تركيا تختبئ خلف «الناتو».. وروسيا تتحضر للرد!

تركيا تختبئ خلف «الناتو».. وروسيا تتحضر للرد!

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٥

عباس الزين - بيروت برس -
تستعد القيادة الروسية لتنفيذ إجراءاتها العسكرية، في معرض ردّها على إسقاط طائرتها الحربية، من قبل سلاح الجو التركي داخل الأراضي السورية. ففي حين تتجنّب تركيا الحديث عن نتائج اسقاطها للطائرة الروسية، وتحاول الإختباء خلف "الناتو"، فإنّ روسيا لا ترى في هذا الفعل أمرًا ممكن أن يمر دون رد. محاولة تركيا الهروب بإتجاه حلف "الناتو" سببه معرفتها أنّ أيّ اعتداء على دولة من ضمن الحلف هو اعتداء على الحلف بأكمله، لكن القيادة الروسية مدركة أيضًا أنّ أيّ اعتداء تقوم به دولة منضوية تحت لواء حلف "الناتو" هو اعتداء من الحلف بأكمله، وانطلاقٌا من هنا كان الطلب الروسي بتفسير واضح من قبل حلف "الناتو" لقيام تركيا بإسقاط الطائرة الروسية.

الى ذلك، فإنّ حلف "الناتو" المطالب بتفسير لما قامت به تركيا، لا تزال دوله تعطي التبريرات من جهة، ومن جهةٍ اخرى تتحدث عن عدم تأكد من ان الطائرة الروسية تم استهدافها فوق الأراضي التركية، أو انها خرقت المجال التركي، في محاولةٍ لعدم تبني العمل التركي لكن بطريقة تبقي على الرسالة التي اراد "الناتو" إيصالها الى الجانب الروسي من خلال اسقاط الطائرة عبر تركيا، بأن روسيا لن تكون وحدها في سوريا، وأن الحلف جاهز بأي لحظة للتدخل تحت حجة الدفاع عن إحدى الدول المنتسبة إليه. وقد أكد مندوب روسيا الدائم لدى "الناتو"، ألكسندر غروشكو، أنّ "الحلف سقط من جديد في امتحان الموضوعية بسبب محاولته التغطية على أنقرة في ما يخص حادث إسقاط الطائرة الروسية". وأشار غروشكو خلال لقاءٍ صحفي إلى أنّ "حلف شمال الأطلسي يشعر حاليًا ببعض الارتباك، وما رأيناه أمس ليس إلّا مسرحية سياسية تهدف إلى التغطية السياسية على أنقرة".

الرد الروسي على إسقاط طائرته من قبل سلاح الجو التركي، لم تتوضح معالمه حتى الآن، لكن كلام المسؤولين الروس، وما يتم تجهيزه من منظومات دفاعية على الأراضي السورية، يظهر ان روسيا لديها العديد من الخيارات التي يمكن من خلالها ايقاف تركيا عن الإستمرار بدعم الإرهاب بالدرجة الأولى، وتكرار اي عملية مماثلة لحادثة اسقاط الطائرة. والجدير ذكره، ان التجهيزات الروسية غير موجهة لتركيا على وجه الخصوص، بل إنها تأخذ طابعًا دوليًا، بما أن المنظومات الدفاعية قادرة على استهداف اي طائرة معادية، تهدد الأمن الجوي لروسيا. وفي سياق ذلك، أكد الرئيس فلاديمير بوتين بأن "روسيا ستتعاطى بأقصى درجات الجدية، على خلفية حادث استهداف قاذفتها فوق سوريا، وتسخر كل السبل المتاحة لديها للدفاع عن أمنها". مشددًا على أنه "فيما يتعلق بأمن طيراننا خلال عمليتنا الجوية في سوريا، أرى أن الإجراءات التي أعلناها البارحة غير كافية، وبحثت الأمر منذ الصباح مع القادة المعنيين في وزارة الدفاع. وقررنا نصب منظومة "اس-400" للدفاع الجوي في قاعدتنا الجوية في سوريا بما يخدم ضمان سلامة تحليق طائراتنا".

من جهةٍ اخرى، اكد دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، أن "بوتين وافق على اقتراح وزارة الدفاع لنشر منظومة "إس-400" وهي أحدث نظام روسي للدفاع الجوي، في قاعدة حميميم". وكشف بيسكوف خلال لقاء صحفي أن "الرئيس بوتين لم يبحث موضوع نشر "إس-400" في سوريا مع زعماء دول حلف الناتو". مؤكدًا أن "العملية الروسية لمكافحة الإرهاب في سوريا مستمرة".

وفي غضون ذلك، ستأخذ الإجراءات العسكرية الروسية الآن طابعًا مغايرًا لما كانت عليه من قبل، فلم تعد المعركة محصورة بين روسيا والمجموعات المسلحة، بل أن روسيا الآن تعتبر نفسها في مواجهةٍ مباشرة مع الدول التي تدعم تلك المجموعات. بناءً عليه، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "الإرهابيين يستخدمون الأراضي التركية لشن هجماتهم الإرهابية في سورية ودول أخرى"، معتبرًا أن "روسيا ستراجع مجمل علاقاتها مع تركيا بعد حادثة اسقاط الطائرة الروسية". وشدد لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو اليوم على ان "اسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا فوق الأراضي السورية يتطلب إعادة النظر في البنية العسكرية للوجود الروسي في سوريا"، وان بلاده "لا يمكن أن تترك ما حصل يمر دون أن ترد عليه".

وفي محاولةٍ روسية لإيضاح الصورة التي يحاول الجانب الأميركي عدم الظهور بها، بأنه كان على علمٍ مسبق بأنّ تركيا تنوي اسقاط الطائرة الروسية، والعملية لم تتم من دون موافقة أميركية، لفت لافروف إلى أن "بعض أعضاء "الناتو" الذي تقوده واشنطن ذكروا لنا أن الامريكيين يطلبون منهم الحصول على موافقة الولايات المتحدة قبل تنفيذ الضربات بما أن طائراتهم من صنع أمريكي"، مضيفا أن "طائراتنا الحربية جرى استهدافها من قبل طائرة أمريكية الصنع "اف16""، واعتبر أن "ذلك يطرح الكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت تركيا استثناء من ذلك أو أنها أخذت الاذن من الولايات المتحدة لاستهداف طائرة زعمت أنها مجهولة الهوية فوق الاراضي السورية".