أين تقف المعارضة التركية من سياسات أردوغان السورية؟

أين تقف المعارضة التركية من سياسات أردوغان السورية؟

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٤ أغسطس ٢٠١٥

منذ أيام وتركيا تنام وتصحو على تفجير واشتباكات. شوارع مقطوعة واحتجاجات تستعر مع اشتداد وتيرة الضربات الموجهة إلى مواقع «حزب العمال الكردستاني» في تركيا والعراق والحملة القضائية على النواب الأكراد في البرلمان التركي، فيما يتحدث مراقبون عن خطوات تركية ممنهجة للتدخل الجدّي في الشمال السوري تحت ذريعة محاربة «داعش» والإرهاب وفرض منطقة نفوذ يحرسها «جيش تركماني».
تساؤلات كثيرة تثيرها هذه «الحرب» التي يخوضها رجب طيب أردوغان، وسط شبهات كثيرة بشأن ارتباط أجهزته الأمنية بالتنظيمات المتطرفة التي تتسلل الى سوريا، واحتمال سعيه الى التخلص من خصومه من السياسيين الأكراد. لكن التساؤل الأكثر أهمية مرتبط بما اذا كانت تركيا تحارب «داعش» أو «الكردستاني»، وهل هي مستعدة لدفع فاتورة الدم والفوضى على أراضيها؟
الصحافي التركي فهيم طاشتكين، الكاتب في صحيفتي «حرييت» و «راديكال» التركيتين المستقلتين، تحدث لـ «السفير» على هامش «المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري» الذي عقد في دمشق مؤخرا، قائلاً: «إن الحكومة التركية تقود حرباً ضد سوريا وهذا كان واضحاً وعلنّيا، لكن الوضع بدأ يتغير تدريجياً وذلك لعدة أسباب، أولها أن الحكومة التركية دعمت التنظيمات الإرهابية داخل حدودها من خلال تسهيل ما تحتاجه، لكن الرأي العام التركي بدأ يدرك حجم الخطر المحدق بتركيا جراء هذه السياسة، الأمر الذي دفع بالشعب للضغط على حكومته لتغيير سلوكياتها في المنطقة».
ولفت طاشتكين إلى «أن المتغيرات الدولية الأخيرة لعبت دورها أيضاً بالرغم من أن حكومة تركيا هي الوحيدة التي حافظت على سياستها ضد سوريا، وهذا ساهم في ترسيخ فكرة دعم تركيا للإرهاب وخاصة لتنظيم داعش». وأضاف «لقد كان مؤتمر دمشق فرصة حقيقية.. فالمعارضة التركية لا تعرف ما الذي يجري في سوريا بالضبط، لكن الأكثرية منها مقتنعة بأن سياسة تركيا سمحت لعصابات الإرهاب التي أضحت بلاءً يستشري في المنطقة بتقوية نفوذه».
وتحدث الصحافي التركي عن أن الحكومة التركية «منعت الصحافيين الذين يستخدمون لغة مختلفة عن لغتها من الظهور الإعلامي، ناهيك عن الضغوط والرقابة المشددة على الصحف والوسائل الإعلامية».
وفي الوقت الذي تدّعي فيه تركيا أنها تقوم بضرب مواقع لـ «داعش»، تتناقل أوساط المعارضة التركية حديثاً عن ثلاثة احتمالات أو أهداف للسيناريو التركي، أولها ضرب مواقع حزب العمال الكردستاني تحت ذريعة محاربة الإرهاب، في محاولة من جانب أنقرة لمنع الأكراد والحزب من تشكيل منطقة نفوذ مستقلة لهم في شمال سوريا، والاحتمال الثاني أن تركيا تريد أن تمنع «داعش» من الاستحواذ على مناطق السيطرة التركية التي ينشط فيها مسلحون من تنظيمات وجماعات أخرى غير «داعش»، ما يهدد بقطع الاتصال بين تركيا ومسلحي الداخل السوري. أما السبب الأكثر حساسية فهو خشية تركيا من تقدم قوات الجيش السوري باتجاه الحدود التركية.
من جهته، أكد رئيس «وقف أهل البيت في تركيا» علي ييرال على هامش المؤتمر أيضاً أن «الداعم الأكبر للإرهاب هم أميركا والاحتلال الإسرائيلي والسعودية التي تسمى باسم الإسلام والمسلمين، وقطر وتركيا التي تخالف سياسة شعوبها».
وشدد ييرال على أن «هناك فرقاً بين الحكومة التركية والشعب التركي، فالحكومة التركية دعمت الإرهاب الذي انعكس على تركيا وبدأت تحصده حيث أصبحت المدن التركية الحدودية مع سوريا تحت خطر كبير، فالانفجارات والعمليات الانتحارية تتوالى». وأشار إلى دعم الحكومة التركية لمسلحي «داعش» الذين دخلوا مدينة عين العرب السورية عبر الأراضي التركية، وهذا ما أكدته التقارير الصحافية.
ترى المعارضة التركية اليوم أنها أمام عدة احتمالات لما يجري، فإما أن الحكومة تحاول إيصال رسائل لـ «داعش» بألّا تتقدم في مناطق تعتبر استراتيجية وحساسة بالنسبة لتركيا بحيث لا تغلق المعابر بين تركيا ومسلحي الداخل السوري، أو أن تركيا اتخذت خيارها بمحاربة تنظيم «داعش» حتى النهاية، وهذا أمر تراه المعارضة غير جديّ واقعياً بحسب الوقائع والمعطيات، فهذه الخطوة قد تكلف تركيا أثماناً باهظة لن تكون مستعدة لسدادها ليس أقلها احتمال دخول تركيا دائرة التفجيرات الإرهابية والاستهدافات الكبيرة التي ستؤدي حتماً إلى ضرب القطاع السياحي والإنتاجي في البلاد، ما سيفاقم الأزمة السياسية الداخلية أيضاً ويضع «حزب العدالة والتنمية» أمام امتحان جديد.