دير الزور والرقة.. أهمية في الإقليم وهامشية في الداخل

دير الزور والرقة.. أهمية في الإقليم وهامشية في الداخل

أخبار عربية ودولية

السبت، ٣٠ أبريل ٢٠١٦

كان لافتاً تصريح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف ألكسي بورودافكين بأن الجيش السوري، بدعم من سلاح الجو الروسي، يخطط للهجوم في اتجاه دير الزور والرقة، كل ذلك جاء في الوقت الذي تتكاثر فيه التسريبات الإعلامية عن قرب المعركة في حلب وريفها، لكن ما هي الأهمية الإستراتيجية لإستعادة الجيش السوري وحلفائه لكل من دير الزور والرقة؟

تكتسب معركة دير الزور والرقة أهميتها الإستراتيجية لإتصالها بالإقليم، أي أنها محافظة الوصل بين العراق وسوريا، وتالياً بين إيران وسوريا، الأمر الذي تعتبره إيران أهم ما يمكن لها إستعادته من سوريا القديمة.

مصادر مطلعة تؤكد أن لا فيتو أميركياً على عملية عسكرية سورية في إتجاه أي من المناطق، بإستثناء حلب، وتالياً فإن الوصول إلى دير الزور والرقة لن يكون مستحيلاً، خاصةً في ظل غطاء جوي روسي في منطقة العمليات الصحراوية المكشوفة.

وترى المصادر أن سيطرة الجيش السوري على دير الزور سيمنع قيام أي إقليم يفصل سوريا عن العراق، مما يعني أنه لن يكون هناك أي عائق جغرافي "للهلال الشيعي" الذي من المفترض أن يمتد من إيران إلى لبنان مروراً بالعراق وسوريا.

وتعتبر المصادر أن السيطرة على دير الزور تحديداً ستؤدي إلى تقطيع دولة "داعش" المفترضة، ويجعلها مقسومة بين الجزء السوري والجزء العراقي ويقلل القدرة على نقل المقاتلين والتعزيزات .

أضفّ إلى كل ذلك، يمكن النظر إلى سيطرة الجيش السوري على دير الزور والرقة بوصفه قطع للطريق أمام أي تدخل إقليمي، سعودي – تركي، بحجة محاربة الإرهاب في سوريا، وإقتطاع جزء من الأراضي السورية والتفاوض عليها لاحقاً على طاولة المفاوضات.

أما في الداخل السوري فتعتبر السيطرة على الرقة ودير الزور هامشية بالمعنى الإستراتيجي. فهذه المحافظات الطرفية لا تشكل أي تهديد لمناطق سيطرة النظام السوري، وقد لا تساعده حتى في تحسين شروطه التفاوضية.