الإندبندنت: السعودية تعمل على نشر الفوضى

الإندبندنت: السعودية تعمل على نشر الفوضى

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٣ مايو ٢٠١٦

كتب باتريك كوكبرن مقالاً في صحيفة الإندبندنت تناول فيها خطة الحكومة السعودية الجديدة في التخلي عن النفط وعنون مقاله بأن السعودية تحاول تطبيق نسخة ماو تسي تونغ الاقتصادية.

ورأى الكاتب أن هذه المحاولة لن تنجح. وقال إن ولي ولي العهد محمد بن سلمان نجل الملك السعودي المريض والحاكم الفعلي للمكلة السعودية أطلق خطة طموحة من شأنها أن تضع حداً بشكل سريع لادمانها من النفط. وأشار كوكبرن إلى أن خطة الأمير السعودي تتماثل مع القفزة العظيمة إلى الامام لماو تسي تونغ عام ١٩٥٨ التي كانت تهدف إلى تحويل اقتصاد الصين بسرعة من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد صناعي، لكن هذه القفزة أدت إلى كارثة حلت بالاقتصاد الصيني  .

وأضاف الكاتب أن النسخة السعودية تتجسد من "القفزة العظيمة إلى الأمام " في رؤية عام ٢٠٣٠، وهي عبارة عن خلاصة من الاصلاح أعلن عنها الأسبوع الماضي على أساس أن المزيد من التفاصيل سيتم نشرها ضمن خطة التحول الوطني التي ستصدر في أيار/ مايو الجاري أو بداية حزيران/ يونيو المقبل .

وأشار الكاتب البريطاني بأن ولي ولي العهد السعودي الذي يشغل منصب وزارة لدفاع ويسيطر على السياسة الاقتصادية والخارجية يريد تظوير الخدمات والصناعة فضلاً عن بيع حزء من شركة أرامكو من أجل خلق أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم، وإنهاء أو خفض الدعم على المحروقات والكهرباء وغيرها من الضروريات .

وبحسب الكاتب البريطاني فإنه عملياً يريد محمد بن سلمان إنهاء العقد الاجتماعي الطويل الأمد الذي بموجبه كان السعودي يحصل بسهولة على وظيفة في القطاع الحكومي ومستوى عالٍ من المعيشة مقابل تقديم  الولاء لآل سعود.

واستنتج الكاتب البريطاني بأن هذه الخطة لن تنجح لأنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها حاكم دولة نفطية في الشرق الأوسط بناء اقتصاد غير نفطي من عائدات النفط. وأعطى الكاتب نموذجاً وهو الرئيس الراحل صدام حسين في العراق الذي كان الحاكم الفعلي للعراق في بداية عام ١٩٧٠ الذي بذل جهوداً قبل الحرب العراقية الايرانية لبناء مصانع ومشاريع الري، لكن حطام هذه المشاريع يمكن مشاهدتها في ضواحي بغداد.

واعطى باتريك كوكبرن مثالاً آخر لفشل هذه الخطط الاقتصادية وهي تجربة شاه ايران الذي حاول وضع  خطة خمسية للتنمية يعتمد فيها على عائدات النفط من أجل رفع النمو بنسة الربع كل سنة، لكن حصيلة خطة شاه ايران أدت إلى انتشار حالة عدم الاستقرار في البلاد وزيادة النقمة الشعبية، الأمر الذي أدى إلى الاطاحة به عام ١٩٧٩.

وأشار كوكبرن إلى أن التجرية تقول بأن التنمية الاقتصادية تشجع على تفشي الفساد والخصخصة في الأنظمة الاستبدادية غير الخاضعة للمساءلة التي يستفيد منها في معظم الأحيان الزمرة المقربة من العائلة الحاكمة .

وأشار الكاتب إلى أنه من السهل بما فيه الكفاية أن تسخر أو ترفض تغييرات الأمير السعودي داخل المملكة. ولكن الخطورة تكمن في غطرسته الساذجة التي لا تقتصر على طريقة تعامله مع الاقتصاد، بل أيضاً متابعته للسياسة الخارجية التي أثارت المشاكل مع جيران المملكة السعودية. فمنذ تولي والده السلطة العام الماضي صعدت السعودية في تدخلها من خلال دعم المعارضة في سوريا واشعال حرب في اليمن. واعطى الكاتب البريطاني مثالا على الغطرسة الساذجة للامير السعودي عندما امر محمد بن سلمان في ١٧ نيسان/ ابريل باتصال هاتفي انهاء المحادثات الجارية في الدوحة بين الدول المنتجة للنفط الذين كادوا يتوصلوا إلى اتفاق في تجميد انتاج النفط، وقد اظهرت هذه الحادثة برأي الكاتب طبيعة سلطة الأمير السعودي التعسفية غير المحدودة .

ولفت الكاتب البريطاني إلى تقرير الاستخبارات الألمانية الذي صدر العام الماضي ووصف فيه السياسية السعودية بالمتهورة، وعلق بالقول إن هذا التقرير يثبت صحة ما قاله بشأن السعودية.

وأضاف بأن السعودية بخلاف جميع دول الشرق الأوسط التي تحاول احتواء الفوضى إلا هي تعمل على نشرها .

وقال الكاتب أن المشكلة في السعودية ليست من صنع يد الملك سلمان فعدد سكان المملكة كان في العام ١٩٥٠ ثلاثة ملايين أما اليوم فيصل عددهم إلى ٣١ مليون نسمة من ضمنهم ثمانية ملايين أجنبي، مشيراً إلى أنه في ظل أسعار النفط الحالية التي يبدو أنها لن ترتفع كما كانت في السابق فعائدات النفط لن تكون كافية لتلبية سكان المملكة الذين يتزايدون بشكل سريع.

وختم الكاتب البريطاني بالقول إنه إذا أرادت العائلة السعودية في أي وقت من الأوقات الفرار كما فعل الشاه، فمن مصلحتها أن تحفظ ثرورتها في الخارج أو نقله بسرعة إلى بر الأمان.