مناورة أمريكية في الملف السوري .. إبرة بنج للخليجيين وتضييع للوقت في انتظار مفاجأة

مناورة أمريكية في الملف السوري .. إبرة بنج للخليجيين وتضييع للوقت في انتظار مفاجأة

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٣١ أغسطس ٢٠١٥

لا يتوانى الأمريكي عن ممارسة إستراتيجيته الماكرة بتضييع الوقت فيما يخص الملف الأكثر دسماً بالنسبة له، ألا وهو الملف السوري، لم لا فهو ميدان كسر العظم بينه وبين الروسي لكن أكثر الأحيان بطريقة غير مباشرة.
تارةً يوحي بأنه موافق على ترك الروسي يشرف على الاتصالات واللقاءات بين مختلف الأطراف من أجل الوصول إلى صيغة تفاهم لحل سياسي، وتارةً أخرى يوحي بأن هناك اتفاقاً مع موسكو يقضي بمنح الأخيرة رتبة عراب لحل منتظر، وفي أحيان أخرى يظهر بأن واشنطن لن توافق بكل الأحوال على حل يكون بإشراف روسي كما يشتهيه الحليف السوري.
كل تلك الإيحاءات صحيحة، لأن واشنطن تمارس براغماتيتها بوضوح، فهي في كل مرحلة تظهر للرأي العام العالمي حالةً مختلفة عما سبقها بالنسبة لعلاقتها مع روسيا.
الأمريكي مضطر للتعامل مع الروسي كند في الوقت الراهن، والأخير لم يخرج كمارد من قمقمه لولا الملف السوري.
الأكيد بأن واشنطن تسعى لإظهار موسكو بمظهر الفاشلة في الوصول إلى صيغة حل في المنطقة، من خلال الترويج بأن أمريكا أعطت المجال لروسيا من أجل الإشراف على الحلول ثم فشلت في ذلك، وفي ذات الوقت يكون الأمريكيون قد كسبوا الوقت علّ الميليشيات المسلحة المدعومة بمال الحلفاء الخليجيين تحقق تغيراً في الميزان العسكري على الميدان السوري، عندها سيتغير الكثير من كلام الأمريكيين مع الروس.
في هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، تمسك واشنطن بتحقيق انتقال سياسي حقيقي وتفاوضي في سوريا بعيدا عن الرئيس السوري بشار الأسد، زاعمةً أن وجود الرئيس الأسد يغذي التطرف ويؤجج التوتر في المنطقة!
لم يكن هذا الموقف السلبي أمريكياً عن عبث، وعلى الغالب كان نتيجة الحنق الخليجي والإسرائيلي من الأداء الأمريكي في مهادنة الروس وتوقيعهم الاتفاق مع الإيرانيين، الخليجيون باتوا يطلبون الحماية من الشيطان ذاته، لا يهم كم ستحرق نار العالم السفلي شعوب هذه المنطقة طالما أن عدوهم الإيراني يحقق نجاحات متتالية، وشماعة أمن الخليج هي التي يتم تردادها دوماً، بالتالي فإن الخارجية الأمريكية ارتأت أن تقدم تطمينات للأنظمة الخليجية بأنه مهما أوحت الصورة على الساحة الدبلوماسية أن هناك تفاهماً أمريكياً ـ روسياً وتصميم على محاربة داعش باشتراك سوري، فإن ذلك لن يعني وضع الشماغ البدوي تحت الأرجل، بمعنى آخر هو تأكيد لهؤلاء بأنه لن تتم إهانتهم من خلال موافقة واشنطن إعطاء المجال للرئيس السوري بشار الأسد بتمريغ أنوفهم في الوحل من خلال استمراره في الحكم.
بالتالي هل يُعتبر ما صدر عن الخارجية الأمريكية مجرد تكتيك سياسي آني يهدف لإرضاء الأنظمة الخليجية حالياً، أي إبرة بنج؟ أم أنه تكتيك يهدف لإضاعة الوقت فيما يخص الملف السوري؟ أو أن هناك محاولة أمريكية للتعمية على الأنظمة الخليجية  من خلال إيهامها بأن واشنطن لن تسمح لموسكو بتحقيق ما يريده حليفها السوري، وفي ذات الوقت تقوم بالتفاهم تحت الطاولة مع موسكو على الخطوط العريضة لما لها وما عليها؟