متظاهرون في ألمانيا يرحبون باللاجئين وميركل ترسل سفناً لنقلهم من تركيا وهولندا تشدد إجراءاتها بحقهم

متظاهرون في ألمانيا يرحبون باللاجئين وميركل ترسل سفناً لنقلهم من تركيا وهولندا تشدد إجراءاتها بحقهم

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٣١ أغسطس ٢٠١٥

تصاعدت الانتقادات الموجهة إلى حكومات شرق أوروبا على سياساتها بحق اللاجئين، إذ وصف بابا الفاتيكان فرانسيس العثور على جثث مهاجرين بينهم سوريون في شاحنة نمساوية بـ«الجريمة المسيئة للإنسانية جمعاء». ومع جنوح دول أوروبية إلى التضييق على اللاجئين خرجت مظاهرة في ألمانيا ترحب بهم.
وخلال قداس الأحد، عبر البابا عن أسفه على المهاجرين الذين عثر على جثثهم في شاحنة نمساوية، بقوله: «أضم صوتي إلى صوت الكنيسة في فيينا من أجل الصلاة على الضحايا الذين وجدوا داخل شاحنة على طريق بودابست فيينا، وإلى الكثير من المهاجرين الذين فقدوا أرواحهم في رحلاتهم الفظيعة». ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن البابا وصفه هذه الحادثة بأنها «تسيء إلى الإنسانية جمعاء».
وبعد يوم من العثور على الجثث داخل الشاحنة، اعترضت السلطات النمساوية شاحنة أخرى صباح الجمعة غرب النمسا وعلى متنها 26 مهاجراً وصفت حالتهم بأنها «سيئة جداً»، أتوا من سورية وبنغلادش وأفغانستان وقالوا إنهم يريدون التوجه إلى ألمانيا.
وفي تطور لافت نقل ناشطون عن متحدث باسم حقوق الإنسان الألمانية أن المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل سترسل قريباً 4 سفن نقل مدنية إلى السواحل التركية لنقل المهاجرين السوريين إلى ألمانيا بعد تكرار حوادث غرق الأطفال السوريين وحادثة شاحنة النمسا. هذا التطور في الموقف الألماني سبقه خروج نحو «ألف شخص» في مظاهرة بمدينة درسدن (معقل حركة «بيغدا» المُناهِضة للإسلام) للتضامن مع المهاجرين السوريين، انضم إليها بعض اللاجئين، وردد المتظاهرون خلال المسيرات التي عمت المدينة شعاراً «نرحب باللاجئين هنا».
ويتماهى موقف بابا الفاتيكان مع الانتقادات التي وجهت لحكومات شرق أوروبا لرفضها مقترحات الاتحاد الأوروبي الموافقة على خطة مشتركة من أجل التعامل مع أزمة اللاجئين المتفاقمة.
ولعل أهم الانتقادات جاءت على لسان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي وصف سياسات بعض دول شرق أوروبا تجاه اللاجئين ولاسيما المجر بأنها «مخزية» وتتعارض مع مبادئ الاتحاد الأوروبي.
وأضاف فابيوس في حديث إذاعي، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء مقتطفات منه، «المجر لا تحترم القيم المشتركة لأوروبا لذا ينبغي أن تتناقش السلطات الأوروبية بشكل جدي وربما صارم مع مسؤوليها».
موقف الدبلوماسي الفرنسي جاء رداً على إجراءات الحكومة المجرية بزعامة اليميني فيكتور أوروبان بحق اللاجئين، وعزمها على بناء سياج على طول حدودها مع صربيا لاحتواء ما تقول إنه خطر على «أمن أوروبا ورخائها وهويتها».
وذكرت وزارة الدفاع المجرية أنه «تم الانتهاء من القسم الأول من إغلاق الحدود (مع صربيا)»، البالغ طولها 175كم.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، أنه «سيتبع ذلك بناء جدار بطول أربعة أمتار، بدأ الجيش المجري ببنائه لمنع العبور غير القانوني للحدود».
وفي محاولة لاحتواء هذه الأزمة، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في بيان مشترك أمس مع نظيريه من بريطانيا وألمانيا أنهم طلبوا عقد قمة طارئة لمناقشة الهجرة خلال الأسبوعين المقبلين. وأشار البيان إلى أن الوزراء الثلاثة «شددوا على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة التحدي الذي يشكله تدفق اللاجئين».
في غضون ذلك دعت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل والمستشار النمساوي فيرنر فيمان إلى إصلاح قانون الهجرة الأوروبي وتقاسم المهاجرين بصورة عادلة بين دول الاتحاد الأوروبي.
أما في هولندا فتتجه نية حكومة رئيس الوزراء مارك روته نحو تشديد سياسات اللجوء بقطع إمدادات الغذاء والمأوى عن الأشخاص الذين لا يؤهلون كلاجئين، وإذا لم يوافقوا على العودة لأوطانهم فستقوم السلطات إما بترحيلهم أو إبعادهم ليتولوا أمر أنفسهم.
وانتقد روته اللاجئين بقوله «نتحدث عن مجموعة بوسعها العودة وستقبل حكوماتها عودتهم لكنهم يرفضون العودة».