الرد الروسي "تدحرج" من سورية إلى تركيا: "كرة النار اشتعلت"!!

الرد الروسي "تدحرج" من سورية إلى تركيا: "كرة النار اشتعلت"!!

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١ ديسمبر ٢٠١٥

أيام مضت على حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سوريا، والمزيد من التحليلات لا تزال تنهال في العديد من وسائل الإعلام، والتي تتكهن بالرد الروسي على الحادثة..

مزيد من التصريحات التي تأخذ مجالها بين مد وجزر، انعكست تطبيقاً على الميدان السوري في سبيل محاربة الإرهاب؛ حيث بدأت موسكو تنفيذ سلسلة قرارات عسكرية تضيّق الخناق على الحركة التركية في الميدان السوري، اعتبرها بعض المحللين كنوع من الرد الروسي، كما نفذت سلسلة قرارات متدحرجة لإعادة ترتيب ساحة الاشتباك فوق الأراضي السورية.

 هذا الرد، وبحسب متابعين، تم عبر طريقة نقل خطوط حركة الطائرات الروسية إلى عمق الحدود السورية ــ التركية، لتكون النتيجة الأولى كسر المعادلة التي حاول الأتراك فرضها من خلال التوهم بـ"رسم خطوط حمر" على الحدود، لكن، روسيا ومن خلال غاراتها استطاعت منع أكبر قدر من الدعم اللوجستي للمسلحين على أنواعهم، الذين يتلقون الدعم المباشر من الحدود التركية، ما يجعل تركيا في موقع الدفاع عن شريطها الحدودي في وجه تضييق موسكو لساحتها بالنار أكثر فأكثر.. تقول وسائل إعلامية.

 الأهم من هذا  كله، التصريحات التي تم تداولها حول استعداد الأكراد السوريين للتنسيق مع روسيا في محاربة الإرهاب في سوريا، الأمر الذي يعني إضافة متحالف جديد إلى التحالف الذي أنشأته روسيا من أجل محاربة الإرهاب، ويعني في الوقت نفسه، ضربة قاصمة لتركيا، من قبل الأكراد والروس في آن.

في هذا الوقت، وبمناسبة الحديث عن تغيير لقواعد الاشتباك مع الحدود التركية، واصل كيان الاحتلال صمته وامتنع حتى الآن عن التعليق على التوتر التركي ــ الروسي، إلا أن ذلك لم يمنع "المعلقين الإسرائيليين" من الإدلاء بموقف "تل أبيب" وتسريب التقديرات، حول مآلات التوتر بين الجانبين.

 القناة الثانية العبرية، وصفت الموقف التركي بالمتراجع أمام الإصرار الروسي، مشيرة إلى أن الرئيس التركي بدأ يزحف بعد الإجراءات الروسية العقابية، وخاصة أن العقوبات الاقتصادية وتحديداً في القطاع السياحي تؤذي كثيراً الاقتصاد التركي.

وتابعت وسائل الإعلام، الحديث عن الرد الروسي، في وسائل إعلام العدو، حيث قالت إنّ الرد الروسي شمل أيضاً إجراءات ميدانية مرتبطة بحماية وجودهم العسكري في سوريا، إلا أنّ هذه الإجراءات جاءت واسعة جداً، وهي غلاف حماية تجاوزت سوريا وباتت أيضاً تغطي شمال "إسرائيل" وأربع قواعد جوية تركية.

 وبشأن سير العملية العسكرية التي تقودها روسيا في الشمال السوري، أشارت القناة إلى أن الروس يستهدفون بشكل ممنهج كل خطوط الدعم القادمة من تركيا باتجاه المجموعات المسلحة، والهدف واضح جداً، ألا وهو إنهاء الدعم التركي للفصائل المسلحة. وبحسب القناة، تستغل روسيا حادثة إسقاط الطائرة لتحقيق أمرين اثنين: تقليص النفوذ والتأثير التركيين على مجريات العمليات القتالية في الشمال السوري، وأيضاً على طاولة المفاوضات السياسية، وإضعاف قوة المجموعات المسلحة من الفصائل المرتبطة بالأتراك.

 وحذرت القناة من أن الفعل الروسي في الشمال السوري قد يمتد لاحقاً، وفي الوتيرة والقوة نفسها باتجاه الجنوب السوري، الأمر الذي سيتسبب بتداعيات على "المصالح الإسرائيلية"، تختم وسائل إعلامية.

هذه التصريحات أعادت الحديث الشاغل لمعظم وسائل الإعلام، ألا وهو الضربات الروسية لمحاربة الإرهاب في سوريا، وإذ تحدثنا عن أثر تلك الضربات كما ورد في وسائل الإعلام الأمريكية، لا بد من التعريج عن الخوف اللامحدود من أثر تلك الضربات على الكيان الإسرائيلي، وما ذكر في وسائل إعلامها، وما جاء على لسان مسؤوليها، الأمر الذي يعني كما قلنا في وقت سابق، أن اتفاقات جديدة سترسم في المنطقة يمكن أن تبعد الدعم الأمريكي للاحتلال عن المشهد في المنطقة، خاصةً بعد التصريح الذي أدلى به "وزير الأمن الإسرائيلي"، موشيه يعلون، حين شدد على "الخطوط الإسرائيلية الحمراء" بالنسبة إلى الساحة السورية.