انفجار أنقرة وأسئلة الانتخابات... من قتل «الكفار» المتظاهرين؟

انفجار أنقرة وأسئلة الانتخابات... من قتل «الكفار» المتظاهرين؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٠ أكتوبر ٢٠١٥

عمت الفوضى في العاصمة التركية أنقرة بعد الانفجار الضخم الذي ضرب ميدان المظاهرة المطالبة بالسلام، والتي كانت قد دعت إليها منظمات حقوقية ونقابات ولجان مجتمع مدني، وسرعان ما استرعى الانتباه التشابه المريب مع تفجير سوروج، الذي كان قد سبق بوقت قليل، مثل الانتخاب الحالي، الانتخابات.
 
تفجير سوروج كان قد وقع في 20 تموز الماضي، قبل الانتخابات ببضعة أيام، إذ كانت مجموعة من الناشطين الشبان يتحضرون للتوجه إلى مدينة عين العرب / كوباني، للمشاركة في أنشطة لإعادة البناء فيها. فاستهدفهم الانفجار مسقطاً أربعة وثلاثين قتيلاً وما يقارب من مائة مصاب. وتسببت الهزات الارتدادية الناجمة بتصفية حزب العمال الكردستاني لرجلي شرطة قال أنهما على علاقة بتنظيم «داعش»، مما كان له الأثر الكبير في إنهاء العملية التفاوضية بينه وبين الدولة.
 
التفجير الحالي أيضاً يأتي في سياق مشابه، توتر شديد بين الدولة وحزب العمال الكردستاني، ثم تفجير سينسب على الأغلب لـ«داعش» إذا أخذنا بعين الاعتبار طريقة تناول وسائل الإعلام الموالية له للحادثة. ويزيد في تقوية هذه النظرة أن التنظيمات التي استهدفها تفجير سوروج مقربة من التنظيمات التي استهدفها تفجير أنقرة اليوم، وتكاد تحمل نفس النظرة.
 
بدوره، نشر موقع «تقوى»، الذي يعتبر الناطق باسم التنظيم في تركيا، المظاهرة تحت عنوان «انفجار في مظاهرة للكفار». وهو ما أدى لتوقعات بأن الاتهامات ستوجه للتنظيم، بل وربما تحصل بعض الاعتقالات في سياق المتابعة القضائية، وذلك من أجل إنقاذ ماء وجه الحكومة على أقل اعتبار.
 
تشابه المقدمات لا يعتبر فألاً حسناً بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، فتفجير سوروج كان قد سبب، على عكس التوقعات، بهبة شعبية متضامنة مع الأكراد، وبتسرب واضح لأصوات الأكراد من حزب العدالة إلى حزب الشعوب الديمقراطي، المقرب من حزب العمال الكردستاني. ولذا فإن كانت النية من التفجير إحداث فارق في التوجه العام للأصوات فيجب أن تكون هناك تحضيرات مختلفة لتوجيه النقمة الشعبية بالاتجاه الذي يطمح إليه القتلة (وذلك على افتراض أن القتلة لهم امتداد داخل الدولة التركية، وهو ما يعرف بتعبير «الدولة العميقة») وفعلاً كان أول تعليق من مسؤول من الحزب الحاكم يقول أن التفجير بهدف تأمين فوز حزب الشعوب الديمقراطي. وفي هذه الحالة قد نستشف في هذا التصريح ملمحاً لنوعية الخطاب الذي قد ينتهجه إعلام اردوغان، وهو اتهام «الدولة الموازية» (أي جماعة الداعية فتح الله غولن) بالوقوف وراء التفجير بهدف ضرب شعبية حزب العدالة قبيل الانتخابات.
 
وكانت الأمور في الميدان سيئة، حيث انتقدت نقابة الأطباء تأخر سيارات الإسعاف بالوصول إضافة للخدمة السيئة في المشافي الحكومية التي حمل إليها المصابون، وتوجهت النقابة بنداء إلى وزير الصحة لفتح هاتفه والإصغاء لمطالب وشكايات المصابين.