمساعدة. وقالت: «قطعت وعود فضفاضة، ولاحقاً لا تصل اموال المشاريع. يجب ان يتوقف ذلك».
وأضافت ميركل ان العالم «ما زال يفتقد الى انظمة مساعدات انسانية تناسب المستقبل».
لكن الالتزامات التي قد تقطع في القمة ليست ملزمة، ما اثار التشكيك في جدواها. واعلنت «اطباء بلا حدود»، احدى ابرز المنظمات غير الحكومية في المجال الانساني، عدم مشاركتها في القمة، متوقعة الا يصدر عنها سوى «اعلان نوايا حسنة».
وبالفعل، أكد نائب الامين العام للأمم المتحدة بان ان الجلسة الاولى «احرزت تقدماً في الاتفاق على الحاجة الى تجنب النزاعات، عوضاً عن التعامل مع تبعاتها الدامية».
وقال إن «الاجدى ان ندرك الحاجة الى الانتقال من معالجة الاعراض الى معالجة الاسباب الجذرية. اعتقد ان هذه هي الخلاصة الرئيسية لتلك الجلسة»، مضيفا ان «الإنفاق على تجنب النزاعات ضئيل مقارنة بنفقات اعمال الاغاثة اثرها».
وانطلقت القمة التي يشارك فيها حوالي ستة آلاف شخص، بينهم اكثر من 60 رئيس دولة وحكومة، والتي تستمر يومين، بالصورة الجماعية المعهودة، تلتها مراسم افتتاح، كما عقدت لقاءات ثنائية على هامشها.
وفي هذا الإطار، اعربت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عن «قلقها العميق»، لأردوغان، بعد قرار رفع الحصانة البرلمانية في تركيا.
وقالت خلال مؤتمر صحافي عقدته على هامش القمة إن هذا الاجراء يشكل «مصدر قلق عميق عبرت عنه للرئيس التركي»، مضيفة انها قالت له إن الديموقراطية بحاجة «لقضاء مستقل وصحافة مستقلة وبرلمان قوي».