حزب الله مصرّ على المقاومة في الجولان.. والتوتر مع «إسرائيل» في أعلى مستوياته

حزب الله مصرّ على المقاومة في الجولان.. والتوتر مع «إسرائيل» في أعلى مستوياته

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٥ أغسطس ٢٠١٥

 نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى مقالاً للكاتب نداف بولاك، تحدث فيه عن شكل التصعيد المعتمد حاليًا، بين حزب الله وكيان العدو الإسرائيلي، والذي بلغ ذروته في المرحلة الماضية، بعد عدة عمليات قصف واستهداف نفذتها "إسرائيل" ضد عناصر المقاومة الناشئة في الجولان، والتي "يرعاها حزب الله"، بحسب التقرير، الذي يشير أيضًا إلى أنّ تلك الاستهدافات لم تؤثر على عزيمة "حزب الله" في المتابعة بإنشاء مقاومة شعبية في الجولان تهدف إلى استهداف جيش العدو الإسرائيلي، معتبرًا إصرار حزب الله على تلك الخطوة "أمر لافت"، رغم ما أسماه بالقيود التي من المتفرض أن تعيق حركته في المرحلة الراهنة، في إشارة إلى مشاركة الحزب القتالية في سوريا إضافة الى الأخطار الداخلية التي يواجهها في لبنان. وقال الكاتب في تقريره:

"في 29 تموز/يوليو، ذكرت بعض التقارير أن طائرة إسرائيلية بدون طيار هاجمت سيارة كانت تقل ثلاثة أعضاء من «المقاومة الوطنية السورية»، وهي جماعة مقرها في الجولان تابعة للنظام السوري و «حزب الله». وتم ضرب السيارة بالقرب من قرية خضر الدرزية السورية على بعد أميال قليلة من الحدود الإسرائيلية.

وفي الماضي، اتخذت "إسرائيل" إجراءات على طول الحدود عندما كان هناك تهديد محدق بقواتها هناك، كما حدث في الغارة التي شنتها في 26 نيسان على مجموعة من المقاتلين كانوا يسعون إلى وضع عبوة ناسفة على الحدود. وأصبحت تتكرر محاولات زرع العبوات الناسفة في الأشهر الأخيرة، ويبدو أن الضربة التي وجهتها "إسرائيل" في نيسان/أبريل لم تردع «حزب الله» ووكلائه من محاولة القيام بذلك مرة أخرى. وكان الضحايا الثلاثة المؤكدين للغارة التي شُنت في 29 تموز/يوليو من خضر، نفس القرية الدرزية التي خرج منها المقاتلون لتنفيذ عملية زرع العبوات الناسفة في نيسان/أبريل. وقد يكون هدف الضربة الأخيرة تحقيق نفس الهدف [الذي كانت تصبو إليه "إسرائيل"] من ضربة نيسان/أبريل، وعلى وجه الخصوص: وقف التهديد المحدق بجيشها على الحدود."

وأشار الكاتب بناءً على "تقارير أخرى" الى أن الضربة الصهيونية كانت تستهدف الأسير المحرر سمير القنطار، الذي قال التقرير أنه اليوم "من كبار المُجنِدين لـ «حزب الله» في مرتفعات الجولان"، مضيفاً انه يقود مجموعات مقاومة محلية نشأت في بلدة خضر، معتبراً انه "إذا كان القنطار هو فعلاً الهدف من شن العملية، قد تُشير الضربة إلى أن دوره في عمليات «حزب الله» في الجولان كان مهماً بما يكفي لتبرير القيام بعملية حساسة دبلوماسياً عبر الحدود، كما كان عليه الحال عندما استهدفت "إسرائيل" جهاد مغنية وقادة آخرين من «حزب الله» في المنطقة ذاتها. وجاءت تقارير متضاربة حتى الآن حول سلامة القنطار بعد الهجوم. وقد نفت عائلته جميع التقارير عن موته.

ويرى الكاتب في مقاله أن «حزب الله» عازماً على إنشاء مقاومة عسكرية في الجولان، عبر ما وصفه بـ"تجنيد السكان المحليين لاستهداف الجيش الإسرائيلي". معتبراً أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها «الحزب» هذا الأسلوب، فقد سبق أن جند في الماضي مجموعات فلسطينية أيضا لإستهداف "إسرائيل". مؤكداً أن معرفة أبناء الجولان (الدروز) بتضاريس المنطقة، وقدرتهم على مراقبة عمليات جيش العدو الإسرائيلي المتكررة على الحدود، إضافة الى اتصالاتهم مع الدولة السورية، وغيرها من الأمور خاصة لكونهم "ليسوا شيعة" كما وصفهم المقال، ستساعد «حزب الله» على النأي بنفسه بصورة أكثر من أي هجمات يقومون بها.

وقد وصل الكاتب في مقاله الى محصلة قال فيها: "توضح الضربة الجوية الأخيرة - مثلها مثل غيرها من العمليات على الحدود بين "إسرائيل" وسوريا خلال العام الماضي - أن إسرائيل ستتصرف عندما تشعر بأنها مهددة من وجود عناصر من «حزب الله» ووكلائه في مرتفعات الجولان. وفي الوقت نفسه، يُبيّن ظهور خلية أخرى مرتبطة بـ«حزب الله» قريبة جداً من الحدود أن التنظيم لم يرتدع من هجمات إسرائيل السابقة ضد كبار قادته وعناصره. وبدلاً من ذلك، واصل «الحزب» تطوير بنيته التحتية وإعداد وكلائه في الجولان على الرغم من معرفته بأن "إسرائيل" تتابع تحركاتهم."

وختم بولاك :"من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الاتفاق النووي مع إيران سيزيد من جرأة «حزب الله»، ولكن واقع استعداد التنظيم لاستهداف "إسرائيل" في ظل القيود الحالية أمر لافت للنظر. وقد بدأت جبهة الجولان تصبح ساحة المعركة الجديدة بين "إسرائيل" و حزب الله، ويزداد الوضع خطورة لأن كلا الجانبين يصعدان الموقف. وهذا جزء من السبب وراء قيام "إسرائيل" بنقل المزيد من بطاريات الدفاع الصاروخي المعروفة بـ "القبة الحديدية" نحو الشمال، من أجل التحضير لتصعيد محتمل.